تحل، اليوم، ذكرى رحيل الإمبراطور الرومانى نيرون الذى توفى فى 9 يونيو من عام 68 ميلادية وعرف عنه ميوله الغريبة وأطواره غير المستقرة.
أما أشهر جرائمه على الإطلاق فكانت حريق روما الشهير سنة 64 ميلادية، والذى كان من تدبيره، حيث راوده خياله بأن يعيد بناء روما بعد إحراقها، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير، حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة لمدة أسبوع فى أنحاء روما، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر، وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفى وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالساً فى برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة.
ووفقا للمؤرخ تاسيتس فإن نيرون قدم المساعدات بعد حريق روما، بل قام بدفع أموال من ميزانيته الخاصة، كما فتح قصوره الخاصة للناجين من الحريق، وأمر بتوفير الطعام للناجين، وفى أعقاب الحريق قام بوضع خطة جديدة للمدينة، بحيث لم تعد المنازل متلاصقة ببعضها، وتمت إعادة بناؤها من حجارة القرميد إضافة لطرق جديدة واسعة، كما قام نيرون ببناء قصر جديد عرف باسم دوموس أوريا أو "البيت الذهبى" فى منطقة كانت قد دمرت جراء الحريق، وقد زادت مساحة منطقة القصر عن 1.2 كيلو متر مربع.
وقد ورد فى كتاب "على رقاب العباد" للكاتب الكبير أنيس منصور، أن نيرون ورث النزعة الدموية من أمه "أجربينا" التى قتلت زوجها الإمبراطور كلوديوس، فقتل نيرون كل إنسان يهدده أو يبدو عليه ذلك، ووصفه المؤرخون بأنه إنسان مشوه له ساقان نحيفتان وشعر أصفر وعينان زرقاوان.
وعلى الرغم من الاتهامات العديدة التى وجهها الكتاب القدامى والمؤرخون هناك أدلة على أن نيرون يتمتع بمستوى معين من الدعم الشعبى كان لديه شغف بالموسيقى والفنون، وهو اهتمام بلغ ذروته فى عرض عام قدمه فى روما عام 65 بعد الميلاد.