سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 16 يونيو 1974.. وفاة على إسماعيل الموسيقار الذى أحدث نقلة نوعية فى الموسيقى العربية ومبدع لحن «الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا»

الجمعة، 16 يونيو 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 16 يونيو 1974.. وفاة على إسماعيل الموسيقار الذى أحدث نقلة نوعية فى الموسيقى العربية ومبدع لحن «الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا» على إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طارد المخرج الكبير حسين كمال صديقه الموسيقار على إسماعيل لينتهى من موسيقى فيلمى «لا شىء يهم» و«مولد يا دنيا»، بالإضافة إلى موسيقى مسرحيته الجديدة «كباريه»، حسب رواية «شجون» ابنة على إسماعيل للكاتب الصحفى أيمن الحكيم بمجلة الإذاعة والتليفزيون، عدد 18 أغسطس 2016، مؤكدة أن والدها كان فى نفس الوقت مطلوب منه السفر مع فرقة رضا، باعتباره ملحنها الأساسى وأحد مؤسسيها فى رحلتها إلى عدة دول، ويسافر هو منفردا قبلها بأيام إلى روسيا ليتسلم «جائزة جمال عبدالناصر» ثم يلحق بالفرقة.
 
تضيف:«جاء والدى إلى المسرح ليقود الفرقة فى البروفة الجنرال للمسرحية، ومعه الافتتاحية الموسيقية الخاصة بفيلم «مولد يا دنيا»، وبعد البروفة ذهب إلى مكتب سمير خفاجى ومعه نجوم المسرحية، نيللى وعمر خورشيد وعبدالمنعم إبراهيم، ومخرجها حسين كمال، ودخل كمال فى حوار مع والدى: «يا على انت مسافر بعد بكره وهتغيب شهر بره مصر..أنا خايف تعطلنا»، رد:«أوعدك لما أرجع كل حاجة تكون جاهزة».. تؤكد:«كان حسين كمال يعرف محبة والدى الاستثنائية لى، فقال له: «طب احلف.. قول وحياة شجون».. لم يرد، كانت رأسه بين ذراعيه، وظنوه مرهقا، أو يدبر مقلبا، كان مشهورا بخفة الظل، لكن الانتظار طال، قال له حسين كمال: «خلاص يا على، ده مش وقت هزار»، لكن والدى ظل ساكنا فى مكانه».
 
قام حسين كمال ليطمئن على صديقه، فوجد ما لم يتوقعه أبدا، وهو موت على إسماعيل بين أصدقائه فى 16 يونيو، مثل هذا اليوم،1974، وتروى «شجون» لجريدة «فيتو-6 مارس 2018»: «كان عبدالحليم حافظ مريضا وممنوعا من الحركة، وطلب من كمال الطويل الحضور بسرعة، وغادر المنزل حافى القدمين من شدة الصدمة، ولم ينتبه إلا عندما أخبره كمال بأنه نسى ارتداء حذائه، وردد جملة واحدة باكيا: «على مات يا كمال.. جزء من المزيكا مات».
 
لم يبالغ عبدالحليم فى صدمته برحيل صديقه الذى وزع له أغنياته الوطنية الشهيرة فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، ورغم حياته القصيرة التى بدأت بمولده فى 18 ديسمبر 1922، بدرب الدقاق، حى المناصرة، القاهرة، ووالده هو إسماعيل أفندى خليفة قائد الفرقة الموسيقية الملكية، فإنه وحسب «زياد عساف» فى كتابه «المنسى فى الغناء العربى»: «قدم فنا وإبداعا متميزا يعد نقلة نوعية فى عالم الموسيقى السائدة فى مرحلة الخمسينيات والستينيات، أبدع فى كتابة التوزيع الأوركسترالى للعديد من الملحنيين المصريين، واعتمد الإيقاع السريع فى الألحان آنذاك، ووظف خبرته فيما تعلمه على الآلات النحاسية عند توزيع أغانيه، وكان هذا الأسلوب محببا لدى الشباب».
 
يضيف «عساف»: «كان مبدعا للموسيقى التصويرية لما يقارب 250 فيلما، منها «الأيدى الناعمة، الأرض، العصفور، المماليك، حسن ونعمية، معبودة الجماهير، أبى فوق الشجرة، البنات والصيف، السفيرة عزيزة، رمال من ذهب، أميرة العرب، عروس النيل، لا شىء يهم، الاختيار، عائلة زيزى، صاحبة الجلالة، أدهم الشرقاوى، خلف البنات، الشيطان والخريف، زقاق المدق، مولد يا دنيا».
 
كان لحنه لأغنية «الأرض لوعطشانة نرويها بدمانا» فى فيلم «الأرض» أيقونة الغناء الوطنى الذى يدعو إلى الدفاع عن الأرض حتى الموت، ويذكر «عساف» أنه أقام فى معسكرات الفدائيين الفلسطينيين أياما، تفاعل خلالها بإحساسه، ووضع لحن النشيد الوطنى الفلسطينى: «فدائى فدائى فدائى/ يا أرضى يا أرض الجدود/ فدائى فدائى فدائى / يا شعبى يا شعب الخلود».
 
تؤكد ابنته شجون لأيمن الحكيم: «لم يكتف بالتوزيع الموسيقى، فكانت له ألحانه الوطنية الخاصة المتفردة، بداية من تلحينه لقصيدة «دع سمائى فسمائى محرقة» كلمات الشاعر كمال عبدالحليم، وكانت أثناء العدوان الثلاثى سنة 1956، وذاعت وانتشرت على الأفواه حتى باتت كالنشيد القومى فى تلك المعركة».
 
«كان دائما ما يقفز فوق السور»، بوصف الناقد طارق الشناوى فى مقاله «على إسماعيل وتنويعات إنسانية على التيمة الموسيقية»  فى المصرى اليوم، 23 أكتوبر 2022، مضيفا: «فى وقت كان الجميع يتسابقون لتقديم أغان مليئة بالشجن لعبدالحليم حافظ يمنحه هو فى بدايته لحنا مشاغبا «يا مغرمين يا عاشقين» ويقدم للساحة الفنية الثلاثى المرح اللاتى اشتهرن بأغنيات «العتبة جزاز» و«يا اسمر يا سكر» و«مانتاش خيالى يا وله»، وبعدها يقود أوركسترا فرقة رضا، ويقدم لها ألحانه الجماعية مثل «فدادين خمسة»، وقبل ذلك فى حرب 56 يحرك مشاعرنا بصوت فايدة كامل «دع سمائى فسمائى محرقة»، وفى حرب الاستنزاف تغنى المجموعة «رايحين شايلين فى إيدنا سلاح»، وفى 73 يقدم لشريفة فاضل «أم البطل»، يمزج المشاعر الوطنية بالشجن بدفقة التحدى».
 
يضيف «الشناوى»: «له عشرات الألحان التى تؤكد تفرده، وفى التوزيع راجعوا «ضحك ولعب وجد وحب» صوت المزمار وإيقاع الحصان، أو تذكروا «لا تكذبى» وكيف وزع هذا البيت الشعرى «ويشب فى قلبى حريق/ ويضيع من قدمى الطريق»، أو راجعوا الموسيقى التصويرية لفيلم يوسف شاهين «الأرض» وأغنية «الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة