على بعد حوالى 20 كيلو شمال غرب مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد يقبع برج الحمام الوحيد المتبقى حتى الآن منذ العهد اليونانى الرومانى بتفاصيله المعمارية الدقيقة والذى أنشأ فى حضارة أقيمت فى صحراء مصر الغربية ما بين القرن الثانى إلى الخامس الميلادى، ضمن أكبر مستعمرة عاشت فى تلك المنطقة المعروفة باسم الضباشية وتضم قصرا ومعبدا ومدينة وبرج حمام وجبانة حيث يقع برج الحمام فى الشمال من المعبد بنحو 1500 متر تقريبا، واستُخدم هذا البرج لتربية الحمام، لتوفير اللحوم لأهل المنطقة ولتخصيب الأراضى الزراعية المحيطة بمخلفات الطيور وكان يتسع لنحو 2000 طائر، وجرى تصنيف آثار منطقة الضباشية ضمن أهم آثار المحافظة وتضم بعض المبانى القديمة من الطوب اللبن؛ منها بقايا معبد يتخذ اتجاه جنوبى شمال، وبقايا مدينة سكنية ترجع إلى العصر اليونانى الرومانى.
وقال محمد إبراهيم، مدير الآثار المصرية بالخارجة وباريس إن المجلس الأعلى للآثار باشر عمليات التنقيب فى الموقع منذ 1990 وكشف عن مقابر شمال غرب قصر الضباشية فى 1994، وعُثر بداخل المقبرة على 41 على مومياوات لكلاب على غرار مومياوات الكلاب التى عُثر عليها فى دير المنيرة، مما يُشير إلى احتمالية عبادة أنوبيس فى المنطقة، وجرى تنفيذ أعمال حفائر بهذه المنطقة ما بين 1994 و1996، وتم الكشف عن 67 مقبرة فى هذه المنطقة، التى تقع فى الناحية الغربية من المبنى المعروف والشهير باسم قصر الضباشية أو معبد الضباشية.
وأكد إبراهيم أن هذه المجموعة من المقابر تتكون من بئر وحجرات متفاوتة العدد للدفن، اغلبها جرى حفره فى الحجر الرملى أو التربة الطفلية، وتم نقل عدد كبير من القطع الأثرية المكتشفة بأهم مقبرة فى الموقع الأثرى وتحمل رقم 22 وتم العثور على كميات من الحلى والأساور وأدوات الزينة التى كانت تستخدم فى ذلك الوقت وجرى عرضها فى أماكن عرض خاصة حيث تعود معظم هذه المصوغات والأساور لزوجة الثرى "نو سوا" صاحب المومياء فى المقبرة رقم 22 بمنطقة الضباشية بالإضافة إلى تمثال لزوجة المتوفى وهو تمثال نادر يجسدها وهى تجلس القرفصاء تدعوا الآلهة وتطلب منهم الرحمة، وكذلك وجود تماثيل ومجسمات على شكل وجوه بشرية تجسد سكان المنطقة وأصدقاء المتوفى وزوجته.
وأضاف إبراهيم أنه تم العثور على تمثال رائع من الخشب للإله بتاح سوكر أوزيريس وعليه من الأمام كتابات هيروغليفية، مع وجود نموذج لمقبرة على القاعدة أمام التمثال وعدد 5 تماثيل صغيرة من الخشب للإله حورس على الأربعة جوانب وفى الوسط، وتوجد نصوص بالهيروغليفية على قاعدة التمثال، ومازال يحتفظ بنفس الألوان الطبيعية والكتابة والنصوص على جسم التمثال والقاعدة ونموذج المقبرة، ويعتبر هذا التمثال من النماذج الفريدة التى تم العثور عليها ضمن حفائر الواحات المصرية؛ خاصة فى منطقة آثار الخارجة.
ومن جانبه أكد الباحث الأثرى وخبير اللغة الهيروغليفية محمد حسن جابر أنه جرى استخراج صندوق للأحشاء من الخشب بألوان زاهية ورسومات تمثل صاحب المقبرة فى حضرة الإله أوزيريس على أحد جوانب الصندوق، مقدما زهرة البردى واللوتس ومائدة من القرابين وعلى الجوانب الأخرى عدد من الآلهة والإلهات وعلى أحد الجوانب الإلهتان إيزيس ونفتيس بينهما عمود الجد يحمل قرص الشمس، وعلى الجوانب الأخرى رسومات لأبناء حورس، وعلى غطاء الصندوق الإله أنوبيس سيد الجبانة راقدا على كرسى ذى لون أصفر لحماية ما بداخل الصندوق وهى لفة من الأحشاء للمتوفى وأيضا حامٍ للجبانة والمقبرة.
وأفاد جابر أن أهم ما يميز تلك المقبرة هو الحالة التى توجد المومياء الخاصة بالمتوفى وعليها اللفائف الكتانية والكارتوناج الذى يغطى الوجه (الماسك) والصدرية وأجزاء على جسم المتوفى وخُف فى القدمين، وجميعها ذات ألوان طبيعية زاهية، وتوجد بعض النصوص المكونة داخل وخارج التابوت بالهيروغليفية. ويرجع تاريخ هذا التابوت طبقا للكتابات والرسوم الموجودة على التابوت من اسم صاحب المقبرة إلى نهاية القرن الأول قبل الميلادى وبداية القرن الأول الميلادى ما بين البطلمى والرومانى.
برج الحمام الوحيد الباقى من العصراليوناني
شكل معمارى فريد
الاثار اليونانية
اثار العصر اليوناني
برج الحمام
اثار يونانية
برج الحمام
اثار يونانية
ابراج الحمام
برج حمام يعود للعصر اليوناني
برج الحمام الوحيد الباقى من العصر اليوناني في الوادي الجديد (7)
برج الحمام الوحيد الباقى من العصر اليوناني في الوادي الجديد (4)
برج الحمام الوحيد الباقى من العصر اليوناني في الوادي الجديد (5)