يشكل الحوار الوطني، خطوة جادة في طريق الجمهورية الجديدة، نحو ترسيخ الممارسات الديمقراطية بترك مساحة للاختلاف والنقاش حول أهم القضايا والمشكلات والتحديات وسبل التعامل معها، من أجل تحقيق مستقبل أفضل، ومن هذا المنطلق جاء الحوار الوطني ليشمل كافة فصائل المجتمع المصري السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتتمثل رؤية الحوار الوطني، فى دعـوة للتواصل الفعال بين جميع أطياف المجتمع وقـواه السياسية والاقتصادية والمجتمعية، وسمـاع وجهـات النظر المختلفة وخلق فرص تبادل الرؤى والمقترحات للـوصـول بمساحـات مشتركة نحو الجمهورية الجديدة، وتؤكد المبادئ العامة على أنه قائم على التفهم، والجلسات ليس مناظرة بين رؤى متنافسة، ولكن مساحات مشتركة بين جميع الأراء، كما أن الحوار الوطني يضمن حق الجميع في المشاركة والتنمية.
ويؤكد الدكتور طلعت عبد القوى عضو مجلس أمناء الحوار الوطني ورئيس الاتحاد العام للمؤسسات والجمعيات الأهلية، أن المجلس في حالة انعقاد دائم خلال الأيام القليلة القادمة، للاستعداد لبدء انطلاق جلسات اللجان ووضع اللمسات الأخيرة لها حتى تخرج بصورة مشرفة وتحقق الغاية منها في استيعاب كافة الآراء داخلها والاستماع للجميع، وإتاحة مناخ مناسب لطرح المقترحات والأفكار.
وأشار إلى أن أجندة اجتماعات اللجان ستكون يوم للمحور السياسي ويوم للمحور الاقتصادي وآخر الاجتماعي على مدار الاسبوع، لينعقد 4 لجان خلال اليوم ذاته، مشيرا إلى أن الجلسات تشمل مناقشة 113 قضية وهو أمر ليس بقليل، قائلا "لا نهدف لتشخيص المشكلات وإنما نسعى للمعالجة بمقترحات وحلول".
وشدد أن الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني كانت علامة نجاح للحوار ومؤشر بفاعلية المخرجات والاهتمام الرئاسي بها، موضحا أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت معبرة عن الاهتمام بالحوار الوطني وهو ما يعطي دلالة كبيرة بتشجيعه، لافتا إلى أن حضور رئيس الوزراء يبرز مدى أهمية الحوار لدى كافة الجهات وتأثيره، خاصة وأن الحوار ليس مكلمة وإنما أداه من أدوات الدولة التي يمكن ممارستها للوصول لتوصيات تدعم استكمال مسيرة الإصلاح.
وأشار إلى أن المشاركات بالجلسة الافتتاحية شهدت زخم كبير وغير مسبوق من القوى السياسية، مشددا أن هناك حرص لدى المجلس لتوفير كافة الآليات في استيعاب كافة الاراء، وألا يوجد إقصاء لأي رأي، وفي حالة عدم التوافق بالمناقشات سترسل أيضا المطالب لرئاسة الجمهورية.
فيما يقول زكي القاضي مقرر مساعد لجنة الشباب بالحوار الوطني، إن الاسبوع القادم سيشهد إعداد القائمة النهائية للخبراء والشخصيات العامة التي ستحضر عمل اللجان، وفور الانتهاء منها سيتم إعلانها للرأي العام تمهيدا لبدء جلسات النقاش، موضحا أن سير الجلسات ستتم في إطار أن تكون بعضا منها للاستماع للقضايا والأطروحات المقدمة من المواطنين والمؤسسات والهيئات والشخصيات العامة، والبعض الآخر حول طرح الحلول التي سترفع في شكل توصيات لمجلس الأمناء ثم رئيس الجمهورية لاتخاذ القرارات بشأنها أو نقلها إلى البرلمان لإعداد تشريعات مكمله.
ونوه إلى أنه فور الانتهاء من أي قضية أو موضوع تم مناقشته في لجنة ما، سترفع توصياته بشكل فوري لمجلس الأمناء ثم لرئيس الجمهورية، موضحا أن الحوار الوطني لن ينتظر انتهاء عمل كل لجانه لترفع التوصيات مكتملة بل سترفع تباعا من كل لجنة فور الانتهاء ومناقشة المقترحات المقدمة منها.
وأضاف "القاضي" أنه سيتم التواصل مع الحضور والشخصيات العامة خلال الأسبوع لبدء عمل الجلسات حسب المقترح المقدم من الأمانه الفنية أنها ستكون يوم الأحد للمحور السياسي والثلاثاء للمحور الاقتصادي والخميس للمجتمعي، وسيتم مراعاة التنوع الكامل وترك المساحات مفتوحة للحوار، خلال المناقشات على أقصى قدر.
وفي السياق ذاته، قالت النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن استقبال الحوار الوطنى لأكثر من 100 ألف مقترح من مختلف المواطنين وتنوع الانتماءات السياسية، سيكون له نتائج ملموسة كبيرة على أرض الواقع، بما يؤكد حرص جميع المشاركين على إنجاح هذا الحوار ووضع رؤى واستراتيجيات تكفل مواجهة جميع التحديات الداخلية والخارجية التى تواجه مصر، مشيرة الى أن سير العمل بالحوار الوطنى خطوة تلو الأخرى يعكس جدية الحوار في الوصول إلى أفضل المقترحات، وأهم النتائج لرسم مستقبل مصر وبناء الجمهورية الجديدة التى تتسع الجميع دون استثناء.
ووجهت وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب التحية والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على جميع القضايا المهمة التى تناولها فى كلمته أمام الجلسة الاولى للحوار الوطنى، مؤكدة أن الرئيس السيسى فتح الباب واسعاً أمام مختلف القوى السياسية والشعبية والحزبية المشاركة فى هذا الحوار لوضع وصياغة مستقبل افضل لمصر وشعبها.
وأكدت أن الحوار الوطنى نجح فى صناعة حالة من التوافق والتلاحم بين فئات الشعب المصرى، ومن ثم هذه الحالة تساهم بما لا يدع مجالًا للشك فى صناعة المستقبل والجمهورية الجديدة، وخطوة لتحقيق خطط التنمية الشاملة التى تتبناها الدولة المصرية، وذلك من خلال إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بكل جدية على إنجاح هذا الحوار، والمشاركة فى صناعة مستقبل الوطن.
كما أعربت النائبة سولاف درويش عن ثقتها التامة فى استجابة الرئيس السيسى لجميع القرارات والتوصيات التى سوف يصدرها الحوار الوطنى فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها واتخاذ جميع الخطوات التنفيذية لتطبيق توصيات وقرارات الحوار الوطنى موجهة التحية والتقدير لمجلس أمناء الحوار الوطنى على أدائه الرائع فى تنظيم جلسات هذا الحوار.
واعتبرت الدكتورة دينا هلالي، عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ، أن بداية انطلاق الحوار الوطني جسدت مشهد مهم يليق بمصر والمصريين، نحو مزيد من المساحات مشتركة للجميع، إذ تجتمع مختلف الأطياف والفئات علي هدف واحد ورؤية واحده فيها المواطن والوطن أولوية ومحددات غايتها البناء والتنمية
بمشاركة هادفة لكل القوي السياسية والتيارات المختلفة، مؤكدة أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أكدت الرغبة في استيعاب كافة الآراء والاستماع لها بقوله أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية.
وأشارت إلى أن الحوار الوطني يأتي وسط ما المتغيرات العالمية المتلاحقة وما سببته من تعاظم للتحديات التى تواجه الدولة المصرية على كافة الأصعدة، بما يفرض الكثير من القضايا والملفات على مائدة المناقشات، منوهة أن تلك المبادرة الرئاسية جاءت برغبة من القيادة السياسية للوصول لحوار منفتح على كافة التيارات ينطلق نحو مسيرة الإصلاح ويرسخ من الممارسات الحقوقية الداعمة للديمقراطية، وهو ما أبدى الرئيس تطلعه في أن يكون شاملًا وفاعلًا وحيويًا يحتوى كافة الآراء ويجمع كل وجهات النظر، ويحقق نتائج ملموسة ومدروسة تجاه كافة القضايا على جميع المستويات.
وأوضحت أن كلمة الرئيس كانت بمثابة محفز لكافة المشاركين لإطلاق كافة الطاقات والفكر في الاشتباك مع مختلف القضايا، مشيرة إلى أنها أبرزت ثقته فيما تمتلكه الدولة من قدرات وكفاءات للعقول التى تتيح لها البدائل المتعددة، لإيجاد مسارات للتقدم فى كافة المجالات، سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا، مؤكدة أن المرحلة الراهنة تتطلب التفكير بشكل غير تقليدي، لاسيما وأن الحوار خلق حالة من الحراك غير مسبوقة بمختلف الأحزاب والأطراف المشاركة، لحشد الجهود نحو مخرجات مناسبة للتعامل مع كل محور.
وثمنت، الجهود المبذولة خلال عام من التجهيزات من قبل مجلس الأمناء للحوار الوطني والأمانة الفنية للحوار الوطني وجميع القائمين عليه، قائلة "نحن علي يقين أن التنوع والأختلاف سيحقق الهدف المنشود بالنتائج المرجوه، لاسيما وأنها تحظى بدعم واهتمام مباشر من الرئيس السيسي والذي أكد أنه على مدار عام مضى، ومنذ أن دعا إلى الحوار الوطنى، فقد تابع عن كثب، الإجراءات التحضيرية له، وتهيئة الأجواء لإتمامه، مشددة أنها كانت من بينها ثمار لجنة العفو الرئاسي المتواصلة والتي تخرج يوما بعد يوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة