أشاد المدير التنفيذى لمهرجان "جرش" بالأردن أيمن سماوى، بالعلاقات المصرية الأردنية، مؤكدًا أنها علاقات تاريخية ومتجذرة ودائمًا فى تطور لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، مشيرًا إلى أن فى إطار قوة هذه العلاقات والحرص الدائم من الأردن على تقويتها وتعزيزها تم اختيار مصر لتكون ضيف شرف الدورة القادمة للمهرجان فى دورته الـ (37)، موضحًا أن هذه أول مرة فى تاريخ دورات المهرجان تكون دولة ضيف شرف.
وقال سماوى -فى حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان- إن قوة هذه العلاقات وتاريخها الطويل انعكس على التعاون والتنسيق بين البلدين في كافة المجالات بتوجيهات من قيادتي البلدين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأعرب عن اعتزازه وتقديره لاستضافة مصر كضيف شرف للمهرجان في تلك الدورة؛ لما تحمله مصر من قيمة ثقافية وفنية كبيرة محل فخر واعتزاز للأردن وشعبه، مشيرًا إلى أن الشعب الأردني يعشق مصر ونيلها وفنها، والحديث عن الموروث الثقافي المصري يحتاج الكثير ولن يوفيه.
وكشف عن أن مشاركات مصر في الدورة المقبلة من المهرجان ستكون كبيرة ومتنوعة من كافة الفنون المصرية، موضحًا أن المشاركة ستكون من خلال معرض تراثي مصري وصور وتبادل ثقافي، بالإضافة إلى فرقة "طبلة الست" الشهيرة بمصر.
وأوضح سماوي أن هناك العديد من الفنانين المصريين المشهورين ضمن برنامج المهرجان والمشاركة المصرية، ومنهم الفنان الكبير هاني شاكر، وأحمد شيبة، والفنانة مروة ناجي، كما تشارك مصر من خلال فرقة الموسيقى العربية التابعة لدار الأوبرا مكونة من 4 مطربين، ما يؤكد أهمية وجود الأوبرا المصرية في المحافل العربية.
وأشار المدير التنفيذي لمهرجان (جرش)، إلى أن ما يميز المهرجان هذا العام هو حالة التنوع في البرنامج الثقافي واستضافة نخبة هائلة من الشعراء العرب المتمكنين من معظم الدول العربية ومنهم شعراء من مصر، مشددًا على ضرورة عرض الموروثات الثقافية من مصر والأشقاء العرب للتعارف والتبادل الثقافي وتبادل الخبرات للاطلاع والمعرفة.
وحول التبادل الثقافي بين مصر والأردن وانعكاس ذلك على المهرجان.. لفت أيمن سماوي إلى عمق العلاقات المصرية الأردنية منذ زمن وخاصة فيما يخص وزارة الثقافة، مؤكدًا وجود حالة من التجانس والتفاهم واللغة المشتركة والتوافق الفكري العالي بين القاهرة وعمان، ما ينعكس على كافة الفعاليات الثقافية سواء في مصر أو الأردن.
ونوه بأن الأردن كان ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي عقد هذا العام، وافتتح رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي الجناح الأردني، وأشاد بالموروث الأردني وطبيعته التي لا تختلف كثيرًا عن مصر بحكم العلاقات والتقارب بين الشعبين الشقيقين.
وتابع أنه شخصيًا وبحكم علاقاته القوية مع الأشقاء في مصر بعيدًا عن المناصب الرسمية يعمل على تعزيز التعاون بين البلدين، ما يسهم في نجاح التعاون والتنسيق الرسمي بين المؤسسات بعضها البعض، مؤكدًا أن هناك حرصًا مصريًا على تعزيز التعاون مع الأردن والعكس أيضًا.
ورأى أن قوة العلاقة بين القيادتين في الأردن ومصر وحالة الحب بين الشعبين والتفاهم في المواقف ووحدة الصف العربي تنعكس دائمًا على العلاقات بين القاهرة وعمان، ومن ثم يكون الانعكاس أيضًا على الفعاليات المشتركة والمشاركات الرسمية أيضًا.
وبشأن مراحل الإعداد للمهرجان مع قرب انطلاقه الشهر القادم.. كشف المدير التنفيذي للمهرجان، عن أن الأمور تسير بشكل ممتاز ووصلنا إلى التجهيزات النهائية ولا ننتظر سواء موعد الانطلاق عبر فريق عمل في كافة قطاعات إدارة مهرجان جرش، وبدعم من وزيرة الثقافة هيفاء النجار، والتي تتابع الأمور بكل دقة وتسهم بكل قوة في نجاح المهرجان قبل أن يبدأ.
وأكد اكتمال كل برنامج فعاليات المهرجان وكافة الاتفاقات الخاصة به، مشيرًا إلى أن كل مسارح المهرجان مكتملة والفنادق وحركة الطيران وغير ذلك من الأمور الفنية والإدارية.
ولفت سماوي إلى أن موعد الافتتاح الرسمي سيكون يوم 26 يوليو القادم بحضور كافة المسئولين ورؤساء الوفود والضيوف أيضا، مشيرا إلى أن تذاكر المهرجان للجمهور ستكون مطروحة "أونلاين" مع توافر كل وسائل الراحة للحاضرين والضيوف وهو كل ما نسعى إليه.
وحول الدول المشاركة والفنانين المزمع حضورهم.. قال إن هناك ما لا يقل عن 20 دولة ستشارك في فعاليات المهرجان وستقدم الفلكلور الخاص بها، مشيرا إلى أن هناك حوالي 340 فعالية ومشاركة من الفنانين الأردنيين سواء في مسارح (جرش) أو أماكن ثقافية أخرى، حيث إن مهرجان سيكون في عموم المدن الأردنية.
ولفت إلى مشاركة عربية عبر فناني من عدة دول مثل الفنان السعودي خالد عبد الرحمن، والنجوم جورج وسوف، ونجوى كرم، ووائل كفوري، وراغب علامة، وديانا كرزون، وزينة عوض، ونداء شرارة وغيرهم.
وأردف أن عدد المشاركين في المهرجان يفوق الـ 2700 سواء عرب أو أجانب أو أردنيين ويصل عدد المشاركين العرب حوالي 850 مشاركا، موضحا أن دورة مهرجان هذا العام بها العديد من الأفكار الجديدة، ومنها على سبيل المثال موافقة بعض السفارات المعتمدة لدى الأردن على المشاركة عبر اللجنة الثقافية بها من خلال تقديم موروثها وتراثها الثقافي في المهرجان ومنها: مصر والسعودية وقطر والعراق الأردن المكسيك واليابان وسلطنة عمان وغيرها.
وحول أعداد الحضور من الجمهور وتجنب الزحام.. أوضح المدير التنفيذي لمهرجان (جرش)، أن هناك حرصا شديدا من إدارة المهرجان على تجنب الزحام، والعمل على راحة الجمهور وأمنه، وتحقيق الغرض الأساسي من المهرجان هو الاستمتاع ومشاهدة التراث العربي.
وقال إنه تم طبع ألفي تذكرة فقط للحفلة الواحدة، بالإضافة إلى حضور الداعمين والضيوف، والذي قد يقدر عددهم ألف فرد، وبالتالي ستكون الأجواء أكثر تنظيما وأقل زحما، حيث يتسع المدرج لـ 4 آلاف متفرج، مشيرا إلى وجود أكثر من 500 منظم لخدمة الحضور، مؤكدًا حرص الحكومة الأردنية على نقل التراث الأردني إلى العالم، وليس الهدف من المهرجان تحقيق الربح المادي، والدليل على ذلك أن معظم المسارح مجانا للجمهور المشارك.
وحول الخطة الاستراتيجية الخاصة بمواجهة كل الأخطاء السابقة.. قال أيمن سماوي إنه سيبذل قصارى جهده للوصول إلى أقرب درجة من الرضى وتفادي الأخطاء السابقة، مشيرا إلى أن أي عمل بشري ربما تكون فيه أخطاء، ولكننا نحرص على تفاديها وبسرعة وعدم تكرار أخطاء الماضي.
وكشف عن أن هناك شركة متخصصة لإدارة المشهد، وهي على دراية عالية بكيفية التنظيم وترتيب المداخل والمخارج، وقادرة على أن تقوم بالمهمة بشكل صحيح، متعهدا بأن يظهر الأردن في أزهى صوره من خلال المهرجان، كما ظهر في حفل زفاف ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله.
وردا على سؤال فيما يمكن الاستفادة من حفل زفاف ولي العهد وكيف سيتم استغلاله لإيصال رسالة إلى العالم عن التراث الأردني من خلال المهرجان أيضا كما حدث في الحفل.. قال سماوي إن الهاشميين والأردنيين قدموا نموذجا للعالم فريدا ونادرا في التواضع والبساطة التي كانت في كل الاحتفالات بمناسبة زفاف ولي العهد من الحنة وحتى مراسم حفل الزفاف.
ورأى أنها كانت رسالة إلى العالم وقدمت باحترافية عالية، واحتفل الشعب الأردني كله ونزل الشارع بعفوية وحب لأن الشعب الأردني يحب العائلة الهاشمية بشكل مطلق وخاصة ولي العهد، مشيرا إلى أن شعار المهرجان قائم على حفل الزفاف من خلال شعار "يستمر الفرح" في إشارة إلى استمرار أفراح الأردن بزفاف ولي العهد.
واختتم سماوي قائلا: "مهرجان جرش هو لؤلؤة المهرجانات العربية لتنوع المشهد الثقافي، ولأنه لا يكتفي فقط باستضافة الفنانين أو المطربين العرب بل متنوع في فعالياته الثقافية من ندوات وحوارات سياسية وثقافية واهتمام بالطفل والعائلة، كما يقدم الموروث الثقافي الأردني والتراث بأبهى وأزهى صوره"، موجها رسالة إلى الجمهور الأردني والعربي مفادها بأنه يجب انتظار مهرجان (جرش) من الآن نظرا لما فيه من فعاليات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة