علاقات ضاربة فى عمق التاريخ، وتواصل مستمر بين مصر وموريتانيا، تعددت اللقاءات والزيارات بين مسئولى البلدين على مدار السنوات الماضية لتعزيز التعاون المشترك، وفى هذا الاطار يزور اليوم الرئيس الموريتانى محمد ولد الغزوانى القاهرة، وتشهد الزيارة بحث العديد من الاتفاقيات فى إطار التعاون المشترك بين البلدين بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس محمد ولد الغزواني.
وتتميز العلاقات المصرية الموريتانية بطابع خاص، فالتواصل بين البلدين كان ولايزال مثمرًا ومستمرًا ويعود إلى ما قبل الإسلام؛ فقد عبرت القبائل الحميرية الصنهاجية مصر إلى المغرب العربى بعد انهيار سد مأرب فى القرن الثانى قبل الميلاد، ثم عبرتها القبائل العربية الهلالية والسليمية والمعقلية الحسانية فى القرن الخامس الهجرى فى طريقها إلى المغرب العربى، وظل التواصل الروحى والفكرى الموريتانى المصرى قويًا عبر الجسور العلمية واللغوية وبواسطة الدراسة بالأزهر والجامعات والمعاهد المصرية التى تخرج فيها الكثير من الطلاب الموريتانيين وفقا لتقرير الهيئة العامة للاستعلامات.
وبعد عام 2013، شهدت العلاقات تطورًا لافتًا وجهدًا ملحوظًا، حيث تعددت التحركات على مستوى القيادات بين البلدين من أعلى مستوى إلى المستويات التى تليها، من خلال الزيارات المتبادلة.
ففى منتصف يونيو الماضى زار وزير الشئون الخارجية والتعاون الموريتانى محمد سالم ولد مرزوك القاهرة، وسلم للرئيس عبد الفتاح السيسى، رسالة خطية إلى الرئيس من أخيه رئيس موريتانيا "محمد ولد الغزواني"، تضمنت الإعراب عن تقدير موريتانيا الكبير لمصر قيادة وشعبًا، ولدورها الرائد على المستويين العربى والأفريقى، وتأكيد الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين فى مختلف المجالات، والاستفادة من التجربة التنموية المصرية التى شهدت تطورًا لافتًا خلال السنوات الأخيرة الماضية.
وتتطلع القاهرة لتفعيل أطر التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصة فى القطاعات التنموية التى اكتسبت فيها الشركات المصرية خبرات كبيرة خلال السنوات الماضية، وكذلك تقديم المساعدة فى تطوير وبناء القدرات والكوادر للأشقاء فى موريتانيا فى كافة المجالات.
وفى مطلع العام، زار وزير الدفاع الوطنى بموريتانيا حنن ولد سيدى القاهرة، التقى الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، فى إطار تعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين، وتفعيل التعاون المشترك بينهما فى المجالات العسكرية والأمنية، لاسيما فى ضوء دور موريتانيا المهم فى مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل.
وللعلاقات الاقتصادية بين البلدين جذور وأصول منذ هجرة القبائل العربية من مصر إلى شمال المغرب العربى ومن ثم إلى موريتانيا، وفى أحدث رقم سجلته حجم التبادل التجارى بنى البلدين.
فقد ارتفاع قيمة التبادل التجارى بين مصر وموريتانيا لتسجل 42.9 مليون دولار خلال عام 2022 مقابل 38.5 مليون دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 11.3% وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. ومن بين أهم السلع المصدرة: عصائر وخلاصات عصائر فواكه وخضر، مكرونة مصنعه من دقيق السيمولين، أدوية، ألبان وقشدة، الأسماك المصنعة، دهانات بوليميرات. وأهم السلع المستوردة: أسماك- دقيق ومساحيق مكتلة من أسماك وقشريات – مصنوعات أخرى من حديد وصلب.
وسجلت قيمة الصادرات المصرية إلى موريتانيا 41.1 مليون دولار خلال عام 2022، مقابل 38.3 مليون دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 7.3%، بينما بلغت قيمة الواردات المصرية من موريتانيا 1.8 مليون دولار خلال عام 2022 مقابل 241 ألف دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 644.4%.
وبلغت قيمة الاستثمارات الموريتانية فى مصر 512 ألف دولار خلال العام المالى 2021/2022 مقابل 10 آلاف دولار خلال العام المالى 2020/2021 بنسبة ارتفاع قدرها 5020%.
كما تشهد العلاقات تعاونا فى مختلف المجالات منها العسكرى والطبى والسياحى والاتصالات، وتتطلع القاهرة لمساعدة موريتانيا فى تطوير وبناء القدرات والكوادر بمختلف المجالات.