سلطت الدراما المصرية خلال 10 سنوات، الضوء على ثورة 30 يونيو، إذ قادت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية معركة الوعى عبر عدد من المسلسلات فى سياسة انتهجتها، لكشف خبايا عديدة من خلال نافذة الفن، وتعريف المواطنين من خلال وجبات درامية دسمة بمؤامرات عديدة كانت تحاك ضد الدولة المصرية، وهو ما جعل تلك الأعمال الدرامية تأتى فى إطار سلسلة خالدة من مسلسلات وطنية ما دامت كانت مميزة، واشتهرت بها الدراما المصرية من «رأفت الهجان» و«دموع فى عيون وقحة» إلى «الاختيار» بأجزائه الثلاثة، وغيره من الأعمال التى عرضت بعد الـ30 من يونيو على مدار الـ10 سنوات.
الاختيار
البداية كانت من خلال مسلسل «الاختيار» بطولة أمير كرارة، واعتبره المشاهدون والنقاد بمثابة ملحمة درامية سلطت الضوء على أمور عديدة، وأزاحت النقاب عن قوى الشر ضمن مشاهد فضحت كثيرين ممن كانوا يحيكون المؤامرات لتقسيم مصر.
وساهمت فى تعريف الجمهور بأبطال ضحوا بحياتهم من أجل الوطن، وعلى رأسهم الشهيد أحمد المنسى، ومن معه ممن استشهدوا بمعركة البرث، خلال حلقات الجزء الأول.
ومنذ الحلقة الأولى ظهر جليًا دور الجيش وتضحياته العديدة أمام مخططات الإرهاب وقوى الشر، ورفع المسلسل شعار تعريف المشاهدين بأبطال الوطن، وخلد أسماءهم على مدار الحلقات بعرض صورهم الحقيقية.
فى حين سلط الجزء الثانى من «الاختيار» بطولة كريم عبدالعزيز وأحمد مكى، الضوء على أمور أخرى شائكة للغاية، بإظهار ما حصل فى منطقة رابعة، وغيرها من الأماكن، والتفجيرات التى كانت يدبرها الإرهابيون، فى كل بقاع المحروسة، وكيف تصدت لهم أجهزة الدولة، كما حدث مع الشهيد البطل محمد مبروك الذى فضح الجماعة الإرهابية، فقرروا الانتقام منه باغتياله بالقرب من منزله بمدينة نصر، ولم ينس صناع العمل إلقاء الضوء على معركة الوعى، وبيان فكر الجماعة الإرهابية منذ تأسيسها حتى الآن.
ثم جاء الجزء الثالث من «الاختيار» بطولة ياسر جلال، أحمد السقا، أحمد عز، كريم عبدالعزيز، ليكمل تلك الثلاثية ويستمر حتى إيضاح كل شىء للمشاهدين بفيديوهات حقيقية عرضت للعلن للمرة الأولى، وهو ما كان بمثابة دليل مادى أمام الجميع على ما حدث من مؤامرات، حتى تطرقت الحلقات لـ30 يونيو وأحداثها.
العائدون
يعد من أبرز الأعمال التى تطرقت لمواجهة الدولة المصرية لتحديات كبيرة، وخطيرة للغاية، بعدما حاول الكثيرون من قوى الإرهاب جعلها مسرحًا للأحداث، والتسلل لها بتدميرها عبر سلسلة من الهجمات تعاونت فيها كل قوى الشر ومنهم تنظيم داعش، إلا أن ذلك تم مقابلته بحزم من قبل تضحيات كبيرة حاولت فيها أجهزة الدولة ضربا استباقيا لتلك المخططات وتدميرها فى مهدها، كما حفل المسلسل بدراما مميزة، عبر طريقة سرد الأحداث، بصورة درامية مميزة، وقام ببطولته أمير كرارة.
الكتيبة 101
واصلت المتحدة للخدمات الإعلامية تخليد شهداء الوطن وتعظيم تضحياتهم خلال دراما رمضان الماضى، وذلك عبر مسلسل الكتيبة 101 بطولة عمرو يوسف وآسر ياسين، واستمر فى سلسلة تكريم أسماء الأبطال الحقيقيين، واستعرض بطولات شهداء كمين كرم القواديس وغيرها من البطولات بإبراز ما قدمه الشهيد أحمد عمارة وتضحيات الرائد أحمد محمود أبو النجا وصولًا إلى الشهيد هارون مع الجنود الذين لم يبخلوا عن وطنهم بأرواحهم. كما تميز المسلسل بكشف الخطر الكبير على سيناء، وخطورة عالم الأنفاق الذى حاول الإرهابيون استغلاله أسوأ استغلال، ومحاولتهم التضييق على أهالى سيناء، بالإضافة إلى استعراض بطولات لأهالى سيناء الحقيقيين ممن تعاونوا مع الجيش وتصدوا للإرهابيين ليفقدوا حياتهم.
