"العلم نور والجهل ظلام ونحن مازلنا فى نور ما دمنا نحيا على الأرض، وما دمنا نحيا على الأرض فنحن نستطيع وما دمت تستطيع فعليك أن تفعل" بهذه الكلمات بدأت نور موسى من قرية برديس بمركز البلينا جنوب محافظة سوهاج والتى تمكنت أن تصل من محو الأمية إلى الإعدادية ثم الثانوية ثم الجامعة حتى الدراسات العليا، حقتت حلمها بعد أن قهرت المستحيل وتحدت الظروف القروية، والتى كانت دائما ما تنكر تعليم الفتيات بالقرى ومع ذلك أبت أن تكون مثل غيرها تعلمت وعملت، تعلمت القراءة والكتابة ووصلت للجامعة وقامت باستثمار ما تعلمت فى تعليم غيرها من الفتيات المتسربات من التعليم حتى وصلت بهن إلى بر الأمان.
وفى لقاء خاص مع "اليوم السابع" قالت نورا موسى محمد أنا من قرية برديس مركز البلينا جنوب سوهاج في البداية كأى فتاة ريفية لم يحالفنى الحظ للالتحاق بالتعليم الأساسى لعدة أسباب ومن أهمهما عدم الاكتراث بتعليم الفتيات فى تلك الفترة، لكنى واصلت حياتى دون أن أترك فكرة التعليم بل كانت فى عقلى دائما كأى طفلة فى هذا الوقت لكنى كنت أرغب بشدة فى الالتحاق بالتعليم مثل أقرانى فى المرحلة العمرية، وفى عام 2010 / 2011 التحقت بالتعليم من خلال فصول محو الأمية، وهذه هى كانت نقطة البداية بعد عمل المشروع بالقرية وعرضت الأمر على أهلى وصممت على الالتحاق بالفصول وخوض التجربة التعليمية، وكان عمرى يقارب الـ14 سنة وهنا كانت فرصتى فى التعليم الأساسى انتهت وظللت بالفصول الخاصة بمحو الأمية لمدة 10 أشهر، وبعدها حصلت على شهادة محو الأمية والتحقت بالتعليم الإعدادى بالصف الأول نظام المنازل.
وأضافت نور بعد ذلك وطبقا للتعلميات المنظمة للعملية التعليمة أصبحت طالبة نظامية أدرس داخل المدرسة بالصفين الثانى والثالث، وفى الصف الثالث حصلت على مجموع كبير أهلنى لدخول الثانوية العامة واجتزت الصف الأول الثانوى بنجاح، وفى الصف الثانى التحقت بالقسم العملى علوم وحصلت على 73% وبعدها حولت للقسم الأدبى وحصلت على درجات تؤهلنى للجامعة بمجموع 83% وكانت هناك كليات كثيرة تقبلنى، لكنى فضلت الالتحاق بكلية الأداب جامعة سوهاج قسم الفلسفة، واجتزت الأربع سنوات، وكان تقديرى العام جيد جدا وبعدها حصلت على دبلومة تربوية، وفى تلك الأثناء قمت بفتح فصلين لمحو الأمية، وكان لدى 60 دارسا، وتم تأهيل عدد كبير منهم للالتحاق بالتعليم الإعدادى.
وأوضحت "واصلت العملية التعليمة بالدراسات العليا وحصلت على تمهيدى ماجستير بنفس التخصص، ولم أستكمل الدراسات العليا وقمت بافتتاح عملى الخاص وقمت بفتح حضانة وكان هدفى الأساسى استهداف النشء الصغير من أجل غرث القيم وكل شىء جميل فى الأطفال وتعليمهم مبادئ القراءاة والكتابة من أجل استكمال المرحلة التعليمة التالية لتعليم رياض الأطفال، وقررت محاربة الأمية، خاصة الأمية الثقافية، والحمد لله أنا راضية جدا عن مجهودى، وأنا أسعى لتطوير نفسى من أجل نفسى ومن أجل إسعاد الآخرين، وذلك بسبب محاربة بعض العادات والتقاليد الموجودة بالمجتمع الريفى، فكان حتما على طالما أستطيع أقوم بالتطوير على قدر المستطاع وأغير أفكار بعض الأهالى حول التعليم خاصة الفتيات، وبالرغم من التقدم الهائل ودور الدولة الكبير فى العملية التعليمة، إلا أن هناك فتيات يتسربن من التعليم، وأتمنى أن أكون حلقة وصل من خلال الفتيات تغيير مسارهن، وأنا أحاول أن أكون قدوة للفتيات ومازالت أجتهد وأشجع كل من حولى على التغيير للأفضل، وأتمنى أن تدرك الفتيات بالريف أهمية العلم والتعلم وقيمته في ظل عصر أصبحت فيه الأمية الثقافية والأمية التكنولوجية هي السائدة، وأنه غير لائق في ظل ما تبذله الحكومة والقيادة السياسية من جهد من أجل تطوير التعليم أن تكون هناك أمية".
واستطردت "وهناك قاعدة دائما أضعها أمامى العلم نور والجهل ظلام ونحن مازلنا فى نور ما دمنا نحيا على الأرض وما دمنا نحيا على الأرض فنحن نستطيع وما دمت تستطيع فعليك أن تفعل، فهذه قاعدة من خلالها نقدر، وعلى الفتيات أن يدركن أنهن لسن نصف المجمتع بل المجتمع كله، فالأم مدرسة فعلى الفتيات الاهتمام بالعمل، ومن تسرب من التعليم يعود من جديد وتكمل وأنا بشكر الوالد والوالدة والأخوات والدعمين لى بشكل رسمى خاصة محو الأمية فالبدايات والتفوق دائما من فرع محو الأمية".
وفى نهاية حديثها لـ"اليوم السابع"، قالت نور موسى "أقول لكل فتاة استغلى ما تقوم به القيادة السياسية من دعم للفتيات وللحقوق الكثيرة التى لا يمكن حصرها، فالمرأة أصبحت وزيرة وعضوة بمحلس النواب وعضوة بمحلس الشيوخ، وتشارك فى جميع المنتديات والمؤتمرات الموجودة، فالمرأة تعيش الآن عصرها الذهبى".
شهادة-تقدير-لجهودها-بالمشروع-
فى-حفل-الخريجات-بفصول-محو-الأمية
نورا أثناء-تكريمها
تكريم-اخر-لنورا-
شهادة-لتقدير-لتفوقها-
نورا-بمشروع-تأهيل-الميسرات-بمحو-الامية-
نورا-موسى-مع-تلاميذ-رياض-الأطفال-
وتتوالى-التكريمات-لنورا