السفير أحمد نهاد عبداللطيف: شراكة مع السلطات النيجيرية للخروج من دائرة الإرهاب
سفير نيجيريا في القاهرة: تلقينا دعما مهنيا أتاح لنا فرصة استخلاص الدروس المستفادة من تجربة مصر فى مكافحة الإرهاب
حاكم ولاية بورنو النيجيرية يثمن الشراكة المثمرة مع مركز القاهرة الدولي في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف
تلعب الدولة المصرية دورا بارزا فى مجال مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمى والدولى بحشد جهود وطاقات كل الشركاء لدعم جهود القضاء على الفكر المتطرف الذى يهدد السلم والأمن الدوليين، وتأتى استضافة مصر لاجتماع اللجنة التنسيقية للمنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب تتويجا للدور الكبير الذى تلعبه الدولة المصرية فى هذا الإطار.
بدوره، أكد السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن استضافة مصر لاجتماع اللجنة وتسلمها للرئاسة المشتركة للمنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبى، دليل هام على الثقة التى توليها الأطراف الإقليمية والدولية للجهود المصرية الرائدة فى مجال مكافحة الإرهاب، وهى الجهود التى تتأسس على مقاربة شاملة تتأسس على المواجهة الفكرية للأيديولوجيات المتطرفة، جنبا إلى جنب مع التصدى الأمنى للجماعات والتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى تجفيف منابع تمويل الإرهاب وعدم توفير ملاذ آمن للعناصر الإرهابية.
وأوضح السفير أحمد أبو زيد فى تصريحات لـ«اليوم السابع» أن ورقة أولويات الرئاسة المُشتركة لمصر والاتحاد الأوروبى تتضمن التزام الطرفين بمكافحة الإرهاب ومعالجة مسبباته، بما فى ذلك مسبباته الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز دور المنتدى فى مجابهة التهديدات الإرهابية بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والقانون الدولى، مع ضمان احترام حقوق الإنسان، وكذا دعم جهود الدول الأعضاء فى تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والدفع قدما بتنفيذ وثيقة الرؤية الاستراتيجية للمُنتدى 2021-2031، فضلا عن تعزيز الاهتمام بالقارة الإفريقية وإيلاء الاهتمام اللازم إلى احتياجات الدول النامية، بجانب تطوير التنسيق القائم مع الآليات الإقليمية المعنية بمكافحة الإرهاب.
وتطرق إلى محاور التحرك المصرى المتعددة فى مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنه بجانب مشاركة مصر الفاعلة فى أعمال المنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب ورئاستها المشتركة له خلال العامين المقبلين، تنخرط مصر بشكل إيجابى ومؤثر فى التحالف الدولى ضد داعش الذى تتمتع بعضويته وتشارك فى كل أعمال اجتماعاته الوزارية ومجموعات العمل المختلفة المنبثقة عنه، والتى تهدف إلى التصدى لنشاط التنظيم على مختلف الأصعدة الفكرية والتمويلية والتنظيمية، بجانب انضمام مصر لمجموعة العمل المعنية بمكافحة داعش فى إفريقيا التى تم استحداثها مؤخراً فى إطار الاهتمام المتزايد للتحالف بتنامى تهديدات التنظيمات الإرهابية التابعة لداعش فى أفريقيا، والعمل على التصدى له من خلال تقييم التهديدات المتصلة بداعش فى أفريقيا، والمساهمة فى بناء قدرات الدول الأفريقية للتصدى للهجمات الإرهابية وتمويل الإرهابيين وتجنيد المقاتلين.
ونوه المتحدث الرسمى باسم الخارجية بالجهود الكبيرة التى تبذلها مصر لدعم قدرات الدول الأفريقية الشقيقة فى مجال مكافحة الإرهاب، انطلاقاً من الدور المصرى الإيجابى الداعم لأمن واستقرار دول القارة، حيث تنخرط مصر بنشاط فى مجموعة العمل الأفريقية المعنية ببحث مقترح إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب بناء على مخرجات القمة الأفريقية الاستثنائية المنعقدة بمالابو فى مايو 2022، بجانب استضافة مصر لمركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء، والذى يقوم بتقديم دورات تدريبية لبناء قدرات كوادر الدول الأعضاء للتصدى لنشاط الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتواجدة بمنطقة الساحل والصحراء.
وسلط السفير أبو زيد الضوء على الجهود الحثيثة التى يضطلع بها مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام فى هذا الصدد، ومن بينها البرنامج التدريبى الذى عقده المركز فى نيجيريا العام الماضى بهدف تعزيز قدرات الجانب النيجيرى فى مجال مكافحة الإرهاب، فى إطار برنامجيّ المركز للوقاية من التشدد والتطرف المؤدى للإرهاب ولنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، موضحاً أن البرنامج التدريبى يأتى كترجمة عملية للاستخلاصات الصادرة عن منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين حول أهمية المقاربة الشاملة للتصدى للإرهاب، أخذاً فى الاعتبار تولى مركز القاهرة مهام السكرتارية التنفيذية لمنتدى أسوان».
وتبذل الحكومة المصرية جهود مضنية لمكافحة الإرهاب والفكر المتشدد فى القارة الافريقية خلال السنوات الماضية، وذلك من خلال الدور الذى تلعبه وزارة الخارجية والمؤسسات التابعة لها ولعل أبرزها مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ السلام فى افريقيا، وتعد نيجيريا من أبرز الدول التى ساهمت مصر فى دعم قدراتها لمكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة ولعل أبرزها تنظيم «بوكوحرام»، وذلك فى إطار الملكية الوطنية النيجيرية للرؤية الشاملة لمكافحة التنظيمات المتطرفة التى تستهدف الأبرياء.
فى هذا السياق، تناول السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، مدير عام مركز القاهرة الدولى، خلفية انخراط المركز فى السياق النيجيرى، مشيرا إلى أن نيجيريا تعد من أكثر الدول الافريقية التى تعانى من ويلات خطر الإرهاب، وبالأخص ولاية بورنو فى الشمال الغربى للبلاد باعتبارها الولاية الأكثر تأثرا بتداعيات هذا الخطر الداهم حيث تقف على خط الدفاع الأول فى مواجهة كثافة أعداد المنشقين من تنظيمى داعش وبوكو حرام الإرهابيين، وكشف فى هذا الصدد عن طبيعة الدعم الذى قدمه المركز لتعزيز قدرات الجانب النيجيرى فى مكافحة الإرهاب من خلال برنامجيه للوقاية من التشدد والتطرف المؤدى للإرهاب ولنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج ، والبرنامج التدريبى الذى عقده المركز فى نيجيريا فى ديسمبر 2022 والذى يمثًّل نقلة نوعية فى عمله من حيث قيامه بتنفيذ دورات تدريبية فى هذه المجالات خارج مصر فى الدول الإفريقية وخاصة فى المناطق التى ترزح تحت نيران خطر الإرهاب والتطرف.
وأكد السفير أحمد نهاد عبد اللطيف لـ«اليوم السابع» حرص مصر على دعم الدول الأفريقية على أرض الواقع بهدف التصدى لهذا الخطر الداهم الذى يقف حجر عثرة أمام جهود تحقيق السلام والاستقرار، أخذا فى الاعتبار التجربة المصرية الرائدة فى هذا الصدد والتى تحظى بمصداقية وثقل لدى الدول الأفريقية، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية من خلال مشاركته فى أعمال الدورة 42 للمجلس التنفيذى للاتحاد الأ فريقى فى شهر فبراير الماضى، حيث استعرض تجربة مصر الناجحة فى القضاء على الإرهاب والتى كانت مبنية على مقاربة شاملة لا تقتصر فقط على البعد الأمنى وإنما تمتد لتشمل أبعادا اقتصادية وتنموية واجتماعية وفكرية، وهى الرؤية التى يحرص المركز على تبنيها من خلال دوراته التدريبية.
وأضاف أن البرنامج التدريبى جاء كترجمة عملية لاستخلاصات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين حول أهمية المقاربة الشاملة للتصدى للإرهاب وكجزء من دورة العمل المتكاملة التى يتبناها المركز على مدار العام كونه السكرتارية التنفيذية للمنتدى، والتى بدأت بزيارة ميدانية إلى نيجيريا فى ديسمبر 2021 ثم إعداد تقرير حولها تم إطلاقه خلال النسخة الثالثة من المنتدى فى يونيو 2022 بحضور كبار المسؤولين النيجيريين وتلا ذلك تنفيذ توصياته من خلال تنظيم هذا البرنامج التدريبى فى نيجيريا فى ديسمبر 2022 فى مجالى الوقاية من التشدد والتطرف المؤدى للإرهاب ونزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج ، وهو ما يؤكد أن منتدى أسوان الذى يعقد تحت رعاية رئيس الجمهورية ليس مجرد محفلا للأطروحات النظرية وإنما يتميز بفتح الطريق أمام التنفيذ العملى والنتائج الملموسة.
أشار فى هذا الصدد إلى أن زيارة وفد المركز عام 2021 وما أعقبها من أنشطة قد تمت بالتنسيق الكامل مع السلطات النيجيرية سواء على المستوى الفيدرالى أو ولاية بورنو، وبدعم من السفارة المصرية فى أبوجا.
فى السياق ذاته، أوضح السفير أحمد نهاد عبد اللطيف أن فريق عمل المركز لمس مردوداُ إيجابياً من السلطات النيجيرية والمتدربين من حيث الإشادة بخبرات المركز فى مجال بناء القدرات وإعداد محتوى تدريبى ينسج بدقة بين الجانب النظرى والتطبيقى ويلائم طبيعة التحديات التى تواجههم على أرض الواقع بما يتوافق مع السياق المحلى والأولويات الوطنية النيجيرية فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
وقد أعرب مدير عام مركز القاهرة الدولى عن تقديره لشركاء التنمية والشركاء الاستراتيجيين لمنتدى أسوان «اليابان- السويد- البنك الإفريقى للتنمية» وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى كشريك مؤسسى والحكومة الأسترالية لدعمهم لأنشطة المركز ومنها هذا البرنامج التدريبى الذى يجسد أهمية وقوة الشراكات، كما قدم الشكر للسفارة المصرية فى أبوجا لدعمها المتواصل للمركز واتصالاتها رفيعة المستوى مع الجانب النيجيرى مما كان له عظيم الأثر فى تسهيل مهمة فريق عمل المركز.
فى السياق نفسه، كشفت مايا رجب مسؤولة برنامج الوقاية من التشدد والتطرف المؤدى للإرهاب فى مركز القاهرة أن برنامج المركز ذى الصلة يهدف إلى تأهيل الكوادر المجتمعية فى الدول الأفريقية للتصدى لخطر التطرف، من خلال وسائل متعددة بما يتضمن عقد برامج تدريبية من شأنها تمكين المتدربين من التعرف على احتمالية تعرض أحد أفراد مجتمعاتهم لأفكار متشددة والتصدى لأساليب الاستقطاب التى تلجأ إليها الجماعات الإرهابية وتفنيد فكر تلك الجماعات.
وأشارت إلى أن الدورات التدريبية فى إطار هذا البرنامج تتناول عدة محاور تشمل تعاليم ومبادئ الحرب والسلم فى الشريعة الإسلامية – وهو الشق التدريبى الذى يستعين المركز فيه بعلماء فى الشريعة الإسلامية بما فى ذلك خبراء من الأزهر الشريف – فضلاً عن تحليل ودحض الأفكار والخطاب المتطرف وكيفية صياغة ونشر خطاب بديل ينطلق من قراءة سليمة لصحيح الدين الإسلامى ويرتكز على قيم ومبادئ التعايش السلمي، وذلك فى إطار تقديم محتوى تدريبى شامل يتوافق مع السياقات المحلية والأولويات الوطنية.
وأشارت إلى أن موجات الانشقاق من تنظيمى داعش وبوكو حرام الإرهابى فى ولاية بورنو ازدادت خصيصا عقب تفجير قائد تنظيم بوكوحرام فى عملية انتحارية فى يونيو 2021 وذلك بعد محاصرته من عناصر تنظيم داعش، موضحة أن طريقة موته تعد من الأسباب التى أدت لزيادة أعداد المنشقين، ومن ثم بات لدى حكومة الولاية فرصة لإرسال رسائل طمأنة لاجتذاب أعداد أكبر من المنشقين والتحرك لوضع آليات تمهد لدمجهم فى المجتمع، لافتة إلى أن التحدى الأبرز أمام حكومة الولاية يتمثل فى كيفية التعامل مع الأعداد الكبيرة للمنشقين المستسلمين طواعية وإعادة دمجهم.
وأضافت «قمنا بزيارة كافة المعسكرات للمساهمة فى تقديم أفكار للتعامل مع هذه التحديات فى إطار احترام مبدأ الملكية الوطنية للجانب النيجيرى لأننا مركز معنى فى الأساس ببناء القدرات الوطنية خاصة فى مجالى نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، والوقاية من التشدد والتطرف المؤدى للإرهاب كونهما المجالين الأكثر احتياجا لدى الجانب النيجيرى وذلك بهدف دعم المبادرات النيجيرية على المستويين الوطنى والمجتمعى».
وتابعت: الدورة التدريبية التى عقدت فى ديسمبر الماضى قد شهدت مشاركة 27 من القيادات النسائية النيجيرية على المستوى المحلى حيث استهدفت بناء قدراتهن على الصمود فى مواجهة الإرهاب وذلك من خلال تعريفهن بأهم العوامل التى من شأنها أن تشعل جذوة التطرف والمفاهيم التى يساء استغلالها من قبل الجماعات الإرهابية، فضلاً عن تمكينهن من دحض الخطاب المتطرف وصياغة خطاب بديل قائم على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة وذلك ايماناً بالدور الهام الذى يمكن أن تقوم به المرأة فى شتى المجالات.
فى السياق نفسه، تحدثت لينا رأفت، مسؤولة برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج بمركز القاهرة، ونورهان أمين، معاون البرنامج لـ»اليوم السابع» على برنامج مركز القاهرة الذى يرتكز على الأطر التوجيهية للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى، ويتم الاستناد عليها لتقديم توصيات وعقد دورات تدريبية تستهدف تعزيز وبناء قدرات المؤسسات الوطنية الأفريقية فى التعامل مع الأفراد المرتبطين سابقا بجماعات إرهابية.
وأكدتا على أهمية وضع إطار شامل فيما يخص عملية الفحص والملاحقة القضائية وإعادة التأهيل والدمج فى السياق النيجيرى، أخذاً فى الاعتبار أهمية عملية الفحص والتصنيف للأشخاص المنتمين سابقاً لتنظيمى بوكو حرام وداعش، وما قد ينتج عنها من تحديد درجة الخطورة للأشخاص العائدين واحتمالية وجود عناصر شديدة الخطورة فيما بينهم، ولذلك تعد هذه من أهم الخطوات التى تستند عليها باقى مراحل العملية من حيث تحديد سبل التعامل مع الأشخاص العائدة والأسلوب الأمثل لإعادة تأهيلهم ودمجهم أخذا فى الاعتبار تجاربهم وخلفياتهم المتعددة.
أضافا: بناء على استخلاصات الدراسة الميدانية لنيجيريا، تم عقد ورش عمل تهدف إلى بناء القدرات الوطنية للتعامل مع موجات الانشقاق، على مستوى ولاية بورنو وكذلك على المستوى الفيدرالى، حيث تناولت العلاقة بين برامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج من ناحية، وجهود الوقاية من التطرف والتشدد المؤدى للإرهاب من ناحية أخرى، من خلال تسليط الضوء على أهمية تبنى مقاربة شاملة تمزج بين أهمية التعامل مع موجات الانشقاق والوقاية من التطرف على المستوى المجتمعى، وذلك بهدف تعريف المُشاركين بأدوات تصميم برامج تتسق مع أولوياتهم الوطنية.
