في أجواء روحانية، مفعمة بالإيمان، تعالت أصوات الحجاج اليوم الثلاثاء بمشعر عرفات :"لبيك اللهم لبيك"، حيث اكتسى عرفات باللون الأبيض، فوقف الحجيج على جبل الرحمة، يستعدون لأداء صلاة الظهر والعصر جمع تقديم بمسجد نمرة فى مشهد مهيب .
وزحف الحجاج المصريون إلى مسجد نمرة من الصباح الباكر لأداء صلاتى الظهر والعصر اقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم، حيث يعد مسجد "نمرة" من أهم المعالم فى مشعر عرفات وبه يصلى عشرات الآلاف من ضيوف الرحمن صلاتى الظهر والعصر فى يوم عرفة جمعا وقصرا، اقتداء بالرسول صلى عليه وسلم، وبنى المسجد فى الموضع الذى خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام فى حجة الوداع، فى أول عهد الخلافة العباسية منتصف القرن الثانى الهجرى، ويقع إلى الغرب من المشعر وجزء من غرب المسجد فى وادى عرنة وهو وادى من أودية مكة المكرمة الذى نهى عليه الصلاة والسلام من الوقوف فيه، حيث قال المصطفى صلى عليه وسلم، "وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة"، وبطن وادى عرنة ليس من عرفة، ولكنه قريب منه.
وحرصت بعثة حج القرعة، بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية على تقديم تيسيرات عديدة للحجاج بعرفات، فيما سطر ضباط بعثة القرعة مشاهد انسانية من خلال مساعدة كبار السن والمرضى بالمناسك، وزين أسر شهداء الشرطة المشاعر المقدسة.
وأكملت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية ، تغطية مسجد نمرة بمشعر عرفات بالسجاد الفاخر الذي
يأتي بمواصفات عالمية بمساحة تجاوزت 125 ألف متر مربع لكامل المسجد وكذلك تهيئة 1000 دورة مياه للرجال والنساء، وذلك في إطار استعدادات الوزارة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لهذا العام 1444هـ، لتوفير كل سبل الراحة والطمأنينة لهم، تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة القاضية بتسخير كافة الإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن.
ونفذت الوزارة حزمة من المشاريع التطويرية لمسجد نمرة ومنها معالجة أنظمة التكييف وتنقية الهواء التي تنتج هواء نقياً بنسبة 100% بالمئة مع طرد الهواء ميكانيكياً ليتم دخول الهواء النقي بمعدل مرتين في الساعة، للمحافظة على نسبة الأوكسجين ويضمن بيئة صحية للحجاج داخل المسجد، وأيضاً تطوير وصيانة (1000) من دورات المياه للرجال والنساء وتخصيص دورات مياه لذوي الإعاقة وممرات ومسارات خاصة لهم، وتم تزويد المسجد بكاميرات مراقبة وشاشات تفاعلية إرشادية تبث مواد توعوية تهم الحاج بلغات عالمية مختلفة وخدمة الروبوت الآلي التي تتيح التواصل المباشر عن طريق الاتصال المرئي بين السائل وفريق من الدعاة والعلماء بالوزارة؛ لتقديم خدمة الإرشاد بكل يسر وسهولة وبشكل ذكي وبعدة لغات، ويعمل "الروبوت" عبر جهاز تحكم عن بعد، للإجابة على أسئلة الضيوف كما قدمت الوزارة خدمة "الواي فاي" لحجاج بيت الله الحرام بالمسجد لتمكينهم من الاستفادة من منصاتها الرقمية حيث تتيح الخدمة لهم خلال تواجدهم بمسجد نمرة تصفح خدمات الوزارة الالكترونية للحجاج وتحميلها على الأجهزة الذكية من خلال "الواي فاي" بدون الحاجة إلى الإنترنت وبسرعة عالية، وأيضا تم توفير شاشات المكتبة الإسلامية الإلكترونية التي تحوي كتباً إلكترونية عن صفة الحج والعمرة وآداب الزيارة، لتحميلها على الأجهزة الذكية بلغات عالمية مختلفة يستطيع الزائر تحميلها عبر تقنية رمز الاستجابة السريع.
وكلفت الوزارة 15 لجنة خدمية، مكونة من موظفين وإداريين ومهندسين ومراقبين ومراقبات ومشرفين ومشرفات ودعاة ومترجمون لتقديم الخدمات المختلفة للحجاج، وكذلك الوقوف الميداني على الخدمات واستقبال الحجاج والتوعية الإسلامية والإرشاد الديني لهم، وتوزيع المطبوعات والرد على الاستفسارات ومتابعة أعمال شركة الصيانة والتشغيل بما يضمن سلامة المصلين كي يؤدوا نُسكهم بكل يسر وطمأنينة.
مشاهد عديدة سطرها ضيوف الرحمن على مشعر عرفات، أبرزها دموع وخشوع وفرحة وبهجة الحجيج بهذا النسك الإيماني بعد أن من الله عليهم بأداء فرضية الحج، حيث انطلقت أفواج الحجيج إلى عرفات لتقف في هذا المشعر، في مشهد عظيم يباهي به الله عز وجل بأهل عرفات أهل السماء ، متضرعين لله عز وجل أن يتقبل منهم الحج وأن يغفر لهم ذنوبهم في ذلك اليوم العظيم، ثم يشهد الله عز وجل الملائكة بأنه قد غفر لخلقه في يوم عرفة، حيث أنه اليوم الأكثر عتقا من النيران والمغفرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه جابر رضي الله عنه : ( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا ، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يوماً أكثر عتقاً من النار، من يوم عرفة"فهنا في عرفات منذ عدة سنوات، ألقى النبي صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع الشهيرة، من فوق صخرة، حيث رجحت بعض المصادر وقوع هذه الصخرة الشهيرة أسفل جبل عرفات، أو جبل "الرحمة" أو "نمرة"، وتمتد أمامها مساحة منخفضة، تلك الصخرة التي قال من فوقها:«إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلاَ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ مَرَّتَيْنِ».
وزار الحجاج المصريون أثناء تواجدهم فى عرفات جبل الرحمة الواقع فى عرفات قبل بدء مناسك الحج، والتقطوا الصور التذكارية نظراً لأهميته الدينية والتاريخية، حيث يعد جبل الرحمة واحداً من أشهر جبال مكة وأهم مزاراتها، وهو أشهر مكان فى مشعر عرفات بعد مسجد نمرة ويقع على الطريق بين مكة والطائف، كما أنه من أبرز معالم جبل عرفات، ويتطلع الحجاج للوقوف على "جبل الرحمة" بعرفات خلال أدائهم مناسك الحج تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذى وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع.
وحرص حجاج بيت الله الحرام على الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى طمعاً فى الرحمة والمغفرة، حيث يتكون جبل الرحمة من أكمنة صغيرة مستوية السطح وواسعة المساحة مشكلة من حجارةٍ صلدةٍ ذات لون أسود كبير الحجم، ويقع إلى الناحية الشرقية من جبل عرفات بطولٍ يبلغ 300 متر، ومحيطه 640 مترًا وترتفع قاعدة الجبل عن الأرض المحيطة به بمقدار 65 مترًا وتوجد على قمة الجبل شاخصٌ يبلغ ارتفاعه 7 أمتار، ويُطلق على هذا الجبل العديد من الأسماء كجبل إلال، وجبل التوبة، وجبل الدعاء، والنابت، وجبل القرين.
وتبلغ مساحة مشعر عرفات قرابة 33 كيلو متراً مربعاً، يتجمع فيه أكثر من مليوني حاج, حيث أثبتت العقود الماضية وعلى مر السنين ما تمتلكه حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- من قدرة على استيعاب أكثر من هذه الأعداد، مقدمة لهم كافة وسائل الراحة والأمن، والخدمة المميزة دون أن يشعر الحاج بمشقة.
وتتصف أرض مشعر عرفات باستوائها، وتحيط بها سلسلة من الجبال يتواجد في شمالها جبل الرحمة الذي يتكون من أكمة صغيرة مستوية السطح وواسعة المساحة مشكلة من حجارةٍ صلدةٍ ذات لون أسود كبير الحجم، ويقع إلى الناحية الشرقية من جبل عرفات بطولٍ يبلغ 300 متر، ومحيطه 640 مترًا وترتفع قاعدة الجبل عن الأرض المحيطة به بمقدار 65 مترًا ويوجد على قمة الجبل شاخصٌ يبلغ ارتفاعه 7 أمتار ،ٍ ويُطلق على هذا الجبل العديد من الأسماء كجبل إلال ، وجبل التوبة، وجبل الدعاء، والنابت، وجبل القرين.
وتطلع الحجاج إلى الوقوف على "جبل الرحمة" بعرفات خلال أدائهم مناسك الحج تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع, كما يحرص حجاج بيت الله الحرام على الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى طمعاً في الرحمة والمغفرة.
وفى أجواء روحانية تحرك الحجاج المصريون مع غروب الشمس من عرفات نحو المزدلفة، امتثالا لقوله تعالى "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام"، " ومر الحجاج المصريون بـ"المزدلفة" ثالث المشاعر المقدسة، فى رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج، وتقع بين مشعرى منى وعرفات، وادوا فيها صلاتى المغرب والعشاء جمعًا وقصراً وجمعوا فيها الحصى لرمى الجمرات بمنى، ومكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالى يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.
والمبيت بمزدلفة واجب، من تركه فعليه دم، والمستحب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فى المبيت إلى أن يُصبح، ثم يقف حتى يسفر، ولا بأس بتقديم الضعفاء والنساء، ثم يدفع إلى منى قبل طلوع الشمس.