أطفال السودان يلعبون فى شوارع أسوان "آمنين".. سودانيون يحكون عن شعورهم بالأمان بعد دخولهم مصر: الآن نغمض أعيننا بعد أيام من أصوات النيران ببلادنا.. ووصلنا "بلدنا الثانى" بعد معاناة من الحرب فى الخرطوم.. صور

الثلاثاء، 09 مايو 2023 08:00 ص

أطفال السودان يلعبون فى شوارع أسوان آمنين

أسوان – عبد الله صلاح السبيع

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى شوارع محافظة أسوان، انتشر أطفال دولة السودان فى مختلف الأحياء والميادين، تجدهم يلعبون كرة القدم ويقسمون أنفسهم فريقين أحدهما يضم أصحاب الجنسية السودانية والآخر يضم أصحاب الجنسية المصرية ليتنافس الأطفال من البلدين ويتشاركون اللهو والمرح يومياً فى شوارع المدينة الجنوبية التى استقبلت آلاف السودانيين بعد اندلاع الحرب فى الخرطوم.

"اليوم السابع" التقى بعض الأطفال من أبناء السودان وذويهم، الذين عبروا عن سعادتهم باستقبال المصريين لهم واستضافتهم، بجانب ارتياحهم من الوصول لأسوان بعد أيام من المعاناة واطمئنانهم على صغارهم بعد مضى وقت كانت النيران فوق رؤوسهم.

رحلة نزوح أسرة سودانية

تحدث أحمد محمود، مواطن سودانى الجنسية، لـ"اليوم السابع" قائلاً: كنت متواجد فى مدينة أسوان وقت اندلاع الحرب فى السودان، ولكن بقيت زوجتى وأطفال فى السودان ونحن أسرة مكونة من 5 أفراد، فكان الخوف عليهم والفزع يملأ القلوب رهبة أن يمسهم مكروه بسبب الضرب والنار المشتعلة بسبب الحرب فى الخرطوم، فكان لابد من التفكير فى الهجرة من السودان فوراً خاصة أن أسرتى بلا عائل هناك، وكنت فى استقبالهم بأسوان بعد وصولهم.

وتابع المواطن السودانى الحديث، قائلاً: عبرت أسرتى بمفردهم إلى مصر من خلال الطريق البرى "أرقين" ووصلوا بعد 3 أيام من معاناة السفر فى هذه الظروف الصعبة التى تمر على السودان، حتى وصلوا أسوان وهنا بدأ الهدوء يملأ القلوب وترتاح معها النفوس بعد الشعور بالطمأنينة والأمان فى بلدنا الثانى مصر.

وأشار إلى أن رحلة معاناة أسرته كانت تتمثل فى تنقلهم من بلد إلى بلد داخل السودان حتى يخرجوا بأمان، هرباً من الاشتباكات والضرب الذى كان يحيط بالمواطنين فى كل مكان خاصة فى الخرطوم العاصمة، ثم تحركوا إلى أم درمان وهى المنطقة التى كانت تتحرك منها الأتوبيسات لنقل السودانيين النازحين إلى مصر حيث محافظة أسوان بوابة مصر الجنوبية.

مشهد لعب الكرة بين الأطفال من البلدين

يسكت المواطن السودانى أحمد محمود، عن الحديث قليلاً ويلتفت إلى أطفاله الذين يلعبون فى الشوارع مع أقرانهم المصريين فى نفس السن، ليجدهم يتقاسمون لعب كرة القدم وينادى بعضهم على بعض "العب يا مدثر.. اجرى معه يا نجيب"، وهكذا من عبارات اللهو واللعب بين الأطفال.

واستكمل أحمد حديثه قائلاً، أن تواجدهم فى أسوان عكس شعور الأمن والأمان عليهم وبدأ أفراد الأسرة يلتقطون أنفاسهم بعد رحلة المعاناة والحرب، وبدأ الأطفال يشعرون بأنهم فى بلدهم ونزلوا إلى الشوارع يلعبون الكرة مع الأطفال المصريين، مشيراً إلى ترحيب المواطنين فى أسوان بإخوانهم السودانيين سواء بالاستضافة أو كلمات الترحيب المختلفة والدعوات لهم ولبلادهم فى الشوارع ومحلات البقالة والمساجد وغيرها من الأماكن المختلفة.

وعلق قائلاً: "نعتبر أنفسنا فى بلدنا الثانى مصر لا توجد غربة عندما تطأ أقدامنا أرض الأشقاء، فمصر بجانب جوارها للسودان فأهلها أيضاً يتقاسمون مع السودانيين اللغة والدين وبعض الأنساب خاصة فى أسوان".

محمد عبد الله يماح، مواطن سودانى، يقيم بجوار صديقه السودانى أحمد محمود، فى أسوان، تابع الحديث عن نزوحهم إلى مصر، قائلاً: "أتمنى من الله فى بداية حديثى أن يحفظ البلاد فى الوقت القريب من هذه الحروب اللعينة"، مشيراً إلى أن الظروف الاقتصادية فى السودان أصبحت صعبة جداً لأن الحرب ما تركت شيئا للمواطنين الذين اضطروا للتضحية بكل ما يملكون داخل السودان للنجاة بأنفسهم وأرواحهم ومن معهم، فارين من الحرب التى خربت بيوتهم

وأوضح يماح، أن الأطفال رغم تأثرهم بالأزمة إلا أنهم ارتاحوا بعد وصولهم أسوان وبدأت الأعين تنام لتهدأ بعد رحلة معاناة، ونزلوا إلى الشوارع يلعبون مع أشقائهم المصريين الأطفال، لافتاً إلى أن الأسر السودانية التى وصلت أسوان جنوب مصر، استنفذوا كل ما لديهم حتى يصلوا لهذه المحطة من الأمان، فهذه هى الحروب ومأساتها، متمنياً من الله أن يكشف هذه الغمة ويأخذ بيد السودانيين إلى بر الأمان.