قال الدكتور عبد الفتاح العواري - العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة: إن جماعات التطرف انحرفت عن الفهم الحقيقي لمدلول بعض المصطلحات، وذلك بسبب عدم إتقانهم لقوانين اللغة التي تفرق بين المعنى الحقيقي للفظ حسب وضع اللغة وبين المعاني المجازية التي تخرج باللفظ عن وضعه اللغوي الى معاني أخرى؛ لوجود مانع من إرادة المعنى الأصلي والمعنى المجازي.
جاء ذلك خلال محاضرته "خطورة التكفير على المجتمعات" ضمن الدورة التدريبية الـ 20 التي تعقد بالحضور المباشر، بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، لأئمة وخطباء دولة ليبيا الشقيقة، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب.
وأشار الدكتور العواري، إلى أن لفظة التكفير في مواردها في النصوص الشرعية لا يقصد بها المعنى الحقيقي على الإطلاق وإنما يقصد بها في الأغلب معاني مجازية، وهذا ما حدث فيه الخلط عند هؤلاء المتشددين، مثال ذلك قوله تعالى: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"، فالكفر هنا ليس كفر عقيدة بل هو كفر نعمة الله، وأيضا في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم "يكفرن العشير" ليس معناه أن المرأة التي قد تقصر في معرفة حق زوجها تكون كافرة من أجل هذا التقصير، إنما المقصود عدم شكرها لجميل الزوج، فليس الكفر في كثير من موارد القرآن والسنة كفرا مخرجا من الملة، إنما هو كفر عمل، فهؤلاء المنحرفون فكريا يطلقون مصطلح التكفير دون فهم على سائر المجتمعات وأفرادها وشعوبها.
وأكد الدكتور العواري، أن هذا الإطلاق لمفهوم الكفر عند هؤلاء له من المخاطر ما الله به عليم؛ حيث يجردون المؤمن من إيمانه وإسلامه ودينه فيصبح في معتقدهم مستباح الدم والمال والعرض، وهذا فهم باطل يجب على العلماء أن يتصدوا له حتى يحفظوا على المجتمعات استقرارها وأمنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة