أعربت شركة "جوجل" عملاق تكنولوجيا المعلومات عن ثقتها فى أن العالم بمقدوره بذل المزيد من الجهود للحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا بسبب كوارث الفيضانات التى تضرب العالم، وذلك من خلال تقديم توقعات وتحذيرات مناخية دقيقة قبل سبعة أيام من حدوثها، مبرزة الدور الحيوى الذى يمكن أن تلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعى AI، التى شرعت فى الانتشار عالمياً.
وأبدت جوجل رغبتها فى تصدر ذلك المسار بإطلاقها قبل أيام "منصة مركزية للفيضانات"، التي تعتمد في تشغيلها على تقنيات الذكاء الاصطناعى AI لتحليل مستويات هطول الأمطار وغزارتها وإصدار تحذيرات مناخية، لتغطي 80 دولة، وهو ما يزيد بـ60 دولة عما قبل حين كانت نسبة التغطية لا تتعدى 20 دولة، وبينت في بيان لها أن من بين الدول المستفيدة بـ"المنصة المركزية للفيضانات" 23 دولة أفريقية.
وأشارت إلى أنها نشرت خوارزميات ووسعت من استخداماتها على "المنصة المركزية للفيضانات"، لمساعدتها على تقديم توقعات للطقس والأحوال المناخية وفرص حدوث فيضانات قبل حدوثها بسبعة أيام، وهو ما سيوفر الحماية لـنحو 462 مليون إنسان في أرجاء العالم، على حد تأكيدها.
وقال نائب رئيس شركة "جوجل" لشؤون الهندسة والبحث والاستجابة للأزمات يوسي ماتياس - في تصريحات خاصة أدلى بها لدورية "كوراتز" الأمريكية (فى وقت مبكر اليوم الخميس) - "إن استخدام الذكاء الاصطناعي AI في توقع حدوث فيضانات ينطوي على قدرات هائلة يستفيد منها العالم من خلال تقليص مخاطر الفيضانات على المجتمعات الأكثر احتياجاً للعون، وحماية أرواح الشعوب وممتلكاتهم، وتيسير حدوث استجابات مواتية من جانب منظمات المساعدات الإنسانية في حال حدوث فيضانات".
وأوضحت جوجل أنها وسعت من إطار تحذيراتها الخاصة بالفيضانات على محرك البحث الخاص بها، وعبر إنذارات بالخرائط على الهواتف المحمولة، بما يوفر للمجتمعات معلومات فورية وحيوية حول الفيضانات وهو ما يتيح لها الوقت الكافي لاتخاذ تدابيرها للتحوط والاستعداد.
ويرى ماتياس أن "استخدام الذكاء الاصطناعي AI سيتيح لنا تحقيق أعلى مستويات من الدقة، وتتحسن نماذجنا بصورة كبيرة نظرا لأنها تتعاطى مع المزيد البيانات، ونكرس جهودنا للعمل على تحقيق جودة بيانات أكثر من أجل الوصول لتغطية أوسع نطاقا للمناطق المعرضة للخطر في المزيد من البلدان".
وبيّن أن ذلك سيسهم أيضاُ في تنسيق أولويات جهود الإغاثة المطلوبة، والتأكيد على توافر كميات المساعدات الكافية للأشخاص المتضررين في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية مثل الطرق والاتصال بشبكات الإنترنت.
وكانت دراسة نشرتها المجلة العلمية الشهرية "مجلة التغيرات المناخية الطبيعية" في عام 2022، كشفت أن تكلفة الفيضانات والخسائر الناجمة عنها في الولايات المتحدة وحدها ستقفز من 32 مليار دولار (في 2022) لتصل إلى 43 ملياراً في 2050، وتقدر الخسائر الاقتصادية السنوية جراء الفيضانات في آسيا بنحو 30 مليار دولار، و2ر8 مليار دولار في أوروبا، كما أنه خلال الـ30 عاماً الماضية، تكبدت قارة أفريقيا خسائر بلغت 14 مليار دولار بسبب الفيضانات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة