أكدت دراسة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن مصر نجحت في القضاء على فيروس سي من خلال مبادرة 100 مليون صحة، والتي أُطلقت بمبادرة رئاسية في عام 2018 تحت مسمى القضاء على فيروس سي والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، في وقت كان وصل فيه عدد المصابين إلى 7% من السكان البالغين، لتأتى المبادرة بأكبر مسح صحي شامل للكشف عن فيروس سي لأكثر من 60 مليون مواطن بالمجان.
وأضافت الدراسة، أن الحكومة المصرية قررت التوجه نحو علاج جميع الأشخاص المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي، للوصول إلى تحقيق هدف القضاء على المرض في أقصر فترة زمنية ممكنة، والتي بدأت من خلال وضع أول استراتيجية وطنية مصرية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي.
وأشارت الدراسة، إلى أن الاستراتيجية تضمنت عدة أهداف رئيسة للفترة 2008-2012، الحد من الانتشار في الفئة العمرية 15-30 سنة بنسبة 20٪ من مستويات عام 2008 بحلول عام 2012، توسيع نطاق الوصول إلى العلاج في حدود 100 كيلومتر لجميع المصريين وعلاج 50٪ من الأفراد المحتاجين للعلاج بحلول عام 2012، العمل على الاستمرار في البحث العلمي.
وتابعت: "بدأت الخطة الاستراتيجية الثانية في عام 2014-2018، تحت عنوان خطة العمل للوقاية والرعاية والعلاج من التهاب الكبد الفيروسي، بعد بداية الاستراتيجية بعام واحد وفى عام 2015، قدر المسح الصحي لمصر بأن المصابين بالتهاب الكبد الوبائي “فيروس سي”، وصل إلى 7% من السكان، وهدفت الخطة إلى علاج 400.000 مريض سنويًا، ووُزعت تكلفة العلاج بين وزارة الصحة المصرية والهيئة المصرية للتأمين الصحي، والمدفوعات النقدية من المرضى، بناء على ذلك، أطلقت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوابة إلكترونية للأشخاص المصابين بـ”فيروس سي”، للتسجيل من خلالها لتلقي العلاج، وخلال أول 30 يومًا من إطلاقها سجل ما يقرب من 500.000 مواطن، لكن هل حققت تلك الاستراتيجيات النجاح المطلوب؟ طبقًا لنتائج الخطة الأولى، فقد بدأ علاج حوالي 191.000 مصري في ذلك الوقت، واشتمل العلاج على طرق عدة لكنها كلها تحتاج وقت طويل إلى جانب أنها باهظة التكلفة، وقد تم تخصيص 80 مليون دولار أمريكي لتنفيذ الاستراتيجية. أما الاستراتيجية الثانية وبنهاية 2018، فقد استطاعت الخطة علاج ما يقرب من مليوني مواطن، وبالتالي يمكن القول إن كلا الخطتين حققتا النجاح المرجو منهما في النهاية، وهو القضاء على فيروس سى.
وأوضحت: "في إطار دور مصر فى الخدمات الإنسانية، تم إطلاق مرحلة جديدة من "مسح وعلاج الأجانب واللاجئين"، في الفترة من 1 مايو 2019 وحتى 30 سبتمبر 2019 ضمـن مبـادرة 100 مليـون صحـة، وتهدف إلـى مسـح وعـلاج الأجانـب واللاجئيـن من "فيروس سي"، من خلال عمل مسـح للوافديـن مـن الأطفـال مـن سـن 12 إلى 18عامًا، والبالغين مـن عمـر 18عامًا دون حـد أقصى، وقـد جرى فحـص 67 ألفًا و 498 مقيمًا مـن اللاجئين والأجانب المقيمين، وتقديـم العــلاج بالمجان لمن ثبتت إصابته، وقد أشادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية، بهذه الخطوة التي قامت بها الدولة المصرية".
وتابعت: "إجمالًا، يمكن القول إن مبادرة "100 مليون صحة" من أكبر المبادرات الصحية التي هدفت إلى التصدي للقضايا الصحية الأكثر تأثيرا على المواطن، بعد أن كانت مصر تحتل قائمة أعلى معدلات الانتشار لفيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" في العالم، أصبحت اليوم خالية من "فيروس سي"، وأسهمت المبادرة كذلك في تخفيف العبء الاقتصادي على الدولة، فقد قُدر سابقًا أن التكلفة الطبية المباشرة تصل إلى أكثر من 100.000 دولار، إلا أنها بلغت خلال المبادرة 131 دولارًا، مما يظهر بوضوح حجم التوفير في التكلفة من خلال فحص السكان".