هجمة مرتدة
«هجمة مرتدة» بطولة أحمد عز، يعد بمثابة رسالة تسلط الضوء على عوالم خفية، يكشف فيها المستور عما حصل بفترة مهمة مرت على مصر والمنطقة العربية برمتها، يبدأها العمل منذ 2007، وذلك من خلال سرد سلس للأحداث يتسم بأسلوب السهل الممتنع، وهو ما يحسب للقائمين على المسلسل، فبجانب مناقشة العمل للجهد الكبير الذى يبذله رجال المخابرات المصرية فى حماية الأمن القومى، وكيفية الوصول للمعلومات بدقة مهما حاولت الجهات الأخرى إبقاءها فى طى الكتمان والسرية، كما يمتاز العمل أيضًا بعدم إغفال الإيقاع الدرامى فيه، فقد تضمن سرعة كبيرة خلال أحداثه.
المسلسل سلط الضوء على المنطقة بأكملها بداية من العراق مسرح الأحداث، مع الكشف عن أسماء إرهابيين مثل أبو أيوب المصرى، وأبوعمر البغدادى والتطرق لحكاياتهم بأسلوب سلس، بالإضافة لخطة تقسيم بلاد الرافدين لثلاث دول، مع تسليط الضوء على ما يحدث فى مصر، من محاولات لإثارة الشارع عبر خطط منظمات أجنبية، تستغل الاحتقان فى الشارع للزيادة من حدته، كل ذلك مع القالب الدرامى المشوق للمسلسل، والذى يستعرض قوة رجال المخابرات المصرية وتخطيطهم المتميز.
القاهرة كابول
من أهم المسلسلات التى تعرضت لأفكار القيادات فى التنظيمات الجهادية، والطريقة التى يحاولون بها تحليل كل شىء لأنفسهم بأحداث مقرها «كابول» مع الفنان طارق لطفى، الذى صار الخليفة، ويحلم بأن عرش خلافته سيكون فى مكة، مؤكدًا أن مصر وسوريا والعراق ستصبح أول 3 ولايات.
أحداث المسلسل كتبها مؤلف العمل عبدالرحيم كمال ببراعة، ولم تقل عنها الصورة الإخراجية للمخرج حسام على، وتطرقا فيها لطرق ومناهج التفكير فى الشارع، ومحاولة المتشددين استقطاب الكثيرين لمنهجهم بتسليط الضوء على أهم الكتب والمصطلحات، مثلما حدث مع كتب مثل «دعاة لا قضاة»، «الملل والنحل»، بالإضافة إلى «معالم فى الطريق» أشهر كتب سيد قطب، الذى اتخذه التكفيرون منهاجا لهم.
وأبرز كاتب العمل، من خلال أبطال المسلسل، النقاشات التى تدور حول أهم الأمور المختلف عليها ما بين التكفيرين وغيرهم، وأغلبها جاءت على لسان الفنان نبيل الحلفاوى وشخصيته ضمن الأحداث، مثلما يحصل فى نقاشاته مع من حوله بأحاديث حول الفرقة الناجية، وسبب حفظ مصر دونًا عما سواها، وتميز شعبها بترابط يتجلى فى عدم انجرافهم وراء المؤامرات، التى نجحت فى إيقاع حروب أهلية بدول ولم تحصل على أرضنا، أيضًا يتطرق العمل لطرق تفكير أدت لما صار إليه البعض، مع مشهد تحريم شخص نزول طفل جنازة أم كلثوم، حتى أصبح الطفل فى النهاية هو طارق لطفى، الذى حلم بأن يكون خليفة للمسلمين.
حرب
لم تقتصر الدراما الرمضانية هذا العام على مسلسل الكتيبة 101 فحسب، وإنما استمرت حتى مسلسل «حرب» الذى تكون من 10 حلقات فقط بطولة أحمد السقا ومحمد فراج، وكان ثريًا للغاية خلال أحداثه، بعدما ظهر السقا للمرة الأولى فى دور الشر على عكس ظهوره فى الاختيار الجزء الثالث، وذلك أمام الفنان محمد فراج، ليقدما معًا وجبة درامية مميزة على مدار 10 حلقات أظهرت فكر الإرهابيين.