يختتم حجاج بيت الله الحرام، غدا السبت، ثالث أيام التشريق ورابع أيام عيد الأضحى المبارك الموافق الثالث عشر من ذى الحجة، مناسك الحج المبرور برمى الجمرات الثلاث وأداء طواف الوداع، وبذلك تمت مناسك الحج ولله الحمد والمنة كقوله تعالى "وأتموا الحج والعمرة لله".
وكان الحجاج المتعجلون قد أدوا طواف الوداع، اليوم الجمعة، وقبل توجههم إلى المسجد الحرام لأداء الطواف، أكمل ضيوف الرحمن رمي الجمرات الثلاث في ثاني أيام التشريق، مبتدئين بالجمرة الصغرى، فالوسطى، ثم جمرة العقبة، ثم نُقل الحجيج إلى جسر الجمرات والحرم المكي الشريف وفق خطة تفصيلية إجرائياً ووقائياً، وبمتابعة ميدانية مباشرة وتنسيق كامل بين القطاعات الأمنية والمدنية ذات العلاقة المشاركة في موسم الحج.
نجاح "طواف الوداع" للمتعجلين
أعلن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، عن نجاح خطط توافد الحجاج المتعجلين لأداء طواف الوداع ثاني أيام التشريق، حيث توافد الحجاج لأداء طواف الوداع وفق أرقى الخدمات لهم وفق أعلى المعايير العالمية.
وشهد الحرم المكي توافد أعداد مليونية حجاج بيت الله الحرام منذ الصباح الباكر لهذا اليوم المبارك، لأداء صلاة الجمعة، حيث امتلأت أروقته وأدواره بالحجاج وامتدت صفوفه إلى الساحات والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام، فيما امتلأت سطح المسجد الحرام مع توافد مئات الالاف من المتعجلين لاداء طواف الوداع.
واكد الرئيس العام أن خطة رئاسة الحرمين في مرحلتها الثانية تتمحور في استنفار جميع الفرق الميدانية بنسبة 100% لأداء مهامها ورفع درجة الاستعداد إلى الحالة القصوى مستخدمة أفضل وأحدث التقنيات لخدمة الحرمين وقاصديهما وضبط خطة التفويج بانسيابية عالية والحيلولة دون حدوث اختناقات تنفيذاً للخطة التشغيلية لرئاسة الحرمين تحت شعار من الوصول إلى الحصول التي تعد اكبر خطة تشغيلية في تاريخ الرئاسة .
وتابع الرئيس العام قائلًا: تم تسخير كامل طاقة التوسعة السعودية الثالثة بجميع أدوارها وتوسعة الملك فهد بكامل أدوارها وجميع ساحات المسجد الحرام للحجاج ، مع تطبيق أعلى معايير الوقاية ، وأعطاء أولوية قصوى لضمان انسيابية حركة الحشود وسهولتها ومنع الاختناقات والتدافعات.
خطة الحج الصحية
فيما أعلن وزير الصحة السعودى فهد الجلاجل نجاح خطة الحج الصحية لهذا العام، وخلوه من تفشيات فيروس كورونا وغيره من الأمراض الوبائية الأخرى .
وأوضحت "الصحة" أن مراكز الإجهاد الحراري في جميع المستشفيات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة شهدت استقبال المصابين بالإجهاد الحراري وضربات الشمس، الناتجة عن عدم الالتزام بالتعليمات الصادرة من "الصحة" منذ وقت مبكر، وأشارت الوزارة إلى أن عدد من تعرضوا للإجهاد الحراري حتى يوم الخميس بلغ 8000 حالة، جميع الحالات تم تسجيلها للتدخلات العلاجية والتدخل لحماية هذه الأرواح من التضرر للإجهاد الحراري، مبينة أن هذا الموسم يشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة.
استعدادات المسجد الحرام
وكان المسجد الحرام وساحاته قد شهدت، اليوم الجمعة ، توافد حجاج البيت العتيق فى اليوم الثانى من أيام التشريق من مشعر منى، وذلك فى حشود غفيرة تحفها الرحمة والسكينة ويملؤها الأمن والسلام لأداء طواف الوداع .
واستعدت الرئاسة لاستقبال هذه الحشود وفق خطتها التنظيمية المعدة لحج هذا العام، إذ وضعت جميع الوكالات الإدارات التابعة لها خطط لهذه النفرة بالمشاركة مع الجهات المعنية والمشاركة في بيت الله الحرام لإنجاح هذه الخطط وتيسيرا لحجاج بيت الله من إتمام ركنهم الأخير من أركان وشعائر.
وقد أعلن المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، هانى حيدر، عن استعدادات الرئاسة لاستقبال الحجيج لأداء طواف الوداع، وسط منظومة متكاملة من الخدمات داخل المسجد الحرام، باتخاذ عدة إجراءات تنظيمية تتبعها الرئاسة ضمن خطتها الميدانية والإرشادية والوقائية والفنية والهندسية لضمان سلاسة تفويج الحجاج وأداء نسكهم بيسر وسهولة، بإشراف مباشر ومتابعة من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.
وعلى صعيد متصل، قالت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إن أكثر من 730 ألف حاج استفادوا من الخدمات التطوعية في المسجد الحرام.
وأضافت الرئاسة، أن عدد المستفيدين من خدمة الإرشاد المكاني بلغ 17 ألف حاج بعدة لغات، كما استفاد 97 ألف مستفيد من التوعية الميدانية في أرجاء الحرم المكي.
رئيس شئون الحرمين
التفويج
ومن جانبها قدمت وزارة الحج والعمرة خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم الحج لهذا العام، بالشراكة مع الجهات العامة في متابعة ومراقبة حركة تفويج الحشود باستخدام التقنيات الحديثة، التي تشمل كاميرات المراقبة الميدانية وتطبيق الهواتف الذكية واستخدام لوحة قياس الأداء ومنصة الحج الذكية، بهدف تسهيل تأدية الحجاج لنسكهم بكل راحة وطمأنينة ويسّر.
وتنفذ الوزارة العديد من البرامج المتنوعة ضمن عمليات التفويج في جميع مراحلها منذ وصول الحاج وحتى مغادرته، من خلال مراقبة ومتابعة أعمال التفويج، والاستفادة من نتائج تلك المؤشرات لمعرفة الوضع الحالي والتدخل المباشر للمعالجة لتحقيق المستهدفات المنشودة من خطط المعتمدة، ومن أجل تجويد منظومة التفويج والتأكد من سلامة التخطيط وخط سير العمليات.
وتتضمن الخطط مراقبة أداء الخطط التنفيذية وحركة الحشود بالمشاعر المقدسة من خلال كاميرات المراقبة، حيث نجحت خطة وزارة الحج والعمرة اليوم، في تفويج الحجاج لرمي الجمرات في أول أيام التشريق ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وسط خدمات تكاملية من مختلف الجهات الحكومية والأهلية المعنية بالحج.
واتسمت انسيابية حركة الحجاج أثناء رميهم للجمرات الثلاث ابتداء من الجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، من خلال التقيد بالجدولة الزمنية التي خصصت لتفويجهم من المخيمات أو من خلال جسور المشاة مع قطار المشاعر، التي تمر على مسارات يتم منها توزيعهم على الأدوار المتعددة للجمرات وتحديد طرقات للذاهبين حتى لا تتعارض مع العائدين من الجمرات.
وضمن الجهود التنظيمية للحجاج، قد سخرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، (500) كادر أمن مدني لمتابعة سير تنظيم الحشود وإدارتها بجميع مواقع المسجد الحرام ومبنى الرئاسة ومرافقها الخارجية، والتأكد من جاهزية وسائل السلامة داخل المسجد الحرام، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة.
مغادرة الحجاج
وبالنسبة لمغادرة الحجاج ، فيقف وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني السعودي المهندس صالح بن ناصر الجاسر، على جاهزية صالة الحجاج وإجراءات الحركة التشغيلية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.
وتفقد الجاسر التجهيزات الميدانية لمرحلة عودة الحجاج لمناطقهم وبلدانهم، مشددا خلال لقائه بقيادات المطار على أهمية التقيد بالخطط المعتمدة، وتكثيف الاستعدادات لبدء المرحلة الثانية من الخطة التشغيلية لحج هذا العام، وإعادة الحجاج إلى وجهاتهم داخل وخارج المملكة بعد استكمالهم لنسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة.
ونوه وزير النقل بحجم الرعاية والعناية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، وولي العهد محمد بن سلمان ، بضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوّار، مشيدًا بحجم التعاون الكبير بين مختلف القطاعات الحكومية لتنفيذ توجيهات القيادة لخدمة ضيوف الرحمن وتسخير جميع الإمكانات لخدمتهم أثناء رحلتهم الإيمانية وحتى عودتهم لبلدانهم سالمين.