يعلق حلفاء كييف آمالا كبرى على الهجوم المضاد الذى تشنه القوات الأوكرانية لتحرير المدن التى سيطرت عليها روسيا منذ بدء حربها فى الشرق الأوكرانى قبل أكثر من عام ونصف العام، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية لتكثيف حزم المساعدات المادية والعسكرية المخصصة لصالح كييف، لحسم تلك المعركة فى أقرب وقت خاصة بعدما طالت آثارها من شعبية الرئيس جو بايدن الذى يستعد لمعركة انتخابية شرسة فى 2024، أمام غريمه السياسى والمرشح الجمهورى المحتمل دونالد ترامب، وفى ظل تراجع الدعم داخل الكونجرس لإرسال مزيد من المساعدات لكييف لاسيما بعد أزمة سقف الديون الأمريكية.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الخميس، أن اليابان تجرى محادثات بشأن تزويد الولايات المتحدة بقذائف مدفعية لتعزيز المخزونات من أجل الهجوم المضاد الذى تشنه أوكرانيا على قوات روسيا.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن طوكيو تبحث تزويد واشنطن بقذائف مدفعية عيار 155 مليمترا بموجب اتفاق أبرم عام 2016 لمشاركة الذخيرة فى إطار التحالف الأمنى طويل الأمد بين البلدين.
ولم تكشف المصادر عدد أو قوام الصفقة المحتملة، ومتى يتم إنجازها، إلا أن مسئولون بوزارة الدفاع الأمريكية أكدوا أن القوات الأوكرانية تستخدم أكثر من 90 ألف طلقة من عيار 155 ملم شهريا.
وفى بيان، قالت وزارة الدفاع اليابانية إنها لم تتخذ أى قرار نهائى لتزويد الولايات المتحدة أو أوكرانيا بقذائف المدفعية، مؤكدة أنها تجرى مناقشات مختلفة مع الولايات المتحدة ورفضت الإفصاح عما يدور حولها.
من جانبه، قال متحدث باسم البنتاجون: "نواصل العمل مع اليابان وأكثر من 50 دولة حول العالم لتقديم الدعم لأوكرانيا"، مشيرًا إلى أن كل دولة لديها حرية القرار فى تحديد ما يمكن أن تقدمه.
وظهر الخميس، قال وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن إن الولايات المتحدة ستواصل تزويد أوكرانيا بما تحتاجه للانتصار فى ساحة المعركة.
وأضاف أوستن - خلال اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسى "الناتو" المنعقد فى بروكسل: "لا تزال أوكرانيا فى وضع جيد لمواجهة التحديات المقبلة، والولايات المتحدة فخورة بالوقوف إلى جانب حوالى 50 دولة ذات نوايا حسنة لتزويد أوكرانيا بالتدريب والمعدات لمساعدتها على الانتصار فى ساحة المعركة"، موضحا أن الحلفاء سيستمرون فى الدفاع عن قيم السيادة.
ويبحث وزراء دفاع الناتو - خلال الاجتماع - سبل دعم كييف ومناقشة التوسع فى القدرات الإنتاجية للأسلحة والذخيرة، تمهيدا لاتخاذ قرار بشأنها فى قمة الحلف المقبلة المزمع عقدها فى يوليو المقبل، فيما أكد أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرج، أن دعم الحلف لأوكرانيا يحدث فارقا فى أرض المعركة.
والثلاثاء، أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة جديدة من الدعم العسكرى لأوكرانيا، بما فى ذلك قذائف مدفعية من عيار 155 ملم.
وتبحث الولايات المتحدة عن طرق لدعم أوكرانيا دون الإضرار باستعدادها العسكرى، وستساعد القذائف فى تجديد الإمدادات الأميركية لأنها تدعم المجهود الحربى الأوكراني.
ومنذ بداية الغزو الروسى لأوكرانيا، قدمت اليابان السترات الواقية من الرصاص والخوذات وغيرها من المساعدات العسكرية غير المميتة لكييف، لكنها لم تصل إلى حد عرض الأسلحة، متذرعة بالقيود التى فرضتها على نفسها.
وبعد هزيمتها فى الحرب العالمية الثانية، تخلت اليابان عن استخدام القوة العسكرية لتسوية النزاعات الدولية، وفى الستينيات، وافق مجلس الوزراء اليابانى على قيود على صادرات الأسلحة واستبعد نقل الأسلحة الفتاكة إلى الخارج.
وبشكل منفصل، يقيد قانون تصدير المعدات التى تستخدمها قوات الدفاع الذاتى، كما يُعرف الجيش الياباني.
وفى حين أن خطة قذائف المدفعية لن تتضمن إرسال أسلحة فتاكة مباشرة إلى ساحة المعركة، إلا أنها ستظل حساسة سياسيا فى اليابان، حيث يشعر العديد من الناخبين بعدم الارتياح بشأن الوقوع فى شرك الصراعات الخارجية.
فى الوقت نفسه، يقول بعض المشرعين اليابانيين المحافظين أن على البلاد أن تحذو حذو الولايات المتحدة والدول الأوروبية من خلال "تسليح أوكرانيا مباشرة".