تعيش أوروبا حالة من الذعر والخوف بسبب ارتفاع درجات الحرارة التى أصبحت تتعدى الـ40 درجة فى عدة دول رغم أن الصيف لا يزال فى بدايته، إلا أن الخبراء يحذرون من صيف أشد حرارة هذا العام ، وهو ما ينذر بارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن موجات الحر، خاصة وان أوروبا سجلت العام الماضى حوالى 62 الف ضحية للحر.
ونشر معهد برشلونة تقريرا حول عدد الوفيات المرتبطة بموجات الحر الشديدة خلال عام 2022 ، وقال إن إسبانيا تعتبر ثانى دولة فى أوروبا حيث وصل عدد الوفيات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة ، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وأشار التقرير إلى أن الدولة التى كانت بها توفى أكبر عدد من الأشخاص بسبب النوبات المتعلقة بدرجات الحرارة القصوى هى إيطاليا مع أكثر من 18 ألف شخص، تليها إسبانيا مع أكثر من 11.324 ، مشيرا إلى أن صيف 2022 هو العام الأكثر سخونة على الأطلاق فى القارة العجوز، ولهذا بدأت عدة دول فى اتخاذ اجراءاتها للحد من الحرارة والجفاف حتى لا يسقط عدد من الضحايا هذا العام .
وفقًا لهذا التقرير الصادر عن معهد برشلونة للصحة العالمية، وبالتعاون مع المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الصحية، فإن الفئة العمرية ذات أعلى معدل وفيات لهذا السبب هي أكثر من 79 عامًا.
وتشهد إسبانيا فى الوقت الحالى موجة شديدة الحرارة، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية ، وحذرت السلطات المواطنين من الشمس الحارقة مطالبة إياهم باتخاذ الاحتياطات القصوى حتى لا يتعرضوا للاصابة بضربة شمس .
وأصبحت موجات الحر ظاهرة متكررة بشكل متزايد في إسبانيا، وكان صيف عام 2022، بمتوسط درجة حرارة 24 درجة، هو الأشد حرارة منذ بداية السلسلة التاريخية عام 1961، وهو الذي سجل أكبر عدد من الأيام في موجات الحر، حيث بلغ مجموعها 41 يومًا، وفقًا لبيانات من وكالة الأرصاد الجوية الحكومية (Aemet).
وأشارت وكالة الأرصاد الجوية، إلى أن هناك احتمالية بنسبة 60٪ أن تكون الأشهر من يوليو إلى سبتمبر 2023 أكثر دفئًا من المعتاد في شبه الجزيرة الأيبيرية، ورفع هذا الاحتمال إلى 70٪ في جزر الكناري وجزر البليار، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وتوقعت الوكالة، أن التحذير الخاص الأول لموجة الحر من ايميت هذا الصيف بين 25 و 28 يونيو وركز على جنوب غرب شبه الجزيرة، ومع ذلك، يشير ايميت إلى أن حلقة درجات الحرارة القصوى لم تلب أخيرًا المتطلبات التي حددتها وكالة الدولة لاعتبارها موجة حر.
حسب الجنس ، كان عدد النساء اللائي فقدن أرواحهن أعلى بنسبة 63٪ من الرجال. يرى الخبراء أن هذه البيانات تظهر أن خطط الوقاية للتعامل مع هذه الحالة الطارئة غير كافية. إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء ، فقد تواجه أوروبا ما معدله 68000 حالة وفاة مبكرة كل صيف بحلول عام 2030.
وفى إيطاليا، حذر هيئة الأرصاد الجوية الإيطالية "الميتيو" على موقعها الإلكترونى من موجة حر شديدة تواجه إيطاليا مع عواصف قوية تهدد مناطق حبال الألب، وهى التى تستمر حتى 13 يوليو، وهو ما ينذر المخاوف من وقوع حوادث، وأشارت الهيئة إلى أن خبراء الطقس أكدوا أن موجة الحر فى إيطاليا ناجمة عن وصول الإعصار الذى يطلق عليه "سيربيروس"، وهى مصحوبة بعواصف قوية.
وأكدت "فى الأيام المقبلة، نتيجة الإعصار الأفريقى المضاد، "سنصل إلى الذروة"، مع زيادة أكبر فى مستوى الحرارة، من الشمال إلى الجنوب، يرافقه "تبادل نادر للهواء، وما يترتب على ذلك من زيادة فى معدل الرطوبة".
وأوضحت الوكالة أن فى بعض الأماكن ستتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية، محذرة أن الاسابيع المقبلة ستعيش إيطاليا أكثر أسابيع العام حرارة لأن كتلة الهواء الحارق ستتوسع مع بعض البلدان الأفريقية بالإضافة إلى وسط وجنوب أوروبا.
من ناحية أخرى، وكما تنبأ المختصون، فإن "الإحساس بالحرارة سيتفاقم طوال الفترة مع وصول رمال الصحراء التى ستصل من الصحراء، معلقة على علو شاهق والتى ستكون مسؤولة عن سماء بيضاء سوف تخفى الشمس".
أما ألمانيا، فقد حثت الحكومة الألمانية كبار السن ومن يعانون من ظروف صحية، والنساء الحوامل، وذوي الأطفال الصغار، على البقاء في أماكن باردة في ظل توقعات بارتفاع حاد في درجات الحرارة خلال نهاية الأسبوع.
وقالت إن الحرارة ستتجه شرقا ، لتصل إلى 37 درجة مئوية، وبدورها، حثت وزارة الصحة الألمانية الأشخاص على التزام المنازل واستهلاك كميات كافية من السوائل، وتجنب الأنشطة الشاقة، خاصة أثناء النهار.
وفي النمسا، حيث يتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 35 مئوية، أعلنت السلطات عن خط ساخن مجاني للأشخاص لتلقي النصائح بشأن كيفية التعامل مع الحر.
قامت ولاية كارينثيا الواقعة جنوبي البلاد بتنشيط خطة حماية من الحرارة لأكثر من 900 دار رعاية ومستشفى ومواقع أخرى لتحديد الأشخاص المعرضين بشكل خاص لخطر الحرارة المرتفعة.
وسنويا يتوفى الآلاف في أنحاء أوروبا جراء موجات الحر، وهي مشكلة يقول الخبراء إنها ستتزايد بسبب تغير المناخ.
وقالت كبيرة مسؤولي الصحة في كارينثيا، بي ته بريتنر، إن البشر ليسوا هم فقط من يحتاجون إلى الحماية من الحرارة، مضيفة "قدموا لحيواناتكم ما يكفي من الماء، وتأكدوا من أنهم في الظل، لا تستهينوا بخطر ترك الحيوانات في السيارة. دقائق قليلة قد يكون لها عواقب وخيمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة