أجواء من الفرحة وإحياء تقاليد متوارثة يعيشها أهالى سيناء بمختلف مناطقها مع كل عيد أضحى فى الدواوين والمجالس التى يتم تجهيزها وتنظيفها قبل العيد لاستقبال المهنئين.
ومع حلول صباح يوم العيد وبعد الانتهاء من أداء الصلاة فى المساجد والساحات يحرص الأهالى على العودة فى مجموعات للمنازل ومعايدة أطفالهم ثم نحر أضاحيهم، وسرعة تجهيزها وتقسيمها وقبل طبخها، يرسل كل مضحى بما يجود به من أجزاء من الأضحية، ويبدأ بوالديه وصلة أرحامه من الأخوات والعمات والخالات ومعايدتهم وهو يحمل ما يطلقون عليه اسم "الذواق"، بينما يتم استكمال إعدادها وطبخ ما تبقى للبيت من الأضحية على نار الحطب.
يقول "حسن سلامة " الباحث فى تراث سيناء، إن لأهل سيناء خصوصية فريدة من نوعها فى التكافل الاجتماعى يتمسكون بها، وهى حرص كل مضحى أنه فور ذبح أضحيته وسلخها وتقطيعها أن يخصص جزء تذهب بشكل عاجل للأقربين وفى العادة يرسل بها لأحد أبنائه.
وأضاف أنه يعقب طبخها تجهيز طبق من قطع اللحم الساخن على فتة الخبز المرقق والتوجه بها للديوان، وفى الديوان كل يحضر طبقا مماثلا من بيته، ويجهزون وليمة جماعية ويتناولون الإفطار من أضاحيهم فى أجواء أسرية.
وأوضح أنه بعد صلاة الظهر تنطلق مواكب المحتفلين بالعيد كل فى مكانه، وخلالها يستقبل الآباء وكبار السن أهلهم وذويهم من الأبناء والبنات وفى الدواوين الكبيرة يحرص الأصغر سنا على معايدة الأكبر سنا.
وأشار إلى أن أهل سيناء يطلقون على عيد الأضحى "عيد لحم" وخلاله لا يتبادلون هدايا الحلويات كما فى عيد الفطر، وتكون هداياهم هى جزء من أضاحيهم.
وقال الستينى "محمد سالم عيد" إأن للعيد فى مناطقهم بمركز الشيخ زويد أجواء مميزة، لافتا إلى نه رغم كل الظروف الجميع يحاول أن يتمسك بتقليد أن يضحى برأس من الماشية أو الغنم ليسعد أطفاله.
وأضاف أنه عاصر فى شبابه وقت كان التنقل للمعايدات على ظهور الإبل والآن الحال تغير ونجد مواكب المعيدين لبعضهم البعض فى سيارات تحمل الأطفال والجميع مبتهج، لافتا إلى أن الأجواء تتوصل طوال أيام العيد.
وأجواء العيد الفريدة فى القرى، يعيشها أهالى مدن شمال سيناء بالحرص على تبادل المعايدات بعد الظهر، ثم الانطلاق مع الأطفال للأماكن الترفيهية فى الحدائق العامة وعلى الشواطئ.
ويعد شاطئ العريش بشمال سيناء واجهة رئيسية للاحتفال بالعيد، وتحرص كثير من الأسر بمدينة العريش على الخروج مساء العيد للشاطئ وإعداد جلسات شواء لحوم الأضاحى على الجمر على رمال الشاطئ.