معركة انتخابية مبكرة تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية برغم ما تواجهه واشنطن في الوقت الحالي من تحديات سياسية واقتصادية كبري ، بمقدمتها الأثار الاقتصادية لحرب روسيا وأوكرانيا ، وأزمة سقف الدين داخل البلاد.
فقبل اكثر من عام علي الانتخابات الرئاسية ، والتي يتصدر مشهدها الرئيس الحالي جو بايدن الطامح في الفوز بولاية رئاسية ثانية ، والرئيس السابق دونالد ترامب الذي يسعي لعودة قوية إلى البيت الأبيض ، بدأت مبكراً معارك تشويه السمعة ولاحق كلا المنافسان الأبرز تهم وفضائح جنسية متتالية وسط مساعي متبادلة للنيل من شعبية كلاهما وقطع الطريق أمام مؤشرات استطلاعات الرأي.
وبالتزامن مع محاولات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حسم الحرب الروسية ـ الأوكرانية لصالح كييف عبر رفع سقف الدعم الأمريكي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ماديا وعسكريا ، فوجئت الإدارة الأمريكية بحوار متلفز أجرته موظفة أمريكية سابقة في مكتبة الكونجرس علي شاشات التليفزيون الروسي ، تطالب فيه الرئيس فلادمير بوتين بالحصول علي الجنسية الروسية لشعورها "بالأمان داخل روسيا" بعدما فشلت في ادانة بايدن بتهم التحرش بها.
القصة التي نشرت تفاصيلها صحيفة الجارديان البريطانية نقلا عن وسائل إعلام روسية كشفت تفاصيل رحلة تارا ريد التي تبلغ من العمر 59 عاما، موسكو، مشيرة إلى أنها حلت ضيفة علي محطات التلفزة الحكومية الروسية مؤكدة أنها تشعر بالأمان في روسيا، وترغب في البقاء فيها ، وذلك بعدما اتهمت بايدن بالتحرش بها جنسيا عندما كانت تعمل في مكتبه بالكونجرس، عام 1993.
وأنكر بايدن الاتهامات كليا قائلا "لم يحدث أبدا، وأعني أبدا".
وكانت تارا تعمل مساعدة لبايدن عندما كان عضوا في الكونجرس، عن ولاية ديلاوير، ونشرت صحف ووسائل إعلام أمريكية اتهاماتها، خلال الحملات الانتخابية الرئاسية الماضية، عام 2020.
وقالت تارا إن بايدن تحرش بها في طرقات مبنى الكونغرس في كابيتول هيل، في العاصمة واشنطن، عندما كانت تبلغ من العمر 29 عاما، وقام بتحسس جسدها غصبا.
وأضافت حسبما نقلت الجارديان عنها، خلال حوار مع شبكة سبوتنيك الروسية للأخبار "عندما خرجت من الطائرة في موسكو، للمرة الأولى خلال فترة طويلة، شعرت بالأمان، وبالاحترام".
وأكدت تارا إنها غادرت الولايات المتحدة، بعدما أخبرها سياسي في حزب الديمقراطيين الحاكم، أنها تواجه خطر الإيذاء الجسدي.
وواصلت القول "أحب أن أطلب الحصول على الجنسية الروسية، من رئيس البلاد فلاديمير بوتين، وأعدكم بأن أكون مواطنة صالحة" لكنها في الوقت نفسه أكدت رغبتها في الاحتفاظ بجنسيتها الأمريكية.
وكانت تارا واحدة من بين عدة نساء، اتهمن بايدن بالتحرش بهن جنسيا، خلال الحملة الانتخابية بين عامي 2019، و2020، وأكدت أنها تقدمت بشكوى رسمية وقتها، لكن لا يوجد أي شيء في السجلات، وليس من الواضح وجود أي تحقيقات رسمية بهذا الاتهام.
وقال متحدث باسم بايدن، إنه يؤمن بحق النساء "في التعبير عن رأيهن" لكن الاتهامات المزعومة "بشكل قطعي، لم تحدث أبدا".
في المقابل ، وداخل أروقة معسكر ترامب ، المنافس الأشرس للرئيس الحالي جو بايدن ، لا تختلف الأزمات ولا تقل الفضائح الجنسية وتهم التحرش حدة.
الفضيحة الجنسية الأشهر التي يواجهها ترامب هي القضية المعروفة بـ "أموال الصمت"، حيث وجهت محكمة منهاتن في نيويورك إلى ترامب 34 تهمة تتعلق بدفعه أموال مقابل الصمت لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، التي تقول إنهما أقاما علاقة جنسية.
ورفض ترامب الادعاءات ووصفها أن "القضية المفبركة" وقال انها ببساطة جزء من مؤامرة للحزب الديمقراطي وتندرج في إطار تدخلهم في الانتخابات الرئاسية للاطاحه به وشن الرئيس السابق دونالد ترامب انتقادات لاذعة إلى إدارة الرئيس جو بايدن، وقال إن خصومه السياسيين "يسعون لتدمير" الأمة، وإنه لا توجد قضية ضده.
قضية اخري رفعتها الكاتبة الأمريكية جين كارول تتهم فيها ترامب باغتصابها فى التسعينيات، وهى الاتهامات التى ينفيها الرئيس السابق، بالإضافة الى قضية تشهير زعمت كارول ، التي رفعت الدعوى في نوفمبر، أن ترامب قام بالتشهير بها في منشور كتبه على منصته تروث سوشيال العام الماضي من خلال وصف مزاعمها بأنها "خدعة وكذبة" وقولها "هذه المرأة ليست من نوعي المفضل" عندما نفى ادعاءها بأن ترامب اغتصبها في التسعينيات.
وقالت امرأة أمام محكمة إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تحرش بها جنسيا أثناء رحلة بالطائرة في الولايات المتحدة أواخر سبعينيات القرن الماضي، وروت جيسيكا ليدز -البالغة حاليا 81 عاما- ما تعرّضت له قبل عقود، وذلك خلال الإدلاء بشهادتها في قضية كارول.
وقالت ليدز أمام المحكمة الفدرالية في مانهاتن إن ترامب تحسسها في قسم مسافري درجة رجال الأعمال خلال رحلة إلى نيويورك عام 1978 أو 1979، وأضافت "لم يدر أي حوار. حصل ذلك بشكل مفاجئ".
ووفقا للتقرير، اتهمت 26 امرأة على الأقل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بـ"سوء السلوك الجنسي"، بما في ذلك الاغتصاب والتحرش، منذ السبعينيات من ضمنهم ايفانا زوجته الأولى اتهمته خلال قضية الطلاق عام 1990 بالاعتداء عليها خلال حالة غضب.