النور مكانه في القلوب، ليس مجرد مقطع من أغنية بل إنها جملة مجسدة طوال الوقت، خاصة لدى الأشخاص الذين منّ الله عليهم بنعمة البصيرة بعد فقدان بصرهم، جعلهم يشكلون تماثيل ومنحوتات من الطين، برزت فيها ملامح وتفاصيل تدل على ما بداخلهم، مع جفون غلبها الظلام، وكأن لسان حالهم يقولون إنهم يرون العالم بالرغم من غلق أعينهم الدائم، كان هذا المشروع "موهبتي" بعنوان "الآن يمكنني أن أرى" تحت رعاية الفنان التشكيلي أنجلو رفعت بعد أن خاض تجربة استمرت لقرابة الأربعة أشهر في مدرسة النور للمكفوفين الداخلية الحكومية بمحافظة سوهاج، حيث علم من داخل قلبه أن لديه رسالة لا بد أن يؤديها مع هؤلاء الأطفال الذين تتراوح مراحلهم التعليمية بين الابتدائية والثانوية.
انجلو مع الطلاب
إبداع المكفوفين في فن النحت.. إرادة من حديد
قال أنجلو في حديثه لـ"اليوم السابع" إن بداية زيارته أراد الأطفال معرفة وجهه ولمس ملامحه لكي يتعرفوا عليه عن قرب، الأمر الذي أحبه منهم وجعله طوال الوقت بالقرب منهم أكثر فأكثر، وتابع أن هدفه كان معرفة إمكانية الكفيف في حفظ الصور داخل عقله ومن ثم محاولة تصميم منحوتات ومجسمات تحمل وجه الإنسان، وأضاف أنه أحب أن ينفذ الفكرة بشكل أكثر عملية، وأصبح يطلب من الطلاب تنفيذ الشكل الذي يقوله من الطين، ومنها طالبة طلب منها تنفيذ شكل المكعب التي لم تكن تعرفه حتى شرح لها وبالفعل قامت بتنفيذه.
أحد التماثيل
الأمر لم يكن سهلاً لكنه لم يكن مستحيلاً بالعزيمة والأرادة، فشعورهم بملمس الطين جعلهم بالفعل يستمرون في المحاولة حتى تم بالفعل تنفيذ المشروع، وأضاف أن المكفوفين لديهم الكثير من المخزونات الحسية والحركية وتتطور حتى يكون لهم مخزوناً للصور والأشكال.
أنجلو رفعت
وتابع تم اختيار 10 طلاب بسبب استيعابهم السريع لتنفيذ المشروع، ثم بدأوا في نحت الوجوه التي كامنة في مخيلتهم، الأمر الذي كان ملحوظاً هي الجفون المرتخية وكأنهم بالفعل يرون الناس داخل عقولهم مغمضين العين، وأضاف أن لا بد على المؤسسات المعنية دعم مثل هذه المواهب خاصة مع ذوى القدرات الخاصة، لأنها تعطيهم الحماس والثقة فى أنفسهم بشكل كبير.
فن النحت
منحوتات
نحت
وجه منحوت
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة