مؤكد أن زيارة رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى لمصر تأتى في وقت مهم للغاية ومناسب أيضا في ظل تنامى العلاقات بين البلدين وهو ما يؤكد ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين البلدين لتسجل 6 مليارات دولار خلال عام 2022 مقابل 5.3 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 13.7%، إضافة أن هذه الزيارة لها طابع خاص ومتميز ومتفرد لأنها تعد أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء هندى لمصر منذ عام 1997، وتأتى بعد زيارة رئيس الوزراء الهندى إلى الولايات المتحدة الأمريكية مما يزيد من خصوصية وأهمية الزيارة، خاصة أن هذه زيارة اتسمت بالمحبة حيث تم منح رئيس الوزراء الهندى قلادة النيل وهو أرفع الأوسمة المصرية.
وأهم ما يميز هذه الزيارة أنها ارتفعت بمستوى العلاقات بين مصر والهند وصلت إلى التعاون والشراكة الاستراتيجية وهذا بفضل حالة الزخم والانطلاقة الغير مسبوقة في كافة المجالات عقب زيارة الرئيس السيسي للهند يناير الماضي والتي حل فيها كضيف شرف لاحتفالات الهند بيومها الوطني "عيد الجمهورية" وذلك للمرة الأولى في تاريخ علاقات البلدين.
لذا، فإن هناك رغبة كبيرة من البلدين في بلورة مشهد جديد يدفع إلى آفاق أرحب في العلاقات المصرية الهندية، والعمل على تعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة وتعزيز التعاون في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتعليمية والإستثمارية، وعقد الإتفاقيات التجارية والتفاهمات وزيادة التبادل التجارى بين البلدين في ظل ظروف عالمية وولادة نظام عالمى جديد يسعى إلى تعدد القطبية والتخلص من النظام العالمى الأوحد.
فالفرص كبيرة وواعدة، فلك أن تتخيل لو تم النجاح في فتح الأسواق الهندية أمام السلع المصرية، ما يزيد من الصادرات المصرية، غير أن الهند تسعى على الاستثمار بقطاعات الهيدروجين والصناعات الثقلية في منطقة قناة السويس، ما يعزز من زيادة عملية وجذب الاستثمار للدولة المصرية، خاصة أن الهند تقدر موقع مصر الاستراتيجي وتحرص على أن تكون بوابة عبور لها للاستثمار والعمل في بلدان إفريقيا ووسط آسيا، لذا على مصر أن توظف هذا لمزيد من الاستثمارات الهندية، خاصة أننا نمتلك موقعا استراتيجيا ونتمتع بمكانة مهم في الإقليم ومكانة مهمة أيضا في العالم الإسلامي.
وبالعودة إلى أهمية الزيارة، فاعتقادنا أيضا أنها ستعزز رغبة مصر نحو الانضمام لتجمع البريكس، وتأييد الهند ليس بالسهل وإنما تأييد سيكون له وزنه في التجمع، لذا فإن هذه الزيارة تحمل بوادر أمل كبيرة في توقيت مناسب وتحمل بشريات سارة لمواجهة التحديات، وتزيد من التعاون مع بلد أصبح لها ثقل في النظام العالمى اقتصاديا وسياسيا، وهذا ما يؤكده دعوة الهند لمصر لحضور قمة مجموعة العشرين المقبلة، غير ما اتسمت به هذه الزيارة من محبة ودفئ وهو ما انعكس خلال زيارة رئيس وزراء الهند للأهرامات ولمسجد الحاكم بأمر الله ودعوة مفتى الجمهورية المصرية للقائه فى مقر إقامته..
نهاية .. تشهد العلاقات المصرية الهندية حالة من الزخم على كافة المستويات مما يزيدها من خصوصية ويدفع بمستقبل هذه العلاقات إلى حالة من التوأمة خلال الفترة المقبلة خاصة أن التاريخ يعضدها والمستقبل يقويها..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة