حرص العديد من الحجاج المصريين والزائرين خلال فترة وجودهم في طيبة الطيبة ، على مشاهدة الجوامع والمعالم والآثار التاريخية، التي ارتبطت بالسيرة النبوية العطرة حيث تشكّل زيارة الأماكن الدينية والمعالم التاريخية محطات بارزة في رحلة الزائرين والحجاج القادمين للمدينة المنورة سواءً في موسم ما قبل الحج أو بعد أدائهم الفريضة، إذ تتحول الساحات المحيطة بجوامع قباء والقبلتين والمساجد السبعة وساحة شهداء أحد وغيرها من المعالم الدينية والتاريخية إلى ساحات لالتقاء المئات من ضيوف الرحمن من مختلف الجنسيات، للوقوف على آثار عظيمة يعود تاريخها إلى عهد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام, ومشاهدة معالم بارزة لا تزال قائمة تحظى بكل العناية والرعاية من الحكومة الرشيدة.
معالم بارزة في رحلة حجاج بيت الله الحرام (1)
وبدأ توافد ضيوف الرحمن إلى تلك المواقع بشكل منظم عبر حافلات تم تهيئتها لنقل الحجاج، كما يتواجد في الجوامع والمعالم والمزارات منسوبو الجهات التي تقدم خدماتها الأمنية والصحية والخدمة الميدانية لضيوف الرحمن، بدءاً بتنظيم حركة دخول وخروج الحافلات، والمساعدة في إرشاد الحجاج، والتعريف بتلك الأماكن بمختلف اللغات, إلى جانب الحرص على نظافة الساحات المحيطة بالأماكن التاريخية وتنظيم البسطات ومنع الافتراش أو الجلوس في الممرات وعرقلة حركة المشاة في تلك المواقع.
معالم بارزة في رحلة حجاج بيت الله الحرام (2)
وتعد أكشاك بيع التمور والأغذية والسلع مشهداً تقليدياً لاتخلو منه الساحات المحيطة بجميع المزارات والمعالم الدينية، إذ يحرص غالبية الزائرين على شراء احتياجاتهم من المستلزمات والهدايا لما تمثّله من ذكرى تخلّد زيارتهم لتلك المواقع التاريخية في طيبة الطيبة.
وأكد الحجاج المصريون بحج القرعة أنهم بصحة جيدة ويتحركون في المعالم المقدسة بسهولة، وهناك جهودا ضخمة يبذلها ضباط بعثة حج القرعة للعمل على راحتهم، بناء على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية.
معالم بارزة في رحلة حجاج بيت الله الحرام (4)
وهيأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي عددا من الوسائل للإسهام في حماية الزوار من حرارة الصيف.
وتعد منظومة التكييف ذات الكفاءة العالية أحد تلك الوسائل، حيث تبلغ مساحة المحطة المركزية للتكييف 70 ألف متر مربع، وتضم أكبر مكثف لتبريد الماء في العالم، ويوجد بها 6 مبردات، سعة المبرد الواحد منها 3400 طن، وتصل درجة تبريد الماء لخمس درجات مئوية، وتستخدم أحدث الطرق والتقنيات لتوزيع المياه الواردة من المحطة بشكل دقيق ومتناسق وآلي، لتصل إلى 151 وحدة لمعالجة الهواء وتوزيعه وتبريده، ويتم تبريد المسجد بالهواء المدفوع عن طريق الأنابيب المتصلة بأعمدة المسجد النبوي، ثم تستكمل دورة تبريد المياه بعودتهاعن طريق أنابيب معزولة لتصل إلى المحطة المركزية لتكتمل عملية التبريد.
وسائل وقاية الحجاج من حرارة الشمس (4)
كما تتوزع بساحات المسجد النبوي 250 مظلة ضخمة بارتفاع 15م و14م، ويبلغ وزن المظلة الواحدة 40 طنًا، تعمل بنظام آلي لوقاية المصلين في ساحات المسجد النبوي من حرارة الشمس، وحمايتهم من مخاطر الانزلاق والسقوط في حال نزول المطر، إلى جانب مراوح الرذاذ التي تعمل على تلطيف الأجواءوتخفيف الحرارة على المصلين، حيث يوجد في الساحات 436 مروحة رذاذ، وتخضع شبكة مياه الرذاذ المركزية للتعقيم المستمر لضمان جودة المياه فيها وخلوها من البكتيريا والمحافظة على سلامة زائريالمسجد النبوي.
وسائل وقاية الحجاج من حرارة الشمس (2)
ويتميز الرخام الأبيض (التاسوس) الذي يغطي المناطق المخصصة للصلاة في ساحات المسجد النبوي؛ بكونه عاكساً للحرارة والضوء، حيث يمتص الرطوبة عبر مسام دقيقة خلال الليل، وفي النهار يقوم بإخراج ما امتصه في الليل مما يجعله دائم البرودة في أوقات ارتفاع درجات الحرارة.
