شارك السفير هشام بدر، المنسق العام للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية ورئيس اللجنة التنظيمية، في الاجتماع الخاص الذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (ادارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي) بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر للتعرف على المبادرة، وألياتها، وأهدافها، ومكتسباتها، وكيفية الاستفادة من هذه التجربة بحضور شركاء التنمية وممثلي عدد من الدول العربية.
وأوضح السفير هشام بدر أن المبادرة تستهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الحفاظ على البيئة وتحسين نوعية الحياة ومواجهة مشكلات تغير المناخ باستخدام تقنيات حديثة قادرة على إدرار دخل للعاملين بها، كما صرح إن المبادرة نموذج يحتذى به في العالم باعتبار أنها نابعة من المواطن المصري وليس من الحكومة وأن المشروعات التي تتضمنها المبادرة تتضمن حلولا للتحديات القائمة، مؤكدا أن الغرض من هذه المبادرة هو إيجاد حلول حقيقية على واقع الأرض. وأضاف أن المبادرة حريصة علي مشاركة كل فئات المجتمع في المشروعات البيئية التي تخدم عملية التنمية المستدامة، فهي تحتوي على ٦ فئات منها المشروعات الصغيرة، والمتوسطة، وكبيرة، والناشئة، وغير هادفة للربح، و فئة المرأة.
كما أشار السفير هشام بدر إلي استعداد العاملين علي المبادرة لنقل خبراتهم و إمكانية تطبيق مثل هذه المبادرات على مستوى دول العالم العربي أو عالميا للاستفادة من التجربة المصرية. مؤكدا أن المبادرة ستواصل عملها الجاد للوصول إلي مؤتمر المناخ بدولة الإمارات COP-28 حيث سيقوم الفائزون بالدورة الثانية من المبادرة بعرض مشروعاتهم توكيدا على استمرارية المبادرة و قدرتها على الوصول لحلول عملية قابلة للتطبيق.
ثم تطرق السفير إلي قاعدة البيانات التي تشمل جميع المشاريع الذكية الخضراء المشاركة في الجولة الأولى من المبادرة، والدور الكبير الذي لعبته في ربط هذه المشاريع بالمستثمرين. مشيرا إلى أن قاعدة البيانات أنتجت خريطة تبين الموقع الجغرافي لكل مشروع وطبيعته مما يسهل على المستثمر الوصول للمشاريع للتي تلبي احتياجاته أو تقع داخل دائرة اهتمامه.
أستعرض السفير بدر بعض قصص النجاح من المشروعات الفائزة و الشراكات مع المنظمات الدولية و جهات التمويل ومنها مشروع مكافحة "سوس النخيل" في محافظة السويس إلى جانب مشروعات فائزة للنساء في الفيوم (الأيادي الذهبية) ومشروع بالإسكندرية لنفايات الكمبيوتر وتحويلها إلى ماكينات لتقطيع المعادن، بالإضافة إلى مشروع "باب رزق" في كلية الفنون التطبيقية لتصنيع حلي النساء من الخردة حيث يتم تدريب النساء على هذه الحرفة، فضلا عن مشروع في شمال سيناء لإحدى السيدات من خلال زراعة نباتات يقوم بامتصاص الزيوت وملوثات المياه وهو المشروع الذي تبنته الشركات العاملة في مجال البترول.
ومن جانبها، أكدت مدير ادارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية الوزير مفوض الدكتورة ندي العجيزي ،في كلمتها ،حرص الجامعة العربية ،على دعم جهود جمهورية مصر العربية لنجاح المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، وبحث إمكانية تعزيز التعاون المشترك والشراكة الاستراتيجية مع المؤسسات العربية العاملة في مجال التنمية المستدامة. كما أضافت أنه سيتم تعميم المبادرة المصرية على الدول العربية لما لها من أثر بالغ على رفع مستوى وعي المجتمعات العربية بظاهرة تغير المناخ وتحدياتها وبقضايا التنمية المستدامة بشكل عام.
وفي الختام، أكدت د. ندى العجيزي أن الهدف من اجتماع اليوم هو التعرف على هذه المبادرة التي حظيت على اشادة الأمم المتحدة باعتبارها مبادرة رائدة في مجال التنمية المستدامة من خلال وضع خريطة على مستوى المحافظات للمشروعات الخضراء والذكية وربطها بجهات التمويل وجذب الاستثمارات اللازمة لها من الداخل والخارج.
كما أبدي الحضور، من ممثلي الدول العربية، اهتمامهم بالتعرف علي عناصر المبادرة، مشروعاتها، و مخرجاتها، و إمكانية تطبيقها و الاستفادة منها في الوصول لحلول محلية لقضايا تغير المناخ من خلال استخدام العامل التكنولوجي، مما يؤدي إلي توفير فرص عمل و من ثم تحسين جودة حياة المواطن.
وقدم وفد وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر، خلال الاجتماع، عرضا مرئيا حول عناصر المبادرة موضحا أن المبادرة تهدف إلى تعظيم استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إطار خطة الدولة للتحول الرقمي ؛وتمكين جميع محافظات مصر والوصول إلى مختلف الفئات مجتمعياً وجغرافياً، ونشر الوعي المجتمعي حول تحديات التغير المناخي وقدرات التكنولوجيات الحديثة، وتمكين المرأة في مجال مواجهة تحديات التغير المناخي والبيئة، وإدماج كافة أطياف المجتمع في إيجاد حلول لتحديات التغير المناخي والبيئي.