يحكى كتاب The Song of the Cell أو "أغنية الخلية" للمؤلف سيدهارتا موخيرجى قصة حية ومثيرة ومشوقة عن الوحدة الأساسية للكائن الحى، وهى الخلية فى كتاب يحقق أعلى المبيعات منذ صدوره قبل شهور حتى أنه تم اختياره كتاب العام من نيويورك تايمز وديلى تيليجراف والإيكونوميست.
ويبدأ الكاتب القصة من تاريخ اكتشاف الخلية فى أواخر القرن السابع عشر حين نظر عالم إنجليزى بارز هو "روبرت هوك" وتاجر ملابس هولندى غريب الأطوار "أنتونى فان ليفنهوك" أسفل مجاهرهم المصنوعة يدويًا، وكان ما يرونه يقدم مفهومًا جذريًا يغير علم الأحياء والطب إلى الأبد إذ كانوا يكتشفون حقيقة أن الكائنات الحية المعقدة عبارة عن تجمعات من وحدات صغيرة قائمة بذاتها وذاتية التنظيم كما أن أعضائنا وعلم وظائف الأعضاء لدينا مبنية من هذه الخلايا.
وأعلن اكتشاف الخلايا ولادة نوع جديد من الأدوية، كما تبدى بوضوح أن السكتة القلبية، والزهايمر، والإيدز وسرطان الرئة جميعًا نتائج لخلل فى خلايا أو لوجود نظام بيئي خلوي يعمل بشكل غير طبيعي ويمكن علاج كل شيء عن طريق التلاعب العلاجي بالخلايا ولا تزال هذه الثورة في بيولوجيا الخلية جارية: فهي تمثل أحد أهم التطورات في العلوم والطب.
ينتقل الكاتب إلى ربيع عام 1858 حيث نشر العالم الألماني رودولف فيرشو رؤية غير تقليدية لطبيعة الكائنات الحية في كتابه "علم الأمراض الخلوية"، حيث جادل بأن جسم الإنسان هو ببساطة "حالة خلوية تكون فيها كل خلية مواطنًا، وقال إنه من منشأ واحد يتم اشتقاق جميع الخلايا الأخرى وعندما تتعطل وظيفتها غالبًا ما ينتج المرض.
أصول حجج فيرشو مثيرة للاهتمام فهو طبيب منعزل وتقدمي ولطيف الكلام وتجنب العمل في الكنيسة لأنه كان يعتقد أن صوته ضعيف جدًا، بحيث لا يمكن الوعظ لكنه دافع عن قضية الصحة العامة وشجع التفكير الحر، أدت آرائه إلى اشتباكات متكررة مع السلطات الألمانية، غضبً بشكل خاص بسبب فشلهم في معالجة تفشي التيفود ، أُجبر فيرشو على الاستقالة من منصبه في المستشفى في برلين.
بدأ فيرشو المنفي إلى ضاحية فورتسبورج، العمل على كتابه فقد حان الوقت للطبيب الشاب الذي أنتج عملاً من شأنه أن "ينفجر في عالم الطب"، على حد تعبير سيدهارتا موخيرجي من خلال إظهار أن الخلية هي موضع كل الأمراض، قدم فيرشو رؤية جديدة لعلم وظائف الأعضاء البشرية ومن خلال القيام بذلك، أطلق العنان لكتيبة من العلماء الذين تابعوا أفكاره للكشف عن الأدوار الحاسمة للخلايا، وشملت هذه الأعمال أبحاث جون سنو عن الكوليرا في لندن لويس باستير في باريس.
في وقت لاحق في القرن العشرين، قام الباحثون بالتحري عن كثب وبدأوا في النظر داخل الخلايا بدقة أكبر، كان فيرشو أول من اقترح أن السرطانات ناتجة عن انقسام الخلايا بشكل لا يمكن السيطرة عليه، بعد قرن من الزمان كان العلماء يحددون بدقة المسارات التي ينطوي عليها هذا الإلحاح الضال وهو العمل الذي استمر حتى يومنا هذا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة