** البابا بطرس رفض الحماية الروسية للكنيسة المصرية في عهد محمد على
** البابا كيرلس الرابع أنشا المدارس العامة والفنية للمسلمين والأقباط
** البابا كيرلس الخامس رفض عرض الحماية البريطانية للأقباط وقت الثورة العرابية
** البابا كيرلس السادس يصطحب وفد من المطارنة لإقناع عبدالناصر بعدم التنحى
** البابا تواضروس الثانى بعد الأحداث الإرهابية: "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"
"مصر ليست وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا" .. "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن" مقولات وطنية لا يمكن أن ينساها جموع المصريين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فهى مقولات أكدت على وحدة وتماسك وترابط وقوة الشعب المصرى بمسلميه ومسيحيه على مدار التاريخ، فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية تتمتع بقدر عالى جدا من الوطنية على مدار تاريخها ومواقف أثبتها بطاركة الكنيسة فى كثير من المجالات.
الاهتمام بالنيل
وتذكر العديد من الروايات التاريخية أن الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان عندما تقابل مع القديس العظيم الانبا بولا سأله عن مصر واحوالها وسأله عن فيضان النيل ومجيئه في موعده وتكررت نفس القصة مع القديس الأنبا مقاريوس الكبير عندما تقابل مع اثنين من الآباء السواح في البرية.
الانتماء للشعب
في عصر البابا أثناسيوس الرسولى البطريرك العشرون من بطاركة الكنيسة القبطية، وعندما أراد الملك قسطنطين تصدير القمح إلى القسطنطينية تصدى له القديس أثناسيوس الرسولى ورفض قائلا " إن قمح مصر أولى به الشعب المصرى من شعب القسطنطينية مما أثار غضب الملك قسطنطين وأمر بنفيه إلى مدينة تريف "وكان هذا هو النفى الأول من بين خمس مرات نفى فيها البطريرك القديس".
الاستشهاد من أجل الوطن
وتذكر العديد من الرويات التاريخية أن هناك جندي مصري من القرن الثالث يدعى بيجول من إحدى قرى محافظة المنيا تعرض للتعذيب البدنى الشديد في عصر الإمبراطور دقلديانوس، ولكنه تحمل الآلام بشجاعة نادرة، فأغتاظ منه الإمبراطور بشدة فوجه إليه الحديث قائلا "الويل لأرض مصر التي جئت منها" ومن وسط العذابات الشديدة يصرخ الجندى البطل في وجه الإمبراطور قائلا: "لا تسب أرض مصر" فيزداد الإمبراطور بشراسة وينهض من على كرسيه ويأمر بقطع رأسه لينتهى الأمر باستشهاده.
الروح المصرية
جاء الفن القبطى يحمل طابعا شعبيا معبرا عن الروح المصرية الأصيلة، وحمل سما مستقلة عن الفن البيزنطى ونفس الأمر انعكس على الموسيقى القبطية والعمارة القبطية
إحياء القومية
جاء القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين والملقب بـ "أبو الأدب القبطى وطالب باستخدام اللغة القبطية في الكتابة وفى الصلوات الكنسية وذلك بدلا من اللغة اليونانية
الاعتزاز بالهوية المصرية
في أوائل القرن السابع الميلادى ظهر القديس يوحنا أسقف "نقيوس" والملقب في التاريخ "يوحنا النقيوسى" وكتب كتابا شهيراً بعنوان "تاريخ العالم القديم" أظهر فيه اعتزازه الشديد بمصريته إذ اعتبر أن الشعب المصرى هو:
أول من صاغ الذهب وأول من بحث عن المناجم وأول من صنع آلات الحرب وأول من شق القنوات وأول من عرف الزراعة وعلمها للعالم وأول من بنى الأهرامات وأقام المدن "ذكر منها مدينة هليوبوليس مدينة أبو صير مدينة سمنود إلخ.. "
إعلاء مصلحة الوطن
في أثناء الحروب الصليبية على مصر، أبلى الأقباط بلاء حسنا في القتال مع إخوانهم المسلمين ضد حملات الصليبيين على مصر وشاركوا في الدفاع عن التراب الوطنى ضد المعتدى الصليبى في صف واحد مع إخوانهم المسلمين ولشدة غضب الصليبين من عدم تعاون الأقباط معهم قاموا بمنعهم من زيارة الأراضى المقدسة في فلسطين أثناء احتلالهم لها، وقيل أيضا أن الملك صلاح الدين الأيوبى قد أهدى الأقباط دير السلطان في القدس كمكافأة لهم على حسن بلاءهم في القتال مع إخوانهم في الوطن.
عصر محمد على
وفى عصر الوالى محمد على وأثناء حبرية البابا بطرس الجاولى البطريرك الـ 109 من سلسلة بطاركة الكنيسة القبطية زاره يوما سفير روسيا وعرض عليه حماية القيصر الروسى للأقباط وكنيستهم فسأله البابا بطرس في رفق "هل ملككم هذا يموت أم يعيش إلى الأبد ؟" فتعجب السفير الروسى من السؤال ثم أجابه قطعاً يموت مثل سائر البشر فأجابه البابا بطرس " إن كان فيصر روسيا يموت فنحن نفضل أن يكون حامى الكنيسة هو راعيها الإله الحقيقى الذى لا يموت" فبهت السفير الروسى من حكمة البابا وذهب إلى الوالى محمد على فسأله عما أعجبه بمصر/ فاجابه لم تدهشنى عظمة الأهرامات ولا ارتفاع المسلات بل أثرت في زيارتى حكمة البطريرك وروى له ما حدث ففرح الوالى وقام بزيارة البابا في البطريركية وقدم له الشكر على موقفه الوطنى برفضه الحماية من الخارج فرد عليه البابا لا تشكر من قام بواجبه نحو بلاده فتأثر الوالى ورفع من قدر البابا في مصر وقتها.
المشاركة في التنمية
ويذكر التاريخ أن البابا كيرلس الرابع والملقب بـ "أبى الإصلاح" فهو البطريرك الذى سعى لإنشاء المدارس القبطية العامة والفنية ويلتحق بها المصريون جميعا مسلمون وأقباطاً دون أى تمييز وكان سابقا لعصره حين أنشا أول مدرسة لتعليم البنات وذلك عام 1858 وكان بذلك سابقا لدعوة قاسم أمين إلى ضرورة تعليم المرأة وسابقا لإنشاء وتأسيس أول مدرسة لتعليم البنات عرفت في مصر وهى المدرسة السنية بحوالي 15 عام إذ تأسست مدرسة السنية عام 1873.
وكان البابا كيرلس الرابع سابقا لعصره فى إحضار مطبعة من الخارج لطبع الكتب ونشر الفكر والثقافة وكانت ثالث مطبعة في مصر بعد مطبعة الحملة الفرنسية ومطبعة بولاق.
الثورة العرابية
وعاصر البابا كيرلس الخامس الثورة العرابية سنة 1881 وثورة 1919 وذكرت عنه الكتب والمراجع التاريخية أنه كان رجلا وطنيا مخلصا لبلاده، وطوال سنوات حبريته كانت مشاركته إيجابية في كل قضايا الوطن ورفض العرض الذى قدمه اللورد كرومى بوضع الأقباط تحت الحماية البريطانية ومحاولات اللورد كتشنز قبول الكنيسة القبطية حماية كنيسة إنجلترا لها فكان رد قداسته على اللورد " يا ولدى إن الأقباط والمسلمين منذ أقدم العصور يعيشون جنبا إلى جنب في البيت الواحد يتعايشون معا وفى غرفة واحدة يأكلون من أرض طيبة واحدة ويشربون من نيل واحد ويتلاحمون في كل ظروف الحياة في السراء والضراء ولن يستطيعوا أن يستغنوا بعضهم عن بعض، ولن نطلب نحن الأقباط حماية إلا من الله ومن عرض مصر".
البابا كيرلس والرئيس عبدالناصر
تميز عصر البابا كيرلس بالعلاقة الطيبة مع الرئيس جمال عبدالناصر وحينما أعلن تنحيه عن رئاسة الجمهورية في 9 يونيو 1967 توجه قداسة البابا ومعه وفد من المطارنة والأساقفة والكهنة إلى رئاسة الجمهورية وأعلن تمسكه بالرئيس عبدالناصر وحينما استجاب الرئيس عبدالناصر إلى مطالب الشعب بالبقاء في منصبه توجه قداسته إلى القصر الجمهورى لتهنئته وأمر بدق الأجراس ابتهاجا بهذه المناسبة وأثناء حرب الاستنزاف أرسل برقية للجنود على خط النار يشجعهم فيها ويحثهم على مواصلة القتال من أجل الوطن.
وعند وفاة الرئيس عبدالناصر في 1970 توجه على رأس وفد من المطارنة والأساقفة وسجل كلمة في سجل التشريفات ينعى فيها الرئيس وفى 12 أكتوبر 1970 أعلن تأييد الكنيسة لترشيح الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
البابا شنودة الثالث بابا العرب
ويعتبر البابا شنودة الثالث واحداً من أكثر بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الوطنية على مدار توليه البطريركية فكان له دور بارز فى انتصار أكتوبر 73 وحرص على المشاركة فى جميع المناسبات الوطنية ، حيث قام بزيارة عده مرات للجنود بالجبهة قبل حرب 1973 والتقى الجنود والقادة ، ووفرت الكنيسة مساعدات من الادوية أثناء فترة الحرب.
ويعتبر من أكثر المقولات الوطنية التي اشتهر بها قداسة البابا شنودة الثالث "مصر ليست وطنا نعيش فيها بل وطن يعيش فينا".
وكان للبابا الراحل شنودة الثالث العديد من المواقف الوطنية ليس فقط تجاه الوطن بل وتجاه الدول العربية ، وكان من اهمها موقفة الوطنية تجاه القضية الفلسطينية ومقولته الشهيرة "لن ندخل القدس إلا وأيدينا فى أيدى إخواننا المسلمين" ومنعه زيارة الأقباط للقدس رغم كل المعارضة من اتجاهات متعددة حتى لقبه العرب ليس فقط بابا الكنيسة الارثوذكسية بل لقبه بـ " بابا العرب " نظرا لمواقفه الوطنية.
البابا تواضروس
وظهرت حكمة البابا تواضروس الثاني بعد شهور من تجليسه على الكرسي المرقسى للكنيسة، وذلك عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتعرض الكنائس المصرية لهجوم شرس من قبل جماعة الإخوان، حيث أظهر عشقه للوطن ومدى حكمته للمرور من تلك الأزمات المريرة، وأطلق مقولته الشهيرة «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، مؤكدًا أن حرق الكنائس مجرد تضحية بسيطة يقدمها الأقباط من أجل الوطن.
وللبابا تواضروس العديد من المواقف الوطنية فى العديد من الأزمات منها حادث تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر 2016 ، حيث أعلن وقتها وقوفه بجانب الدولة ومؤسساتها في محاربة الإرهاب، وإيمانه بالدور الكبير الذي تقدمه الدولة للعبور من تلك الأزمات.
وقال وقتها: "إن الجماعات الإرهابية التى هاجمت الكنيسة البطرسية تجردت من المشاعر وأوجه الإنسانية"، مؤكدا أن الشعب المصري معروف عنه في مثل هذه الظروف الوقوف جنبًا إلى جنب، ولم تؤثر على وحدة أبناء الوطن.
وعقب وقوع الحادث الإرهابي الذي وقع نوفمبر 2017 بمسجد الروضة بالعريش، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن دق جميع أجراس الكنائس، وذلك تضامنا مع الأخوة في الوطن، وحزنا على أرواح شهداء مسجد الروضة بالعريش.