توجد العديد من المهن التراثية التى اندثرت واختفت تماماً من حياتنا اليومية، ولم تعد لها وجود بيننا، ولكن مع حلول عيد الأضحى المبارك تعود مرة أخرى بعض هذه المهن، مثل سن السكاكين، لسابق عهدها، نظرا لانشغال المواطنين بأضحية العيد.
والتقى "اليوم السابع"، مع أحد العاملين بسن السكاكين في منطقة المدبح بالسيدة زينب، محمد كفتة ، والذى ورث المهنة من أجداده، قائلا إن موسم العيد هو الموسم الأهم في الفترة الحالية على الإطلاق، خاصة بعد انقراض المهنة بشكل كبير باقي أيام السنة.
وأشار إلى أنهم فى بداية الأمر كانوا يقومون بسن السكاكين على حجر المياه الكبير، ثم استبدله بحجر الجلخ الفرنساوي والذي يمكنه من سن السكاكين بصورة أفضل وتصبح السكينة جاهزة فى دقائق معدودة.
وقال إن الوضع فى الماضي كان أفضل بسبب كثرة أعمال سن السكاكين فى ظل انتشار سكاكين الجزماجية، ولكن بعد اختفائها أصبحت مقتصرة على سن سكاكين الأهالي والجزارين، مبينا أن حجر المياه كان أفضل فى السنوات الماضية ولكن بمرور الوقت أصبح لا يُجدي فى سن السكينة، ولم يرض الزبون بها مما جعلنى استبدله بحجر الجلخ الفرنساوي لإعطاء أفضل جودة للزبون.
وأضاف خلال لقائه بكاميرا "اليوم السابع"، أن السكاكين والسواطير تمر بأكثر من مرحلة حتى تصل للمرحلة التى يحتاجها الجزار أو الأهالى وتكون جاهزة للاستخدام، فالمرحلة الأولى يتم فيها إصلاح أى إعوجاج وذلك من خلال الطرق عليها حتى تستقيم جوانبها ثم تبدأ المرحلة الثانية، وهى تمريره على الحجر الهاشمى حتى يتم سن السكين وتنظيف جوانبها، وذلك من خلال تكريها على الحجر أكثر من مرة وغمسها فى الماء ثم تدخل السكينة مرحلة أخرى وهى مرحلة "حجر الجلخ"، وهذا الحجر هو المسئول عن إزالة الطبقة القديمة من على سن السكين وتسمى "الرايش" وعمل سن جديد حاد ويتم بعدها غمس السكاكين فى الماء مرة أخرى حتى تبرد لأنها تكون ساخنة جدا نتيجة حجر الجلخ.