بدأت منذ قليل حفلة تتويج ملك بريطانيا تشارلز الثالث، ملكا رسميا للمملكة المتحدة، خلفا لأمه الملكة إليزابيث الثانية التى حكمت البلاد 70 عاما وماتت قبل 7 أشهر عن عمر96 عاما.
وشهدت العاصمة لندن إجراءات أمنية مشددة وصفت بأكبر تجمع من القوات البريطانية، حدث بالمملكة المتحدة منذ حفل تتويج الملكة إليزابيث، واصطف ما يقرب من 11 ألف جندي برفقة 19 فرقة موسيقى عسكرية خلال مسيرة التتويج على مسافة تمتد إلى ما يقرب من ميل.
وتوافدت حشود من بريطانيا وشتى أنحاء العالم على لندن، السبت، لمتابعة الحفل.
ويحضر الحفل ملوك ورؤساء العالم وكبار رجال الدول من جميع أنحاء العالم، ووصف رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، حفل التتويج بأنه يمثل لحظة تحمل معاني كبيرة من الكرامة الوطنية وأنه يمثل تعبيرا بالفخر بتاريخ وثقافة وتقاليد المملكة المتحدة.
وقال سوناك، إن تلك المناسبة تعد أحد أهم الطقوس في بريطانيا والتي تعبر عن ميلاد حقبة جديدة في تاريخ البلاد.
وحضر حوالي 100 رئيس دولة ومسئول المراسم بالإضافة إلى حشود ضخمة من المتفرجين.
تاج القديس إداورد
وفي تقليد يعود إلى قرون ماضية، يضع الملك تشارلز الثالث تاج القديس إدوارد الفريد على رأسه فى إطار مراسم التتويج.
وتقول هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن التاج المصنوع من الذهب، نادراً ما يخرج من برج لندن، ولكن يوضع على رأس الملك تشارلز الثالث لأقل من ساعة ويعاد إلى مكان حفظه في البرج في انتظار تتويج الملك المقبل.
وأضاف الموقع أنه على الرغم من أن تشارلز تولى عرش بريطانيا بمجرد وفاة والدته لكن التتويج تقليد قديم يرمز لبداية عهده.
وتقدم هذه المراسم فرصة نادرة لإلقاء نظرة على تاج القديس إدوارد النادر الذي يوضع على رأس الملك فقط خلال هذه المراسم، وفقا لبي بي سي.
تتويج تشارلز
وأشار الموقع إلى أن التاج مصنوع من الذهب الخالص عيار 22 قيراط ويعود لأكثر من 360 عاماً. يبلغ ارتفاعه 30 سم ووزنه 2.23 كيلو جرام.
وكانت الملكة الراحلة اليزابيث الثانية هي أخر ملوك بريطانيا الذين وضعوا تاج القديس إدوارد أثناء مراسم تتويجها عام 1953 وخلال الأعوام السبعين الماضية كان التاج محفوظاً في برج لندن.
وفي خطوة تهدف إلى تكريم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، تتوج الملكة القرينة كاميلا بارتداء تاج الملكة ماري، الذي نقل من برج لندن لإجراء تعديل على حجمه استعداداً لمراسم التتويج، وأعيد ترصيع التاج بأحجار الماس من مجموعة مجوهرات الملكة إليزابيث الشخصية، معروفة باسم كولينان 3 و 4 و5.
ودأبت الملكة الراحلة على وضع تلك الماسات في دبوس زينة "بروش"، وهي مكتشفة في جنوب أفريقيا.
ويعتقد أنها المرة الأولى في "التاريخ الحديث" التي يجري فيها "إعادة تدوير" تاج قديم من أجل مراسم تتويج.
وقال مسؤولون إن أكثر من 11 ألف شرطي يقومون بدوريات في شوارع لندن بمناسبة تتويج الملك تشارلز حيث أنه أكبر حدث احتفالي يقام في العاصمة البريطانية منذ 70 عامًا.
ويشارك البحارة والجنود والطيارون من جميع أنحاء المملكة المتحدة وامتداد دول الكومنولث في موكبين رائعين لمرافقة الملك والملكة من وإلى وستمنستر آبي، حيث أقيمت مراسم التتويج.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه ينظم الأفراد العسكريون استعراضا جويا مذهلا يضم أكثر من 60 طائرة من البحرية الملكية ،والجيش البريطاني وسلاح الطيران الملكي حلقت فوق المركز التجاري في وسط لندن، ومن القواعد العسكرية في جميع أنحاء البلاد وعلى سفن الملك تشارلز في البحر، ستُسمع أصوات التحية بالمدافع لتبشر بلحظة تتويج الملك.
ومن جانبها، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه تم القبض على رئيس حركة "الجمهورية" الرائدة في المملكة المتحدة وخمسة منظمين آخرين للاحتجاج المناهض للملكية في حفل التتويج على طريق موكب الملك تشارلز الثالث.
كان جراهام سميث ، الرئيس التنفيذي لحركة "ريبابليك" أو الجمهورية ، يجمع المشروبات واللافتات للمتظاهرين تحت شعار "ليس ملكي" في الموقع الرئيسي للاحتجاج في ميدان ترافالجار عندما احتجزته الشرطة في ستراند بوسط لندن.
وكانت المجموعة تسير خلف شاحنة مستأجرة مليئة بمئات اللافتات عندما أوقفتهم الشرطة. وكانت شرطة العاصمة قد غردت في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنها لن تتسامح مع أولئك الذين يسعون إلى "تقويض" اليوم.
قال هاري ستراتون ، مدير فى الحركة ، الذي وصل مع احتجاز سميث والآخرين: "كانوا يجمعون اللافتات ويحضرونها عندما أوقفتهم الشرطة. "