قال الدكتور حسن سليمان، رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق، إن جبل عرفة مكان وساحة كبيرة جدا، تستقبل كل الحجاج الذين يأتون من كل مكان في الأرض، متضرعين إلى الله عز وجل في هذا اليوم المبارك طالبين المغفرة والعفو.
أضاف سليمان، في لقائه ببرنامج "هذا الصباح" المذاع عبر قناة إكسترا نيوز، أن الكعبة بيت الله، والبيت باب الله، فإذا ما أراد الحاج أن يصل إلى بيت الله زائرًا رب العزة سبحانه وتعالى، فلابد له من الوقوف، فما بال الباب الأول باب عرفات، الذي يتضرع فيه الحجاج ويستغفرون الله سبحانه وتعالى ويتذللون طالبين منه العفو والمغفرة حتى يقبله الله عز وجل، ثم يقف الحجاج في الباب الثاني وهو مزدلفة ليستشعر الحاج عزمة رب العزة فيدعوه ويستغفره فإذا ما قبله الله عز وجل قبل منه الهدي أو الأضحية.
وتابع رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: "يوم النحر سمي بذلك، لأن الحاج يقوم بأربعة أعمال في يوم النحر، وهو النحر والحلق والتقصير ورمي الجمرات والطواف، والأضحى نسبة إلى الأضحية التي يقدمها المضحي في يوم العيد أو يوم الحج الأكبر، وبالنسبة لأيام التشريق سميت بذلك، لأن العرب قديما لم يكن لديهم الوسائل الحديثة لحفظ اللحوم، فكانت الطريقة التي يحفظون بها هذه الذبائح وهذه الهدي أنهم كانوا يقطعون اللحم قطع صغيرة ويشرقونها أي يعرضونها للشمس حتى تجمد ويستطيعون حفظها من التلف ويستخدمونها طيلة أيام العام، أما ما يتم في أيام التشريق فتضم رمي الجمرات الصغرى والكبرى والوسطى وهذا يتم في ثاني يوم".
وليوم عرفة فضل عظيم إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله ، وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة) ، وبعرفة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ).
وعندما يقف الحجيج في عرفات ينتصب أمامهم مسجد "نمرة" بفتح النون وكسر الميم وسكونها، فنمرة هو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة، ثم خطب بعد زوال الشمس، وصلى الظهر والعصر قصرًا وجمعًا "جمع تقديم" ، وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة، ثم في أول عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري بُني مسجد في موضع خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، يعرف الآن بمسجد نمرة، توالت بعدها توسعاته على مر التاريخ وصولاً للوقت الحالي فأصبحت مساحته (124) ألف متر مربع مؤلف من طابقين مجهزين بنظام للتبريد والمرافق الصحية حيث يتسع لأكثر من (300) ألف مصل.
ويأتي جمعٌ من الحجاج يوم عرفة إلى مسجد نمرة؛ ليستمعوا إلى خطبة خطيب المسجد، ثم يصلوا الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم يشرعوا بالدعاء والتضرع لله تعالى حتى غروب الشمس.
وشهدت المناطق المجاورة لجبل الرحمة في حج هذا العام، إطلاق مشروع تطوير وتحسين المناطق المجاورة لجبل الرحمة، وذلك ضمن مبادرة معالجة التشوه البصري بالمشاعر المقدسة ، سعياً للارتقاء بالخدمات والمرافق لتجويد الخدمة المقدمة لمرتادي المنطقة المحيطة بجبل الرحمة طوال العام، بشكل يتواكب مع متطلبات العصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة