أجواء إيمانية يعيشها الحجاج فى مشعر "منى"، حيث يستقبلون، اليوم الخميس، أول أيام التشريق الذى يسمى "يوم القر"، ويستعد المتعجلون من الحجاج لأداء طواف الوداع غدا الذى يوافق ثانى أيام التشريق.
ويقضى حجاج البيت الحرام، اليوم، على صعيد منى؛ مناسك يوم "القر" مستبشرين شاكرين الله تعالى على ما أنعم به عليهم من أداء مناسك الحج.
ويقوم ضيوف الرحمن برمى الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، بعد أن رموا جمرة العقبة الكبرى.
وتم تزويد مشروع منشأة الجمرات بالمظلات العلوية، ومراوح التكييف المصاحب للرذاذ لتقليل درجة الحرارة، وإعداد السلالم المتحركة ومبانى الخدمات وتخطيط المسارات الجديدة، ونشر كاميرات المتابعة لتعزيز آليات التحكم فى تدفقات حركة الحجيج إلى جانب اللوحات والمنشآت الإرشادية والتوعوية والخدمات الإعلامية فى إطار المرحلة الرابعة والأخيرة من مشروع المنشأة الحديثة للجمرات والأعمال المتعلقة بها.
والتزويد بكاميرات ثابتة على طول المسارات المؤدية للمشاعر وكاميرات أخرى متحركة يتحكم بها فريق خاص بغرفة مستقلة لمتابعة حركة المشاة لتوزيع حركتهم بتوازن وتعديل معدل التدفقات، بما يتفق مع الخطط العامة لخدمة الحجيج وتنقلاتهم فى المناسك.
خطة تشغيلية
وأعلن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، نجاح خطة الرئاسة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لأداء طواف الإفاضة فى أول أيام عيد الأضحى المبارك مع تهيئة كافة الخدمات والإمكانات لضمان سلامة وصحة ضيوف الرحمن.
وأشار أنه تم تنظيم حركة الحجاج بشكل محكم وانسيابى منذ وصولهم للمسجد الحرام، وذلك بالتعاون مع كافة الجهات المعنية، مشيدًا فى الوقت ذاته بالجهود المبذولة من قِبَل العاملين والمتطوعين فى تقديم أفضل الخدمات للحجاج، وبالتزامهم بأعلى مستويات المهنية.
وأضاف أن هذا النجاح فى إدارة الحشود يؤكد على تميز المملكة العربية السعودية بإدارة شؤون الحج بكفاءة وإتقان، وبما يتوافق مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولى العهد الأمير محمد بن سلمان.
ولفت السديس، إلى أن المملكة قامت بتوسعات وتطوير فى الحرمين الشريفين، وإطلاق مشاريع ضخمة لتطوير المشاعر المقدسة، وإنشاء مشاريع نقل حديثة لتسهيل حركة الحجاج، واستخدام التقنيات المتطورة والتطبيقات الذكية لتنظيم شؤون الحج، وإقامة مشاريع صحية وخدمية لضمان راحة ضيوف الرحمن.
وأكد الرئيس العام، أن رئاسة الحرمين وضعت خطط تشغيلية مستقلة للتعامل مع ادارة تفويج الحجاج فى مرحلة أداء المناسك واضعة فى الاعتبار الكثافة العددية الهائلة وحجم تدفق الحشود المليونية للحرمين الشريفين بعد أداء مناسك الحج.
وأعلن الرئيس العام نجاح أكبر خطة تشغيلية فى تاريخ الرئاسة لموسم الحج فى مرحلتها الرئيسية الأولى؛ حيث سخرت الرئاسة جميع طاقاتها البشرية وقرابة 14 ألف عامل وعاملة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وأعدت وكالات الرئاسة عدة خطط تشغيلية بديلة وفق السيناريوهات المتوقعة مع الازدياد الكبير والمكثف من القاصدين والمصلين، وهو ما حدث فعليًّا على الأرض؛ حيث تشير مصادر إلى وصول إعداد القاصدين للمسجد النبوى إلى أكثر من عشرين مليونًا طوال موسم رمضان، فيما توقعت المصادر ذاتها وصول نفس الأرقام والإعداد فى المسجد الحرام.
وتابع الرئيس العام قائلا: "لقد وضعت الرئاسة فى الحسبان تسخير كامل طاقة التوسعة السعودية الثالثة بجميع أدوارها وتوسعة الملك فهد بكامل أدوارها وجميع ساحات المسجد الحرام للمصلين، مع تطبيق أعلى معايير الوقاية البيئية فى المصليات.وأعطت أولوية قصوى لضمان انسيابية حركة الحشود وسهولتها ومنع الاختناقات والتدافعات.
طواف الوداع للمتعجلين
يؤدى الحجاج المتعجلون، غدا الجمعة، المرحلة الأولى من طواف الوداع فى الحرم المكى، فخطة طواف الوداع تأتى على مرحلتين خلال يومى الثانى عشر والثالث عشر روعى فى ذلك تهيئة أدوار صحن المطاف ومطاف الدور الأرضى والأول، وتخصيص مسارات لذوى الاحتياجات.
صحة "الحجاج"
أوضحت وزارة الصحة السعودية أن عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات العلاجية عبر المستشفيات والمراكز الصحية فى مكة المكرمة والمدينة المنورة بلغ 111.761 حاجًا وحاجةً منذ اليوم الأول من شهر ذى القعدة وحتى يوم أمس الموافق التاسع من شهر ذى الحجة.
وقالت الوزارة أن ضيوف الرحمن استفادوا من الخدمات العلاجية التخصصية النوعية، حيث قدمت المستشفيات مجموعة من الخدمات منها إجراء 48 عملية قلب مفتوح، و776 قسطرة قلبية، فيما أجريت 1446 عملية غسيل كلوى، و55 عملية مناظير، بينما تم دخول 2548 حاجًا وحاجة إلى المستشفيات، وتم تسجيل 3 حالات ولادة، وشاركت الصحة الافتراضية ببعض الخدمات حيث بلغ إجمالى المستفيدين من الخدمات الصحية الافتراضية 3573 مستفيدًا.
يذكر أن "الصحة" جهّزت خلال موسم حج هذا العام فى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة منشآتها الصحية لتقديم الخدمات العلاجية لضيوف الرحمن، حيث بلغ عدد المستشفيات 32 مستشفى، يساندها 140 مركزًا صحيًّا، وزادت سعتها السريرية إلى 6132 سريرًا، فيما بلغ عدد الأسرة المخصصة للعناية المركزة 761 سريرًا، وبلغ عدد الأسرة المخصصة لضربات الشمس 222 سريرًا، كما بلغ عدد الكوادر الصحية المؤهلة لخدمة ضيوف الرحمن نحو 32 ألف ممارس.
كما أعدت الوزارة نقاطًا طبية فى قطار المشاعر وقطار الحرمين، وكثفت جهودها فى المنطقة المركزية للحرم المكى الشريف إضافةً إلى توفير 190 سيارة إسعاف، وتهيئة 16 مركز طوارئ على منشأة جسر الجمرات فى مشعر منى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة