تعتبر الكنيسة المصرية من أبرز المؤسسات الوطنية التى ساهمت فى نجاح ثورة 30 يونيو عام 2013، فقد أكد قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عبر مواقفه الوطنية الراسخة ضرورة الدفاع عن الوطن وبث روح العزيمة في نفوس الشباب، وكذلك عظات الأباء الكهنة فى الكنائس حول ضرورة التوحد والحفاظ على مكتسبات ومقدرات الوطن.
زيارة محمد مرسى
ذكر قداسىة البابا خلال عدة لقاءات تليفزيونية أنه قبل ثورة 30 يونيو بـ12 يوما زار الرئيس الراحل محمد مرسى بصبحة شيخ الأزهر فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب وشعر بعد الزيارة أنه لا يدرى بما يحدث فى الشارع.
وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن
وشهدت العديد من الكنائس المصرية اعتداءات صارخة من قبل أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، عقب فض اعتصامى "رابعة العدوية" و"النهضة"، وكان الوضع ملتهبا فى الشارع المصرى، وسط حالة من الحزن والغضب بسبب استهداف دور العبادة المسيحية، فخرج البابا تواضروس حينها بأول تصريح رسمى له، أظهر معدن وحكمة الرجل، قائلا: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن".
وفة أحد اللقاءات التليفزيونية، طالب البابا تواضروس الثاني شباب مصر كافة بـ"ضرورة عيش الحاضر، مع قراءة التاريخ لأنه أكبر معلم للإنسان".
سبب تصريح وطن بلا كنائس
تحدث قداسة البابا خلال مداخلة هاتفية، مع راديو "نغم إف أم" عن حرق الكنائس بعد فض اعتصام رابعة، يوم 14 أغسطس 2013، حيث قال إن هذا اليوم من الأيام المحفورة بالتاريخ وكانت بهدف تدمير المجتمع، كان يؤم مؤلم، متابعا:"ولسة كنت بطريرك جديد ولم أكمل، سنة والأخبار تليفونات الحق الكنيسة في الحتة الفلانية، والجو العام فى البلاد كان متوتر والكلمة اللي هتتقال هتمس سلامة المجتمع وأمانه، واحنا كمصريين مسيحين ومسلمين دور العبادة غلية ولها مكانة في قلوبنا، فلما يحرق العدد الكبير ده أي حد هيتأثر، فكان لازم تتوجه رسالة أن الوطن أهم من الكنيسة وكان المثل اللي قدامي سوريا، فسوريا تمر بظروف صعبة وحرقوا وهدوا حاجات كتير، ولكن الوطن نفسه راح".
واستطرد البابا: "واحنا كمصريين عارفين إن اللى قام بكده ليس الشعب المصرى ولا المسلمين بل طرف آخر بهدف الوقعية فكان أول شئ يخطر ببالى هو التأكيد على تواجدنا المشترك حتى لو الكنائس اتحرقت، أنا واثق أن اخواتنا المسلمين هيفتحوا جوامعهم من أجلنا، ولو حرقوا الجوامع هنقف إحنا الاتنين نصلى، الهدف هو أن الوحدة قائمة قائمة، لذا وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، من يقوم بذلك هو ضد المصريين عموما وليس ضد المسيحيين فقط".
نصلى مع إخواتنا فى الشارع
ولفت قداسة البابا إلى أن الاعتداء على الكاتدرائية فى أبريل 2013 لم يحدث من قبل فى التاريخ، مشيرًا إلى أنه عندما حدثت الاعتداءات فى أغسطس كان يجلس فى كنيسة مارى مينا ويتلقى الاتصالات عن حرق الكنائس ولم يكن يعرف ماذا يفعل، وحينها قال: "سنصلى بجانب إخواتنا في المساجد ولو حرقوا المساجد سنصلى مع المسلمين فى الشوارع".
المصريين كانوا حاطين إيدهم على قلبهم
وذكر قداسة البابا خلال تصريحات له في لقاءات له بالقناة الفضائية الأولى المصرية: "كل المصريين كانوا حاطين إديهم على قلبهم ومع مرور الوقت اتضح أن مش دى مصر وأن مصر بتتسرق وتتغير للأسوأ، مضيفا: "خلال هذه الفترة لم يكن بها شيء مستقر.. مفيش شيء كان مستقرا والوزير يقعد في وزارته أسابيع ويمشى، وصورة مصر أمام العالم بقت مش كويسة وأحداث كثيرة".