زيارة هامة أجراها نائب المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل إلى مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث تحمل، من حيث توقيتها المتزامن مع زمرة المستجدات على الساحتين الدولية والإقليمية، العديد من المدلولات أبرزها ضرورة التنسيق بين المنظمتين فى المرحلة المقبلة، فى ظل تداعيات كبيرة للأزمات المحدقة بالعالم، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أو فى الإقليم، والذى يمثل الصراع فى السودان أحدث وجوهها.
ولعل التنسيق بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبى، نموذجا آخر ومهمًا لحالة الانفتاح العربى على الأقاليم الجغرافية، والتى شهدت العديد من التحركات المؤثرة فى الآونة الأخيرة، وأبرزها القمم العربيه مع الصين والولايات المتحدة، ناهيك عن التقارب مع دول جزر الباسيفيك، ليتجاوز "بيت العرب" المناطق المتقاطعة معه جغرافيا، على غرار التنسيق مع قارتى إفريقيا وآسيا، نحو آفاق أكثر اتساعا وامتدادًا على المستوى الجغرافي.
وفى هذا الإطار، يرى بوريل أن الهدف الرئيس من زيارته للجامعة العربية هو التأكيد على ضرورة مواصلة الحوار والتعاون بين الاتحاد الأوروبى والجامعة العربية.
ونقطة الانطلاق نحو التعاون والتنسيق بين الجامعة العربية والاتحاد الاوروبى تأتى من القضايا ذات الاهتمام المشترك، على غرار الأوضاع فى السودان واليمن ناهيك عن القضية الفلسطينية والتى تحتفظ بمركزيتها فى الأجندة العربية، لتتحول هذه القضايا إلى الأساس الذى يمكن البناء عليه فيما يتعلق بأى قضايا خلافية بين الجانبين فى المستقبل.
يقول الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع بوريل فى أعقاب الاجتماع الثنائى الذى جمع بينهما اليوم الأحد، أن هناك ضرورة تعزيز العلاقات وتنسيق المواقف فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف الاجتماع شهد تركيزا على العديد من القضايا، وعلى رأسها الاوضاع فى السودان خاصة فى اطاره الانسانى، وتفعيل المبادرات بهذا الشأن، مؤكدا أن القضية الفلسطينية نالت اهتماما كبيرا من المشاورات بين الجانبين، بحسب أبو الغيط، حيث أكدا على ضرورة الاهتمام بتفعيل حل الدولتين، عبر مبادرة السلام العربية.