تمتلئ المتاحف بتماثيل الرؤوس الخالية من الأجسام أوالأجساد مقطوعة الرأس التي يعود تاريخها إلى العصر الروماني، ووصفت ديانا كلاينر في كتابها "النحت الروماني": " تماثيل مقطوعة الرأس، وتثير هذه التماثيل إحساسًا بالغموض والتفتت، مما يسمح لنا بإلقاء نظرة خاطفة على الماضي ويجعلما نطرح سؤالاً.. لماذا نجد التماثيل الرومانية غالبًا بدون رؤوسهم والعكس صحيح؟..
يعود انتشار التماثيل الرومانية مقطوعة الرأس إلى التاريخ المعقد والسياق الثقافي لروما القديمة، من أكثر التفسيرات التي يتم الحديث عنها التشويه المتعمد للتماثيل، حيث كانت التماثيل ترمز إلى سلطة الدولة، وساعد تشويه أو قطع رأس التماثيل على ممارسة السيطرة ومحو ذاكرة الأفراد، خاصة في أوقات تغيير النظام. اشتهر الكوشيون بقطع رأس تمثال للإمبراطور أوغسطس ووضعوه تحت درجات المعبد لكي يدوسوا عليه رمزيا، وفقا لما ذكره موقع Ancient orgnins.
ومن جانب أخر، أثرت عوامل التعرض والإهمال والتآكل والحرب على التماثيل التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، مما أدى إلى فقدان المزيد من المكونات الهشة، بما في ذلك الرؤوس والأنوف والأطراف. بسبب الحفريات الأثرية المجزأة لذلك فإن وفرة الرؤوس المفقودة في المعارض في جميع أنحاء العالم ليست مفاجئة، كما أن هناك أدلة على أن المهربين قد قطعوا الرؤوس من الجثث للحصول على قطعتين أثريتين يمكن بيعهما.
ما قد يكون مفاجئًا هو أن الرومان العمليين دائمًا صمموا ببراعة بعض التماثيل برؤوس قابلة للتبديل لتجنب تكلفة إنشاء تماثيل جديدة عندما يتولى حاكم جديد السلطة، كان جزء الجسم من هذه التماثيل متعدد الاستخدامات ، مما سمح لها بإعادة توجيهها بمرور الوقت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة