اختتم الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون زيارته الأولى إلى موسكو، والتي استمرت ثلاثة أيام، بالإعلان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن "شراكة استراتيجية" بين البلدين والتوقيع على ثماني معاهدات تشمل مجالات عدة.
كما شارك تبون في فعاليات منتدى سان بطرسبيرج وقام أيضا بتدشين نصب تذكاري للأمير عبد القادر في قلب موسكو امتنانا للدور الذي لعبه في حماية أعضاء القنصلية الروسية في دمشق سنة 1860.
وتعد هذه الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها تبون إلى روسيا منذ توليه سدة الحكم في 2019. فيما تجمع البلدان علاقات اقتصادية وعسكرية قوية، إذ تعتبر موسكو من بين مزودي الأسلحة الأساسيين للجزائر.
اتفاقيات التعاون
وشملت الاتفاقيات التعاون في منظومة القضاء وقطاعات الزراعة والاتصالات والثقافة بالإضافة إلى استكشاف الفضاء "لأهداف سلمية"، أما في مجال الطاقة، فتعهدت الدولتان بتكثيف التعاون في مجال التنقيب عن المحروقات وإنتاجها، وتكرير النفط والغاز.
يأتي ذلك في إطار العلاقات الثنائية المميزة التي حافظت عليها كل من الجزائر وموسكو منذ أن دعم الاتحاد السوفياتي السابق الجزائريين خلال حرب الاستقلال عن فرنسا (1954-1962).
ومن جانبه قال تبون خلال لقائه مع بوتين فى قصر الكرملين إن علاقاتنا تاريخية وقوية مع روسيا، سنعمق التشاور أكثر حول النقاط التي تهمنا". وأضاف أن "العدد الكبير من الاتفاقيات التي وقعنا عليها تبين بوضوح مدى رغبتنا في تعميق أفاق الشراكة"، معبرا في الوقت نفسه عن رضاه بشأن "المستوى الذي وصلت إليه العلاقات" بين البلدين.
وأضاف تبون: إن التشاور بين الأصدقاء ضروري في كل الظروف. نحن مطالبون بالتشاور فيما يخص كل النقاط التي تهمنا، واستطرد: نحن متفقون بشأن الوضع الدولي المضطرب جدا.
كما طلب من موسكو دعما أكثر من أجل "تعزيز وتثبيت اتفاق الجزائر" بشأن مالي ومشددا بأن "حل الأزمة المالية لن تتم إلا بفضل هذا الاتفاق وبعيدا عن القوة".
وعلى الصعيد الاقتصادي، جدد تبون دعوته إلى المتعاملين الاقتصاديين الروس لـ"الاستثمار في الجزائر التي تتوفر اليوم على بيئة استثمارية ملائمة، بفضل الإجراءات التحفيزية والامتيازات التي يتضمنها القانون الجديد للاستثمار"، وأشار إلى اعتماد خارطة طريق طموحة للتعاون الثنائي، ترمي إلى الاستفادة من أوجه التكامل الاقتصادي بين البلدين.
ومن جانبه، أعرب بوتين عن تقديره للدور الذي تلعبه الجزائر في أفريقيا والعالم العربي منوها بأن" الزيارة جرت في جو عملي وناجح. والدليل على ذلك الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والهادفة إلى تعزيز التعاون في مختلف الأصعدة".
نصب عبدالقادر
تدشين نصب"عبد القادر"
وتم خلال زيارة الرئيس عبد المجيد تبون تدشين ساحة الأمير عبد القادر والنصب التذكاري المخلد له، وكتب على النصب وفق ما نشرته الرئاسة الجزائرية أن الأمير عبد القادر قد تقلد من روسيا لقب ووسام "فارس من وسام النصر الأبيض الروسي" لما قام به في حماية أعضاء القنصلية الروسية في دمشق سنة 1860. وهو أول نصب تذكاري يمجد شخصية إسلامية وعربية يقام في روسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة