صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، رواية "عزيزتى آنتونيا" من تأليف الروائية الإنجليزية ويلا كاثر، ومن ترجمة الدكتورة سهير القلماوى.
وجاءت الرواية فى خمسة كتب تبدأ بحكاية آل شميردا وعائلتها التى قدمت إلى نبراسكا، وتنتهى بحكاية أبناء كوزاك، وكأنها تسرد سيراً كاملاً لشخوص تقاطعت حيواتهم واختلطت مع التبدلات العميقة فى تلك البرارى الشاسعة والمدن الريفية التى كانت مسرحاً لحكايات الكثير من المهاجرين.
تحكي رواية "عزيزتي آنتونيا" قصة عدد من العائلات المهاجرة التي وصلت إلى أميركا لتستقر في مقاطعة نبراسكا النائية، وتركز كاثر على عائلة شميرداس القادمة من البلقان وابنتهم الكبرى أنتونيا، والشاب جيم من عائلة بردن الذي يقوم بدور الراوي.
في القطار المتجه إلى نبراسكا، التقى جيم وكان في العاشرة من عمره بآنتونيا وعائلتها عند الوصول إلى نبراسكا يتجه جيم الذي توفي والداه في لندن إلى مزرعة جده لبدء حياة جديدة، وتستقر عائلة شميرداس في مزرعة بالجوار، ينجذب جيم منذ البداية إلى أنتونيا التي تكبره بأربع سنوات، ويعجب بروحها الحرة وحيويتها ومن خلال حبهما المشترك للطبيعة والبراري تنشأ بينهما صداقة متينة وكذلك الأمر بين العائلتين.
وفى أحد الأيام يطلب والد آنتونيا الذي يتمتع بالذكاء والنبل من جيم أن يعلم ابنته اللغة الإنجليزية، ويلاحظ جيم الصعوبات التي تواجهها عائلة شميرداس، وقبل بدء العام الجديد ينتحر والد أنتونيا، وعلى الرغم من تلك الفجيعة التي أصابت الأسرة، تنزل أنتونيا إلى العمل في الحقول وتصر على تجاوز الأزمة وتحسين ظروف أسرتها.
ومع قرار الأهل في الانتقال إلى مدينة بلاك هوك للبحث عن عمل يتناسب وسنهما انتقل معهما جيم بعد حصوله على منحة دراسية لتفوقه العلمي، وفى المدينة نجحت الجدة في تخليص أنتونيا من عملها الشاق بالعثور لها على عمل كطاهية لدى العائلة الثرية هارلينج التي تعيش في الجوار.
وتكتسب آنتونيا بشخصيتها المنطلقة وإخلاصها فى العمل حب العائلة وعلى الأخص سيدة الأسرة المتميزة بطيبتها وفكرها المنفتح، وبعد مضي أعوام، تصل إلى المدينة عائلة تعمل على تنظيم حفلات راقصة في خيمة كبيرة، ونظرا للفوارق الطبقية التي تحكم أفراد المجتمع فلم يكن متاحا للعاملات في الخدمة التواصل مع الشبان والشابات من جيلهن سوى في حفلات الرقص تلك، وفيها كانت تلتقي وصديقتها في الخدمة لينا لينغارد بجيم.
ومع إصرار وعناد سيد الأسرة بوجوب انقطاعها عن حضور تلك الحفلات، وتهديدها بترك العمل، تختار أنتونيا حريتها وترفض الخضوع له على الرغم من تعلقها الشديد بكافة أفراد الأسرة، وتنتقل للعمل لدى السيد ويك كاتر وزوجته، ويتضح لأنتونيا منذ البداية سوء خلق السيد الذي كان يتعامل بالربا، وحينما تشك بأمر رحلته الترفيهية مع زوجته، يجلس جيم بدلا عنها في بيت مخدوميها لحين عودتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة