تزامنا مع انطلاق حجاج بيت الله الحرام من كل فج عميق نحو الأراضى المقدسة لإتمام الركن الخامس والأخير من أركان الإسلام الخمسة، كان قديما يوجد عدة مسارات وطرق للوصول إلى الأراضى المقدسة منها فى البحر الأحمر مسارين مهمين وتاريخيين، منذ عدة قرون مضت، وهما ميناء عيذاب التاريخى والقصير القديم.
من جانبه قال محمد أبو الوفا مدير اثار البحر الأحمر السابق أن ميناء عيذاب جنوب البحر الأحمر، حسب الكتب والمؤرخين وما تبقى من مخربشات وكتابات على الصخور القديمة يقع فى النطاق الجغرافى ما بين حلايب وشلاتين وتحديدا منطقة أبو رماد.
وأضاف أن تلك الميناء شيدته قبائل البجا قاطنة الصحراء الشرقية "صحراء عيذاب "بعدما دخل الرومانيين لصحرائهم، وضيقوا عليهم فى رزقهم من المراعى وبيع وشراء الدواب واستخراج الذهب، وأنشئ فى الأصل لبيع لتوابل والأعشاب والعبيد للبلدان الأخرى.
وأوضح أن المقريزى أشار إليه قائلا إن تلك الميناء هو أهم ميناء مزدهر يربط طريق عيذاب الدولى بموانئ اليمن مع الهند والبحر الأبيض المتوسط، واستخدم بعد ذلك للحج حيث ظل أهم موانئ الحجاج إلى مكة لمدة أربعة قرون من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر الميلادى، وخاصة بعد أن أغلق الصليبيون الحج عن طريق الشام.
وأضاف، أن طريق الحج من ميناء عيذاب سلكه الكثير من الرحالة والعلماء منهم ابن بطوطة وقبله ابن جبير والتجيبى، لكن توقفت قوافل الحج بعد ذلك بعدما دارت الحروب بين المماليك وقبائل البجة اضطر للعودة من حيث أتى للحج على درب طرق الشام.
كذلك ميناء القصير القديم الذى يعد اهم مسارات الحجاج البحرية للاراضى المقدسة من ساحل البحر الأحمر، ومن جانبه قال وصفى تمير من أهالى مدينة القصير، والمهتمين بتراثها أن بداية مرور كسوة الكعبة من مدينة القصير من خلال مينائها كانت عقب اندلاع الحروب الصليبية فى بلاد الشام، والتى تسببت فى غلق الطريق البرى بين مصر وبلاد الحجاز.
وأضاف اذن مدينة القصير أن عقب توقف الطريق البرى بين مصر وبلاد الحجاز، توقفت رحلات الحجاج من المرور من خلالها، وكذلك توقف إرسال كسوة الكعبة من خلالها، سلك حجاج بيت الله مراكب فى نهر النيل من القاهرة حتى مدينة قوص بقنا ومنها بالجمال لميناء عيذاب قديما أقدم ميناء بحرى على ساحل البحر وبعد عدة سنوات أصبح سفر الحجاج من ميناء القصير، ومن خلاله كانت ترسل كسوة الكعبة للحرم المكى.
وأوضح، أنه فى التوقيت التى كانت ترسل فيه كسوة الكعبة من ميناء القصير كان حجاج بيت الله الحرام يغادرون لأداء الحج من الطريق نفسه، حيث ازدهرت التجارة بمنطقة القصير، حتى أنها عرفت أنها أكبر مدينة تجارية على ساحل البحر الأحمر فى تلك التوقيت.
وتابع: تلك التوقيت كانت التكية المصرية فى بلاد الحجاز ما زالت موجودة، حيث كانت ترسل كسوة الكعبة من مصر وترسل معها مراكب تحمل كل مركب حوالى ألفين ونصف أردب من القمح والعدس والفول والشعير والزبد لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
احتفالات اهالى القصير كل عام لمرور كسوة الكعبة
خزان مياه قديم بميناء عيذاب
رسومات وتابعت قديمة تدل على مكان وجود عيذاب
صورة قديمة لمرور كسوة الكعبة بمدينة القصير
مدافن قديمة بعيذاب
ميناء القصير القديم
ميناء القصير القديم