كما توفر وكالة شؤون المسجد النبوي 20 ألف حافظة لشرب مياه زمزم، وتصل إلى 22 ألف في أوقات الذروة، بالإضافة لمشربيات المياه في ساحات المسجد النبوي وعبوات الماء الموزعة على الزوار في أنحاءالمسجد النبوي لسقيا ضيوف الرحمن.
وسائل وقاية الحجاج من حرارة الشمس (5)
واستقبلت المدينة المنورة حتى نهاية شهر ذي القعدة أكثر من 744 ألف حاج, فيما يتواصل استقبال المزيد من رحلات الحج عبر مختلف المنافذ بالتزامن مع تصاعد وتيرة تفويج ضيوف الرحمن إلى المشاعر المقدسة هذه الأيام في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة.
وأطلقت وزارة الحج والعمرة عبر حسابها الرسمي فيلمًا سينمائيًّا ترحيبيًّا بضيوف الرحمن، تزامنًا مع قُرب توجه الحجاج للمشاعر المقدسة استعدادًا لأداء مناسك الحج.
وقال وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة: "بعد أيام قليلة سيصدح بتلك التلبية العظيمة ملايين المسلمين من كل أقطار العالم"، مؤكدًا أن المملكة - حكومة وشعبًا - تتشارك قدسية تأدية هذه الفريضة، وتسهيلها لكل ضيوف الرحمن، وترحب بهم في أكبر تجمع إسلامي عرفه التاريخ بأكثر من مليونَي حاج، قادمين من أكثر من 160 دولة حول العالم.
معالم بارزة في رحلة حجاج بيت الله الحرام (3)
وقدم وزير الحج والعمرة الشكر لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي العهد على متابعتهما الخِدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ليؤدوا مناسكهم بطمأنينة ويسر ضمن رحلة إيمانية ثرية.
وأوضح أن في الحج رحلة وارتحالًا، وقصة أمنيات ودعوات يجيش بها خاطر كل آتِ من الفج العميق، لافتًا النظر إلى أن عدد حجوزات الطيران للقادمين للمملكة لأداء مناسك الحج، بلغت 1.7 مليون حجز طيران، آمال أصحابها معلقة ببلوغ البيت العتيق، ليشهدوا منافع لهم، وهي منافع عديدة يسرها الله لضيوفه وشرف بها الطواقم السعودية لتقدم كل معاني الراحة واليسر والحج المبرور؛ مشيرا إلى أن عدد الممارسين الصحيين لخدمة ضيوف الرحمن يتجاوز أكثر من 32 ألف ممارس صحي وممارِسة.
وتطرق الربيعة إلى منظومة النقل في المشاعر مبينا أن المشاعر المقدسة الثلاثة ترتبط بمنظومة نقل متكاملة ومجهزة ببنية تحتية متكاملة، تُشعِر الحجيج بروحانية عالية وأمن ومشاعر سرور تبقى في ذاكرتهم مهما تعددت اللغات وتباينت الحاجات, ويأتي قطار المشاعر المقدسة الكهربائي الصديق للبيئة في مقدمة تلك المنظومة، إذ يتكون من 17 قطارًا موزعة على 9 محطات بطاقة تشغيلية تقدر بـ 72 ألف راكب في الساعة، بالإضافة إلى وجود حافلات النقل الترددي التي يتجاوز عددها 24 ألف حافلة.
معالم بارزة في رحلة حجاج بيت الله الحرام (1)
وأضاف: "سخّرت قيادتنا منظومة متطورة من الخِدمات والتجهيزات الصحية والأمنية والمدنية وبقدرات سعودية متميزة، وذلك في جميع المشاعر، وخصوصًا في مشعر منى التي تعد أكبر مدينة خيام في العالم، حيث تبلغ مساحة إسكان الحجاج فيها 2,192,000م2", وفي إطار تنمية الغطاء النباتي للمشاعر المقدسة، وتحسين جودة الهواء لضيوف الرحمن، تم تكثيف أعمال التشجير لتصل إلى 130 ألف شجرة، بهدف الارتقاء بخدمة الحجاج، وتمكينهم من تأدية مناسكهم بيسر وسهولة.
وأكد الربيعة أن الوزارة تعمل على راحة ضيوف الرحمن وتحقيق تجربة ثرية في الحج، لافتًا النظر إلى أن تلك المنجزات ليست وليدة هذه الأيام، بل هي جهد سنوات، بُذلت فيها كل الممكنات لتحقيق راحة الحجاج، ورُوعيت فيها كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، ثم ختم كلمته داعيًا الله أن يتقبل من الحجاج حجهم وأن يجعله مبرورًا ميسرًا.