تمر اليوم ذكرى استشهاد الخليفة عثمان بن عفان، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد تولى خلافة المسلمين بعد "أبى بكر الصديق وعمربن الخطاب" وظل فى الحكم اثنتى عشرة سنة.
وبحسب ما ذكره المؤرخ جلال الدين السيوطى فى كتابه "تاريخ الخلفاء" فى عام 35 من الهجرة، استأثر بنى عمه فولاهم وما أشرك معهم، فولى عبد الله بن أبى سرح مصر وقد حنق على عثمان وما فعله العديد من الصحابة كعبد الله بن مسعود وأبى ذر وعمار بن ياسر وبنو مخزوم، وجاء إلى الخليفة من أهل مصر يشكون ابن أبى سرح، فكتب إليه يتهدده، لكنه أبى أن يقبل ما نهاه عنه عثمان وضرب بعض من أتاه من قبل عثمان من أهل مصر ممن كان أتى عثمان فقتل.
فى كتاب "ذو النورين" للكاتب الكبير عباس محمود العقاد، رصد لبدايات الفتنة الكبرى يقول: حاصر الناس عثمان ومنعوا الماء عنه، لكن الإمام على بن أبى طالب بعث إليه الماء، وأكد الإمام على أصحابه بأن المطلوب هو مروان وليس عثمان، وبعث بنجليه الحسن والحسين ليحميا أمير المؤمنين من بطش الرجال، وبعث طلحة أيضا بابنه وأخذ أصحاب النبى الكريم يبعثون إلى عثمان لحمايته، فلما رأى الناس ذلك الجمع رموا باب عثمان بالسهام حتى أصيب الحسن بن على وأصيب مروان بن الحكم، وخاف الناس أن جاء بنو هاشم فوجدوا الحسن فى دمائه فتثير فتنة، وخرج رجل من الأنصار يقول أن يدخلوا على عثمان فيقتلوه، ودخل الناس ومنهم أهل مصر وقتلوا أمير المؤمنين.
أما عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، فقال فى كتاب "الفتنة الكبرى على وبنوه": إن الذين قتلوا عثمان لم يكونوا هم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان نفسه من المهاجرين والأنصار، وإنما كانوا شراذمَ من الجيوش المرابطة فى ثغور البصرة والكوفة ومصر ومن ثاب إليهم من الأعراب ومن أعانهم من أبناء المهاجرين، وكانت الجِلَّة من أصحاب النبى المهاجرين والأنصار قد وقفت مواقف ثلاثة مختلفة من هذه الفتنة: فأمَّا كثرتهم فكانت ترى وتُنكر وتَهمُّ بالإصلاح فلا تجد إليه سبيلًا فتسكت عن عجز وقصور لا عن تهاون وتقصير، وأما فريق منهم فقد شُبِّهت عليهم الأمور فآثروا العافية والتزموا الحيدة واعتزلوا الفتنة، وكانت قد وقعت إليهم أحاديث عن النبى تخوِّف من الفتنة وتأمر باجتنابها، فلزم بعضهم البيوت، وترك بعضهم المدينة مجانبًا للناس فارًّا بدينه إلى الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة