** وزارة الخارجية تدعو لـ"تقاسم منصف" للأعباء والمسئوليات
إشادات دولية متتالية نالتها الحكومة المصرية لجهودها في ملف حماية اللاجئين وتوفير أسس الحياة الكريمة للهاربين من ويلات النزاعات في دول الجوار، وذلك في اطار الاحتفال باليوم العالمي ل
لاجئين .
وفي بيان لها الثلاثاء، أكدت وزارة الخارجية المصرية ضرورة تضافر الجهود الدولية لايجاد حلول مستدامة لقضايا اللجوء من خلال منظور شامل يراعي التكامل بين البعدين الإنساني والتنموي، وذلك في بيان لها الثلاثاء، احتفالا باليوم العالمي للاجئين.
وشددت مصر بحسب البيان علي ضرورة تعبئة الموارد اللازمة من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين، ودعم الدول المضيفة لهم انطلاقا من مبدأ التقاسم المنصف للأعباء والمسئوليات.
وذكر بيان الخارجية: "يحتفي العالم اليوم باللاجئين الذين اضطروا إلى ترك أوطانهم والفرار منها بحثا عن حياة كريمة وآمنة في دول أخرى. ويمثل هذا اليوم فرصة هامة لتسليط الضوء على معاناة هؤلاء الأفراد وتأكيد التضامن معهم ومع المجتمعات المضيفة التي تستقبلهم".
وتابع البيان : "ووسط سياق عالمي تتفاقم فيه الأزمات والكوارث الطبيعية، تواصل مصر فتح أبوابها لتوفير ملاذ آمن لأولئك الذين اضطرتهم الظروف لمغادرة بلادهم، وتتعامل معهم من منظور إنساني يكفل لهم العيش بكرامة على أراضيها.. وفي هذه المناسبة، تعيد مصر التأكيد على أهمية تضافر الجهود الدولية لإيجاد حلول مستدامة لقضايا اللجوء من خلال منظور شامل يراعي التكامل بين البعدين الإنساني والتنموي، كما تشدد على ضرورة تعبئة الموارد اللازمة من اجل تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين، ودعم الدول المضيفة لهم انطلاقا من مبدأ التقاسم المنصف للأعباء والمسئوليات".
وجددت مصر التزامها بمواصلة التعاون والتنسيق مع تلك المنظمات، وتعزز جهودها في مجال بناء السلم وتحقيق التنمية المستدامة، سعياً لمعالجة الأسباب الجذرية لظاهرة اللجوء.
كما ثمنت مصر ـ بحسب البيان ـ الشعار الذي أطلقته المفوضية السامية لشئون اللاجئين بمناسبة يوم اللاجئ هذا العام، "الأمل بعيداً عن الديار من أجل عالم أكثر شمولاً للاجئين"، وتعتبره بمثابة دعوة عامة لدعم اللاجئين ومساعدتهم والدول المستضيفة لهم لإعادة بناء حياتهم، حتى يتسنى لهم العودة بشكل طوعي وآمن إلى أوطانهم عندما تسمح الظروف بذلك.
من جانبها، أشادت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بجهود مصر في احتواء اللاجئين، حيث تطرق بيان للجامعة لأزمة السودان القائمة منذ شهرين ، وأكد ممثلوا الدول الأعضاء في عملية التشاور العربية على ما جاء في قرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري رقم 8915 في الشهر الماضي بشأن تطورات الوضع في جمهورية السودان، الذي تناول توفير الدعم الإنساني والطبي العاجل للمواطنين والنازحين داخل السودان، عبر السلطات المعنية، وكذلك للباحثين عن ملاذ آمن بدول الجوار التي تستقبل لاجئين لمساعدتها على تحمل الأعباء المتزايدة، فضلاً عن حث الدول المانحة على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، ويشيرون كذلك إلى قرارات المجالس الوزارية المتخصصة بهذا الشأن.
وأكد ممثلو الدول الاعضاء ضرورة العمل على تقليص تداعيات هذه الأزمة على المنطقة التي تواجه أصلاً موجات كبيرة من اللجوء والنزوح منذ أكثر من عقد من الزمان. كما يثمنون في هذا الإطار الجهود التي بذلتها الدول العربية لاستقبال اللاجئين، وخاصةً جمهورية مصر العربية، وكذلك إجلاء رعايا الدول العربية والأجنبية من السودان، وخاصةً المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية جيبوتي والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والجمهورية التونسية والمملكة المغربية، وكذلك جهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمفوض السامي الذي قام بزيارة الحدود المصرية السودانية يوم 28 مايو الماضي.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للاجئين بعد زيارة أجراها جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الاوروبية إلى مصر ، التقي خلالها مسئولين مصريين .
وخلال الزيارة أكد بوريل علي أن الازمة السودانية أحد أهم الملفات للجانب المصري الذي يستضيف عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين، مشددا على ضرورة مساعدة مصر في هذا الإطار، مشيرا إلى كرم الشعب المصري في استضافة السودانيين النازحين بسبب الازمة.
وشدد على أهمية وضع إطار لإيجاد حلول لبعض الأزمات، موضحا أن مصر ركنا أساسيًا عندما يتعلق الأمر بالقارة الافريقية لأن مصر دورها أساسي في حل كافة الصراعات ولا يمكن أي حل لأي أزمة دون توافق بين كافة الاطراف.
وأكد بوريل وجود دور رئيسي للاتحاد الأوروبي في التعاون مع مصر لوضع حد لعصابات الهجرة غير الشرعية، مشيرا لادراك الاتحاد الاوروبي لهذه المخاطر وضرورة وقف عصابات الهجرة غير الشرعية وحقوق الاطفال الذين يتم استغلالهم من المهربين، موضحا أن مصر تستطيع لعب دور بارز ومميز في هذا الإطار، مشيرا لاستضافة مصر الآلاف اللاجئين من دول مجاورة لها.
وأشاد المفوض السامى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندى، بالحكومة المصرية والشعب المصرى لما قدموه ويقدمونه للاجئين، لتمكينهم اقتصاديا، وقال: إنه مثال يحتذى به لحسن الضيافة والكرم والروح الإنسانية العالية لتوفير الملاذ الآمن لآلاف اللاجئين ولغيرهم من الأشخاص المجبرين على الفرار.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ناشد "فيليبو جراندى" المجتمع الدولي التكاتف مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني ودعاهم إلى مواصلة تقديم الدعم للاجئين، إذ تعمل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على تعزيز سبل كسب العيش والإدماج الاقتصادي للاجئين، كما تدعو إلى دعم حقهم في العمل وتقدم لهم المساعدة اللازمة ليصبحوا أكثر تكيفا ولتحقيق الاعتماد على الذات.
وأكد "فيليبو جراندى" أن الحكومة المصرية والمجتمع المدني لا تستطيعا تحمل أعباء اللاجئين بمفردهم، ويجب أن تكون هناك استجابة دولية قوية لمعاناة اللاجئين، ويجب أن تتوفر الموارد لمصر والهلال الأحمر المصري ووكالات الأمم المتحدة العاملة في مصر خاصة مفوضية اللاجئين التي تقود هذه الجهود الإنسانية بشكل مستمر.
وأكدت مفوضية شؤون اللاجئين أنها نجحت في العمل على تمكين عدد من اللاجئين إلى مصر من كسب رزقهم والمشاركة في الاقتصادات المحلية، من خلال العمل على إكسابهم مهارات في مجالات التسويق ودراسات الجدوى ومستحضرات التجميل وتصفيف الشعر للرجال، وتجهيز البن وبيع القهوة، وفتح أسواق داخل مصر وأخرى خارجها عبر الانترنت".
الجدير بالذكر أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقوم بحشد الدعم وجمع أصحاب المصلحة وتشجيع التعاون فيما بينهم بالتنسيق مع الحكومات والجهات الفاعلة في المجالين الإنساني والتنموي والقطاع الخاص وشركاء آخرين لتحسين إدماج اللاجئين وقدرتهم على الوصول إلى فرص العمل وريادة الأعمال والخدمات والبرامج ذات الصلة.