يحتفل المصريون خلال شهر يونيو الجارى بمرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو 2013 والتي خرج الشعب المصرى فيها لإعلان رفضهم التام لممارسات جماعة الإخوان الإرهابية ومحاولاتهم المستمرة لأخونة مفاصل الدولة واعتراضا على الأزمات التي شهدتها الدولة داخليا وخارجيا آنذاك.
وبعد انتهاء فترة حكم الإخوان وتولى الرئيس السيسى الدولة المصرية بدأت مرحلة البناء والتعمير وإنطلاقا من استراتيجية الرئيس السيسى بشأن الاهتمام ببناء الانسان المصرى واعتبار أن التعليم والصحة أبرز محاور بناء الانسان، وبدأت وزارة التعليم العالى فى تنفيذ تلك الاستراتيجية وانعكس واضحا على مستوى الجامعات والاهتمام بهذا الملف سواء على مستوى الانشاءات والبنية التحتية للجامعات والتوسع فى إنشاء جامعات جديدة وتنوع مسارات التعليم الجامعى فى مصر لتوفير الفرص الكافية لاستيعاب الطلاب المصريين بعد مرحلة الثانوية العامة.
وبالنظر فى أعداد الطلاب المصريين المقيدين فى مؤسسات التعليم العالى نجد أن هناك زيادة مستمرة وكان لابد من إيجاد مسارات تعليم لهؤلاء الطلاب لإتاحة فرص تعليمية مميزة لهم وهو ما ظهر من خلال التوسع فى إنشاء الجامعات فبعد إن كان عدد الجامعات الحكومية 23 جامعة فى عام 2014 وصلت إلى 27 جامعة بحلول عام 2022 ، واهتمت الجامعات بمواكبة التطور العالمى فى النظم الدراسية والبرامج الدراسية للعمل على تطويرها حيث بلغ إجمال البرامج الجديدة فى الجامعات الحكومية حوالى 400 برنامج مقارنة بـ 118 برنامجا فى 2014 .
واستحدث الدولة المصرية مسارات جديدة فى التعليم الجامعى والتي تعكس الحرص على استيعاب كافة الطلاب الراغبين فى الالتحاق بالتعليم الجامعى وهو ما يظهر واضحا من خلال إنشاء الجامعات التكنولوجية الجديدة التي تستوعب 80 % من طلاب الدبلومات الفنية و20 % من خريجى الثانوية العامة سنويا وتعمل تلك الجامعات ببرامج مميزة مستحدثة تؤهل الطلاب لمتطلبات واحتياجات سوق العمل المحلى والإقليمى والدولى.
واستحدثت الدولة المصرية مسار جديد فى منظومة التعليم الجامعى وذلك بهدف القضاء على ظاهرة خروج الطلاب المصريين للدراسة خارج مصر ولا يوجد أي مجال للمقارنة قبل عام 2013 ، حيث تم إنشاء أفرع للجامعات الأجنبية المرموقة فى العاصمة الإدارية الجديدة بإجمالى 6 أفرع، فضلا عن إنشاء 12 جامعة أهلية جديدة بدأت بها الدراسة خلال العام الجامعى 2022/2023، فضلا عن زيادة عدد الجامعات الخاصة والتي وصلت إلى 27 جامعة أيضا
كل ما سبق كان الهدف منه استيعاب الزيادات المستمرة فى أعداد الطلاب ، حيث بلغ إجمال المقيدين فى منظومة التعليم الجامعى سواء الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية وأفرع الجامعات الأجنبية والمعاهد العليا والخاصة ، 3.6 مليون طالب وطالبة خلال العام الجامعى 2022 مقارنة بـ 2.3 مليون طالب فى 204 أي زيادة بنسبة 47.8 % .
وانعكست الاستراتيجية أيضا على النهوض بمستوى النشر العلمى والأبحاث المنشورة دوليا والتي وصلت إلى ما يقرب من 40 ألف بحث فى 2022 مقارنة بـ15 ألف بحث فى 2014.
وحققت الجامعات المصرية قفزات كبيرة فى التصنيفات الدولية ، كما حققت تواجد فى بعض التصنيفات التي لم تكن الجامعات المصرية ممثلة فيها إطلاقا قبل 2013 ، ومن أبرزهم تصنيف Scimagoإذ تم إدراج 49 جامعة عام 2013 مقارنة بـ 23 جامعة فى عام 2013 ، وظهور الجامعات المصرية مدرجة ضمن تصنيف Times Higher Education البريطانى لعام 2023،بإجمالى 26 جامعة فى حين أن الجامعات المصرية لم تكن مدرجة فى هذا التنصيف فى الأعوام 2013 و2014 و2015.