إلى ذلك، أكد سفير مصر لدى أبوجا إيهاب عوض امتلاك مصر رصيدا حضاريا وثقافيا وسياسيا معتبرا لدى المجتمعات وفى أوساط النخبتين السياسية والاقتصادية فى نيجيريا، وهو ما يعزز ثقة صانع ومتخذ القرار وكذلك المواطن العادى فيما تقدمه وتمثله مصر من نموذج فريد فى مواجهة التحديات التى تتشابه الى حد بعيد مع التحديات التى تواجه نيجيريا، ومن أهمها التحدى المتمثل فى مكافحة الارهاب والتطرف.
وأشار السفير المصرى لدى نيجيريا فى تصريحات لـ«اليوم السابع»، إلى نيل التجربة المصرية الناجحة فى مكافحة الارهاب من منظور شامل ومتكامل إعجاب وتقدير عميقين فى نيجيريا، وهو التقدير الذى نقله الرئيس النيجيرى محمد بخارى للرئيس عبد الفتاح السيسى فى لقاءاتهما المتكررة منذ عام 2015. وبناء على ذلك، فقد اتفق الرئيسان على التعاون والتنسيق فيما بين مؤسسات البلدين فى هذا الصدد، وخاصة مع وجود قناعة بأن أمن منطقتى شمال افريقيا، بما فى ذلك ليبيا والسودان، والساحل الافريقى وحوض بحيرة تشاد، لا يتجزأ.
وتطرق السفير إيهاب عوض إلى تبادل الزيارات بين المؤسسات المعنية فيهما، بدءا من زيارة مستشار الأمن القومى النيجيرى لمصر فى سبتمبر 2021، مرورا بزيارة وفد رفيع المستوى من الأزهر الشريف لنيجيريا فى أكتوبر من نفس العام، ثم انعقاد جولتى المشاورات السياسية بين وزارتى خارجية البلدين مرتين عامى 2021 و2022، وانتهاء بالدراسة الميدانية التى أجراها فريق مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام فى نيجيريا ثم البرنامج التدريبى الذى نفذه المركز فى نيجيريا فى ديسمبر 2021 ثم 2022 على الترتيب، مشيرا إلى ترحيب وحماس شديدين لدى الطرفين لتحقيق نقلة نوعية فى طبيعة علاقاتهما الى مستوى الشراكة الاستراتيجية فى مواجهة انتشار الارهاب فى افريقيا بوجه عام.
وقد أكد أنه تمخض عن الزيارات والمناقشات المعمقة التى جرت خلال الأعوام الأخيرة توافقا فى الرؤى حول المميزات التفضيلية التى تمتلكها مصر فى مجالى مواجهة ودحض والوقاية من الفكر المتطرف المؤدى للإرهاب، وكذلك اتصالاً بإعادة تأهيل وإدماج العناصر المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية بعد إعلان توبتهم أو رغبتهم فى التخلى عن ارتباطهم بالتنظيمات الإرهابية، وهما المجالين اللذين يمتلك فيهما الأزهر الشريف ومركز القاهرة الدولى خبرة وتميز فريدين.
ولفت إلى أنه فى إطار المقاربة التى تبنتها مصر من خلال المناقشات السنوية التى تدور فى منتدى أسوان والتى تستهدف نشر وتعزيز تبنى هذا التوجه الشامل فى مكافحة الإرهاب لدى جميع الدول الأفريقية الشقيقة، مشيرا إلى فتح قنوات اتصال مع حكومة ولاية بورنو، الأكثر تأثرا بامتداد سنوات المواجهات مع تنظيم بوكو حرام الإرهابى، أسفرت عن الشراكة مع مركز القاهرة على النحو المشار إليه.
فيما أكد ناورا أيا ريمى، سفير دولة نيجيريا لدى القاهرة أن السلطات المصرية تبنت على مدى سنوات طوال العديد من المقاربات فى حربها ضد الإرهاب، وكان من أحدث تلك المقاربات وأكثرها فاعلية هو عدم إقدام الإدارة المصرية على القيام بعمل عسكرى خارج حدودها لمكافحة الإرهاب وإنما تكريس كل جهودها الدبلوماسية لمكافحة الإرهاب خارج حدودها من خلال عضويتها فى المنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن إنشاء مركز القاهرة الدولى يعد خطوة هامة اتخذتها مصر ليكون ضمن أدوات السياسة الخارجية المصرية فى هذا الصدد، لافتا إلى أن مشاركة نيجيريا فى النسخة الثالثة من منتدى اسوان والدعم المهنى الذى تلقته من مركز القاهرة أتاح لها الفرصة لاستخلاص الدروس المستفادة من التجربة المصرية الرائدة فى مجال مكافحة الإرهاب.
وأوضح سفير نيجيريا لدى القاهرة فى تصريحات لـ«اليوم السابع» أن عدد المنشقين عن جماعة بوكو حرام وصل إلى قرابة تسعين ألف منشق، مؤكدا أن هذا يعد إنجازا كبيرا ونتاجا ملموسا لتضافر جهود الحكومة النيجيرية والمنظمات والمؤسسات الدولية ومن بينها مركز القاهرة بهدف مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.
ومن خلال التواصل مع حاكم ولاية بورنو النيجيرية البروفيسور بابا غانا زولوم – تعد أبرز الولايات النيجيرية التى تعانى من الإرهاب، أعرب عن تقديره لدور مصر الريادى فى دعم الدول الإفريقية للتصدى للإرهاب وثمن الشراكة القائمة مع مركز القاهرة الدولى فى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، مؤكدا على وحدة الهدف التى تجمع بين مصر ونيجيريا والمركز وهو تحقيق سلام وتنمية أكثر استدامة فى أفريقيا والخروج من دائرة الإرهاب التى تعصف بالمجتمع النيجيرى والقارة الأفريقية بوجه عام.
وفى السياق ذاته، أثنى البروفيسور زولوم فى تصريحات لـ«اليوم السابع» من نيجيريا، على التواصل المستمر والمثمر بين حكومة الولاية ومركز القاهرة على مدار العام الماضى سعيا من الطرفين لأن تتحول التوصيات التى تضمنها التقرير الهام الذى تم إطلاقه فى يونيو الماضى من خلال منتدى أسوان إلى واقع ملموس يؤتى بثماره على أرض الواقع.
بدورها، أثنت زويرا غامبو، مفوضة شؤون المرأة والتنمية الاجتماعية فى ولاية بورنو النيجيرية، على الدورة التدريبية التى عقدها مركز القاهرة والتى استهدفت القيادات النسائية لتؤكد على أهمية الدور المحورى للمرأة داخل مجتمعاتها المحلية وقدرتها على دحض الفكر المتطرف وتفنيده، حيث أثنت على التزام المركز الراسخ بالاضطلاع بمسؤولية بناء القدرات النيجيرية وهى المسؤولية التى اكتسبت طابعاً جديداً أضفى عليها قدرا كبيرا من الأهمية من خلال تواجد فريق عمل المركز على أرض الواقع وهو ما قوبل بتقدير بالغ من قبل وزارة شئون المرأة والتنمية الاجتماعية النيجيرية.
وأكدت زويرا غامبو فى تصريحات لـ«اليوم السابع» من نيجيريا، أنها على ثقة بأن الشراكة المستمرة والمثمرة مع مركز القاهرة الدولى بخبراته الممتدة من شأنها أن تمهد الطريق لبناء ما وصفته «بولاية بورنو الأمل».
السفير-أحمد-عبد-اللطيف
حاكم-ولاية-بورنو
حفل-افتتاح-برنامج-مركز-القاهرة-التدريبي-في-نيجيريا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة