على مدار حضارات متعاقبة توارثنا فن النحت الذي يحول المواد الصماء العادية إلى قطع فنية طالما استخدمها أجدادنا لتخليد الأحداث والشخصيات المهمة، وهو ما جعل أمل عمر صاحبة الـ 53 عامًا شغوفة بهذا النوع من الفن، فلم يوقفها العمر أو الزمن عن ممارسة فن النحت بسبب إيمانها الكبير بموهبتها واصرارها على العمل مهما بلغت من عمر، بل جعلت من غرفة بسيطة ورشة تضخ عددا ضخما من التماثيل المصممة بالطين الأسواني، لتحول الطين لقطع فنية بأنامل من ذهب.
فن نحت
أمل نحاتة فوق الخمسين..
قالت أمل في حديثها لـ "اليوم السابع" إن بدايتها الفنية جاءت منذ أن كانت في المرحلة الابتدائية، وكان ذلك بتشجيع من معلمتها التي كانت تأخذ من رسوماتها وتقوم ببروزة هذه الرسومات ووضعها في مكتب الناظر، فعل بسيط ولكنه رسخ داخل قلبها حبها للفن، ومرت السنوات لتبدأ المرحلة الثانوية حيث بدأت تجربة النحت على الحجر الجيري، ومنه أصرت على الدراسة بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان.
النحت
تمر السنوات ولم يكن لديها ما يعيق موهبتها بالرغم من أنها أصبحت أماً ومسئولة عن أبنائها، ومع مرور الزمن الشغف زاد وجعلها تصنع لنفسها كيان فني بالرغم من بساطة المكان الذي تقوم فيه بتنفيذ هذه الأعمال الفنية، وتابعت أن لكل قطعة فنية قامت بنحتها قصة، حيث إنها قامت بنحت العديد من البورتريهات الشخصية لأم راحلة وبطل من حرب أكتوبر وحتى السيدة التي ترمز إلى مصر الحاملة مفتاح الحياة، ومنها العديد من التماثيل اليونانية والرومانية الغنية بالتفاصيل وكأنك تراها حية.
نحت من طين اسواني
لم تتوقف للحظة عن حلمها، حتى وإن كانت مصابة، فالألم كان يمحوه حب الفن، وأضافت أنها طوال الوقت تحلم بنحت تمثال ميداني يعبر عن العروبة والوطن، وأنها ترى المصريين أصحاب شغف كبير بالفن، وكأنهم مولودون فراعنة بالفطرة، كما تسعى لنشر ثقافة المعرفة بأنواع الفن خاصة النحت، مؤكدة أن الموهبة لا تحتاج لسن معين او أمكانيات، بل هي إصرار وقوة وحب للعمل.
الطين الاسواني
أمل عمر
حصان
فن النحت
فن
نحاتة
نحت التماثيل