قلعة قايتباى تتزين لاستقبال الأفواج السياحية فى الصيف.. يوم ترفيهى وسط عبق التاريخ مع فسحة بحرية وجولة داخل المتاحف المائية.. ترميم الجدران والأبواب الخشبية.. و"الآثار": زيادة أسعار تذاكر الدخول للأجانب فقط

الإثنين، 08 مايو 2023 04:00 ص

رفع علم مصر على القلعة

الإسكندرية جاكلين منير

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعد قلعة قايتباى من أهم المناطق السياحية والأثرية بالإسكندرية، فهى مقصد الرحلات السياحية القادمة إلى الإسكندرية خلال موسم الإجازات وفصل الصيف، فهى أكبر أثر إسلامى بالمحافظة، وتستعد إدارة آثار الإسكندرية استعدادات مكثفة، لاستقبال الأفواج السياحية خلال فصل الصيف القادم لتظهر القلعة بالمظهر الحضارى اللائق بالمنطقة الأثرية.

وتتمتع قلعة قايتباى بكافة بمقومات السياحة الأثرية وترفيهية، حيث التمتع بقضاء يوم وسط عبق التاريخ، وجولة شيقة داخل مبنى القلعة والسراديب، والمدافع الأثرية التى تم إضافتها إلى ساحة القلعة مؤخرا، بالإضافة إلى التمتع بالبحر المحيط بقلعة قايتباى من كل جهة، حيث يمكن للزائر الاستمتاع بالبحر من خلال التنزه بساحة القلعة، أو رؤية البحر من المناطق المرتفعة داخل مبنى القلعة الرئيسى.

وأيضا التمتع بجولة بحرية بالقوارب الصغيرة بجوار مبنى قلعة قايتباى، أو ممارسة هواية صيد السمك، أو التنزه فى جولة بحرية بـ يخت كبير من مرسى اليخوت المجاور لمبنى القلعة، أما أهم ما يميز المنطقة الأثرية هو وجود المتاحف البحرية فى الساحة الخارجية للقلعة، حيث متحف الأحياء المائية، والذى يضم مجموعة نادرة من الأسماك والأحياء المائية، وهو المتحف الوحيد الذى يضم كائنات بحرية حية فى محافظة الإسكندرية، مثل سمكة الديك السامة سمكة الصخرة شديدة السمية، وسمكة " البيرانا" المفترسة ذات الأنياب الحادة. بالإضافة إلى مجموعة مختلفة من السلاحف البحرية، وأسماك الزينة.

أما المتحف الأخر، فهو متحف المحنطات، والذى يقع فى الجزء الخارجى من سور قلعة قايتباى، ويحتوى على مجموعة من الأسماك النادرة المحنطة والعديد أيضا من الكائنات البحرية الغريبة والنادرة، مثل "عروس البحر" وهى من الثدييات وهيكل عظمى أيضا لكائن عروس البحر، بالإضافة إلى هيكل عظمى ضخم لحوت جرى اكتشافه أثناء تواجده على شواطئ رشيد عام 1936.

من جانبه قال محمد متولى مدير عام آثار الإسكندرية أن قلعة قايتباى، أن القلعة شهدت استعدادات مكثفة لاستقبال الزائرين خلال عيد الفطر المبارك والذى كان بمثابة بروفة لاستقبال موسم الصيف والأفواج السياحية، حيث استقبلت القلعة خلال عيد الفطر المبارك أكثر من 13 ألف زائر من المصريين والعرب والأجانب، بالإضافة إلى رحلات اليوم الواحد طوال الصيف، والقادمة من محافظات الجمهورية خاصة محافظات البحيرة والغربية ومطروح

وأكد مدير عام اثار الإسكندرية أنه طبقا لتوجيهات الدكتور أبو بكر عبد الله رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالحرص على أن تظهر للمناطق الأثرية بالمظهر الحضارى اللائق قامت إدارة القلعة برئاسة محمد عز المشرف على قلعة قايتباى بتنسيق الحدائق والمسطحات الخضراء وتقليم الاشجار والنخيل وتم عمل كافة الاستعدادات لاستقبال الزائرين ونيل رضاهم عن الزيارة مع تذليل كافة المعوقات ورصد لاى سلبيات والعمل على حلها وقتيا لجعل الزيارة ميسرة مع هذا العدد الهائل من الزائرين.

وأكد متولى أن القلعة تحظى باهتمام كبير من وزارة السياحة والآثار كونها من أهم المناطق الأثرية بالمحافظة وأن القلعة التى تزيد مساحتها عن أربعة فدادين ونصف شهدت على مدار الشهور الماضية اعمال صيانة ورفع كافة وتطوير فى اجزاء كبيرة منها.

وأشار إلى أنه جرى تزويد القلعة بمنظومة تذاكر إلكترونية واتاحة الدفع بالفيزا وكذا الحجز الإلكترونى المسبق وتم تزويد القلعة بعدد كبير من اللوحات الإرشادية والمعلوماتية التفصيلية لمكونات القلعة من أسوار داخلية وخارجية وسراديب ساحلية ومسجد القلعة الأثرى وصهريج القلعة والذى له خرزة بصحن القلعة وأخرى داخل الطابق الأرضى بالبرج الرئيسى والغرض من كل منها ومقعد السلطان وسبب إنشائه كما يوجد لوحة إرشادية بها خريطة لمصر وعليها المزارات السياحية كما تحتوى اللوحات الإرشادية على اور كود لمزيد من المعلومات كما تم تجديد كافة الأسوار الحديدية التأمينية للزائرين أعلى السور الخارجى الشمالى للقلعة حرصًا على سلامة الزائرين.

وأضاف مدير عام آثار الإسكندرية انه جرى تزويد القلعة بكراسى حدائق لاستراحة الزائرين خلال جولتهم السياحة وتم عمل مسارات لذوى الهمم لتيسير السياحة الميسرة ومن الجدير بالذكر أن القلعة تشهد اعمال صيانة شاملة للأحجار القلعة بمعرفة أخصائى إدارة الترميم الدقيق بالإسكندرية.

وأكد متولى أن ادارة القلعة خلال الاستعدادات لاستقبال الزائرين بالعيد حرصت عدم إعاقة اماكن الصيانة وتشوين الأحجار المستخدمة بالترميم والسقالات لمسار الزيارة، مشيرًا إلى أنه تم استئناف أعمال التطوير والصيانة ورفع الكفاءة عقب انتهاء العيد مباشرة

وحول أسعار تذاكر دخول القلعة الاثرية، أكد مدير إدارة آثار الإسكندرية، على عدم تحريك أسعار تذكرة زيارة قلعة قايتباى بالنسبة للمصريين.

وأوضح محمد متولى، أنه لم يتم زيادة الأسعار وما يتم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعى عارى من للصحة، مؤكدا على أن أسعار تذاكر دخول قلعة قايتباى لم تتحرك بالنسبة للمصريين وهى 60 جنيها للمصريين و30 للطالب المصرى، أما أسعار تذاكر زيارة الأجانب للقلعة فهى 100 جنيه للأجنبى، و50 جنيها للطالب الاجنبى، وذلك اعتبارا من 2023/5/1.

وتقع قلعة قايتباى فى نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية، وشيدت فى مكان منارة الإسكندرية القديمة التى تهدمت سنة 702هـ أثر الزلزال المدمر الذى حدث فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباى بناء هذه القلعة فى سنة 882 هـ وانتهى من بنائها سنة 884 هـ.

وكان سبب اهتمامه بالإسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية والتى هددت المنطقة العربية بأسرها وقد اهتم السلطان المملوكى قنصوه الغورى بالقلعة فزاد من أهميتها وشحنها بالسلاح.

وتأخذ هذه القلعة شكل المربع تبلغ مساحته 150 م*130 م يحيط به البحر من ثلاث جهات، وتحتوى هذه القلعة على الأسوار والبرج الرئيسى فى الناحية الشمالية الغربية، وتنقسم الأسوار إلى سور داخلى وآخر خارجى، فالسور الداخلى يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجى للقلعة فيضم فى الجهات الأربعة أبراجا دفاعية ترتفع إلى مستوى السور باستثناء الجدار الشرقى الذى يشتمل على فتحات دفاعية للجنود.

ويتخذ البرج الرئيسى فى الفناء الداخلى شكل قلعة كبيرة مربعة الشكل طول ضلعها 30 مترا وارتفاعها 17 مترا وتتكون القلعة من ثلاث طوابق مربعة الشكل، وتوجد فى أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهى من أعلى بشرفات بارزة، وهذه الأبراج أعلى من البرج الرئيسى تضم فتحات لرمى السهام على مستويين، ويشغل الطابق الأول مسجد القلعة الذى يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة، وكان لهذا المسجد مئذنة ولكنها انهارت مؤخرا.

أما الطابق الثانى فيحتوى على ممرات وقاعات وحجرات داخلية، ويضم الطابق الثالث حجرة كبيرة (مقعد السلطان قايتباي) يجلس فيه لرؤية السفن على مسيرة يوم من الإسكندرية يغطيه قبو متقاطع، كما يوجد فى هذا الطابق فرن لإعداد الخبز البر المصنوع من القمح وكذلك طاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين فى القلعة، وقد جدد السلطان قنصوة الغورى القلعة وزاد من حاميتها، وقد أهملت هذه القلعة فى فترة الخلافة العثمانية لمصر.