أكد سفير روسيا بالقاهرة جيورجي بوريسينكو علي الطابع الاستراتيجي للعلاقات مع مصر بعد أن دخلت اتفاقية الشراكة الاستراتيجية حيز التنفيذ عام 2021، مشيرا أن التعاون الثنائي يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والعلمية، وأن مصر وروسيا ستحتفلان في 26 أغسطس المقبل بذكري 80 عاما علي إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وستقام عدة فعاليات بهذه المناسبة الهامة.
وأضاف السفير الروسي في تصريحات خاصة بمناسبة العيد القومي لروسيا الاتحادية الذي يوافق غدا الاثنين، أن موسكو تعد أكبر مورد للقمح وبعض المنتجات الزراعية الأخرى لمصر حيث تم تصدير 5.9 مليون طن من الحبوب لمصر وتنوي تسليم ثلاثة ملايين طن أخري بحلول 30 يونيو الجاري.
وأوضح أنه يتم حاليا بحث إمكانية الدفع على تبادل السلع الغذائية بالعملات الوطنية ، حيث بدأ البنك المركزي الروسي بالفعل في تحديد سعر صرف الروبل مقابل الجنيه المصري علي أن تتبع هذه الخطوة فتح حسابات في البنوك الزراعية لكلا البلدين للمعاملات المباشرة.
كما تقترح موسكو تشغيل بطاقات "مير" في مصر، وقال:" نحن نري أن كل هذه الخطوات لن يكون لها تأثير إيجابي على الميزان التجاري فحسب، بل تساهم أيضا في تدفق السائحون الروس إلى مصر".
وعن الزيارات، قال بوريسينكو، إن زيارات الوفود المصرية والروسية إلى العاصمتين القاهرة وموسكو تشكل جزءً لا يتجزأ من عملية تعزيز العلاقات الثنائية حيث عقدت مشاورات سياسية في 15 مايو الماضي بالقاهرة بين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين مع نظيره المصري السفير إيهاب بدوي حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن الدورة الرابعة عشر للجنة المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني المشتركة التي عقدت بين وزير التجارة والصناعة أحمد سمير و نائب رئيس الوزراء الروسي دينيس مانتوروف خلال الفترة ما بين 18 إلي 20 مارس الماضي ، ساهمت بشكل إيجابي في مواصلة تطوير التعاون الاقتصادي الثنائي.
وأشار السفير إلي أن المدعي العام لروسيا الاتحادية ايجور كراسنوف قام بزيارة عمل إلى القاهرة يومي 24 و25 مايو الماضي، بينما أجري وزير البترول والثورة المعدنية طارق الملا محادثات مثمرة مع نظيره الروسي نيكولاي شولغينوف في موسكو خلال الفترة من 4 إلي 6 يونيو الجاري .. معربا عن أمله في مشاركة رفيعة المستوي في القمة المرتقبة " روسيا – أفريقيا "خلال الفترة من 26 إلي 29 يوليو في مدينة سانت بطرسبرج .
وعن التعاون الثنائي، أكد بوريسينكو استمرار المشروعات الاقتصادية المشتركة بين البلدين مثل إقامة المنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس مشيرا إلي أن شركة "ترانسماش هولدينغ" وفت بكامل التزاماتها الخاصة بعقد لتوريد 1300 عربة الركاب للسكك الحديدية المصرية بعد أن وصلت أكثر من 700 وحدة من عربات السكك الحديدية المنتجة من روسيا . كما سيتم تزويد باقي العربات من قبل شركائنا في المجر وتعتزم "ترانسماش هولدينغ" إقامة مصنعا في إحدى ضواحي القاهرة لصيانة منتجاتها على مدار الـ 12 عاما قادما.
وعن التجارة والاستثمار، قال إن التبادل التجاري بين البلدين بلغ ستة مليارات دولار عام 2022 من بينها 5 مليارات دولار صادرات روسية لمصر بينما تتجاوز قيمة الاستثمارات الروسية الخاصة 8 مليارات دولار ، مشيرا إلي أن الشركات الكبيرة مثل "لوك اويل" و"روسنيفت" تحتل مكانة بارزة في مجال استخراج النفط والغاز في مصر ؛ ويتم تجميع سيارات "لادا" الروسية في المصنع بالقرب من القاهرة.
وعن السياحة، أفاد بأنه يتم تسيير حاليا بين موسكو والقاهرة ثلاث رحلات جوية يوميا لشركتي الطيران الوطنية المصرية والروسية فضلا عن رحلات طيران شارتر من المدن الروسية إلى المنتجعات المصرية.. مشيرا إلي أن روسيا احتلت المرتبة الثانية من حيث عدد السائحين الروس في مصر البالغ عددهم نحو مليون سائح عام 2022 ونتوقع زيادة أعدادهم هذا العام .
ولافت إلي أن أكثر من 16000 طالب مصري في الجامعات الروسية وترغب بعض مؤسسات التعليم العالي الروسية فتح الفروع لها في مصر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة