تؤكد الولايات المتحدة وشركاؤها الآسيويين رغبتهم في الحفاظ على توازن القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وذلك لمنع الصين من أن تصبح قوة مهيمنة إقليمية هناك.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن واشنطن وحلفائها قلقون من أن تقنع بكين جيرانها تدريجيا بالنأي بأنفسهم عن الولايات المتحدة، وقبول السيادة الصينية، والإذعان لرغبات بكين في قضايا السياسة الخارجية الرئيسية.
وأضافت أنه على سبيل المثال، في عام 2018 حذر وزير الدفاع الأمريكي آنذاك جيمس ماتيس من أن الصين "لديها خطط طويلة الأجل لإعادة كتابة النظام العالمي الحالي"، كما أن العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين دائما ما يقدمون حججا مماثلة، مستندين في الترويج لها إلى رغبة الصين المعلنة في أن تكون "قوة عالمية رائدة"، وسط مخاوف من مساعي تغيير الوضع الراهن في منطقة بحر الصين الجنوبي وأماكن أخرى.
ونبهت المجلة الأمريكية إلى أن الآثار المترتبة على هذا الطرح مقلقة، حيث إذا كانت الصين تسعى بنشاط إلى أن تصبح قوة مهيمنة إقليمية في آسيا، وإذا كانت الولايات المتحدة عازمة على منعها من ذلك، فسيكون من الصعب تجنب الصدام المباشر بين أقوى دولتين في العالم.
وأشارت المجلة إلى أنه على الرغم من أن الصين قد تكون في وضع أفضل لتصبح قوة إقليمية مهيمنة إذا تمكنت من إخراج الولايات المتحدة من آسيا، إلا أن هذا الهدف ربما يكون بعيدا عن متناولها، فمن المرجح أن تفشل محاولة بكين للهيمنة الإقليمية ويلحق بها وغيرها ضرر جسيم في هذه العملية، لذلك، يمكن للولايات المتحدة أن تتبنى وجهة نظر متفائلة نسبيا بشأن هذا الاحتمال، حتى لو لم تستطع استبعاده تماما، ويجب على واشنطن وحلفائها، في الوقت الذي يسعون فيه للحفاظ على توازن القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التأكد من أن جهودهم لا تدفع قادة الصين للتفكير جديا في محاولة الهيمنة كحل لا مفر منه رغم المخاطر ذات الصلة.
ولفتت "فورين بوليسي" إلى أن دوافع سعي دولة ما لأن تكون قوة مهيمنة إقليمية (أي القوة العظمى الوحيدة في منطقتها الجغرافية) معروفة، ويمكنها الاستفادة كثيرا من هذه الوضعية إذا لم يكن في المحيط قوة كبرى، وكانت حدودها مؤمنة بشكل كامل بعيدا عن النزاعات مثلما هو الحال مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي يتمتع قادتها بمجال واسع من الحرية لتقرير متى يمكنهم البقاء على الحياد أو يخوضون حربا عندما تندلع الصراعات في مكان آخر بعيدا عن الوطن، أو حتى الانسحاب من هذه الحرب دون تعريض أمن أمريكا للخطر إذا فشلت هذه التدخلات كما حدث في فيتنام أو العراق أو أفغانستان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة