صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب "مدرسة تحسين الخطوط العربية.. تاريخ مدرسة صاغت الفن فى مصر" للدكتور محمد حسن.
الكتاب يرصد واحدة من الظواهر المهمة في تاريخ الفنون العربية التي ظهرت على أرض مصر؛ وهي ظاهرة جديرة بالدراسة والتحليل على مدى خمسة فصول هي محتوى هذا الكتاب كانت الفصول من الأول إلى الرابع تراجم واستعراض تاريخي لأهم أساتذة مدرسة تحسين الخطوط، وأهم المؤثرات التي صاحبت التأسيس، ودور محمد عبد العزيز الرفاعي في هذا التأسيس، كذلك تم الحديث في الفصل الأول عن مرحلة ما قبل المدرسة، وأهم التيارات الفنية المصرية والوافدة.
كذلك تم تخصيص الفصل الأخير من تلك الفصول للإجابة على سؤال مهم للغاية هو ما مجالات أو أوجه عمل خريجي مدرسة تحسين الخطوط على اعتبار أن الخط العربي هو صناعة ثقافية تحويلية أو بعبارة أخرى هو صناعة أو فن تطبيقي، ويدخل في عشرات من الأعمال، وهذا الفصل هو القياس لدرجة تأثير خريجي مدرسة تحسين الخطوط الملكية العربية في شكل المشهد الفني العربي والإسلامي سواء المتعلق بالزخرفة أو المتعلق بالخط العربي، فلم يكن عملهم مجرد عمل روتيني، بل هو عمل فني إبداعي له صوره الإبداعية المميزة، وتم وضع خاتمة في نهاية الكتاب تضم مجموعة من صور هؤلاء الفنانين، وهذا الحصر سيساعد بشكل كبير في حصر أعمالهم والتاريخ لهم بصورة أكثر علمية، ولعلها تكون نواة لعمل أرشيف الفني والتاريخي الواجب واللازم لهم.
الكتاب مساحة لفهم أوسع لدلالات لفظ القوى الناعمة التي تتعامل معه باجتزاء شديد؛ وكأن الفنون البصرية التقليدية العربية والإسلامية لا تدخل ضمن هذا العمل الإبداعي أو لا تدخل تحت مظلة هذا المصطلح، وأتمنى مستقبلاً إصدار دراسة مستقلة عن المناهج التي تم تدريسها مدرسة تحسين الخطوط، تضم تحليلاً للفروق بين نتاج أساتذة الخط العربي من العاملين بالمدرسة في مجال الأمشاق الخطبة التي يقدمونها لطلاب المدارس العادية أو مدارس الخطوط، وتأثر هؤلاء الأساتذة في فنون الكتاب أو الصحف أو في مجال الإعلان، ودراسة منفصلة عن نساخ المصاحف من خريجي مدرسة تحسين الخطوط، والحديث كذلك عن خطاطي الصحف المصرية.
ولا عتبارات فنية في التعريف بخريجي المدرسة يجب الأخذ في الاعتبار أنه قد تم وضع الكتاب باعتبار مدرسة تحسين الخطوط الملكية ثم العربية بالقاهرة هي المدرسة الأم المؤسسة لجميع المدارس المصرية التالية عليها، ولذلك تم إدراج أسماء بعض الفنانين على الرغم من أنهم قد لا يكونوا من خريجي مدرسة القاهرة بل تم الأخذ في الاعتبار الدور الريادي لهؤلاء الأساتذة وأنهم يمثلون المدرسة المصرية في العصر الحديث، وعليه كانت إضافة اسم الاستاذ كامل إبراهيم- مثلاً- ضمن الطبقة الثانية من خريجي المدرسة على الرغم من أنه كان من خريجي مدرسة الإسكندرية وحصل منها على دبلوم الخط العربي، فإنه كان أستاذا مجودا له بصمته الفنية، كما أنه حصل على دبلوم التخصص من المدرسة الأم بالقاهرة مدرسة خليل أغا، وعليه أيضا لم تتم الإشارة مثلاً إلى الأستاذ محمد إبراهيم مؤسس المدرسة بالإسكندرية.