نعى رئيس دولة التشيك بيتر بافيل، الكاتب العالمى ميلان كونديرا، الذى رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 94 عاما، بعد رحلة صراع مع المرض.
ووصف بيتر بافيل، رئيس دولة التشيك، ميلان كونديرا بأنه كاتب عالمى، مضيفا: "لقد كان مصيره فى الحياة يرمز إلى التاريخ الحافل بالأحداث لبلدنا فى القرن العشرين"، مؤكدا أن إرث كونديرا سوف يستمر فى أعماله".
وفى نفس السياق، قال رئيس الوزراء التشيكى بيتر فيالا، إن أعمال ميلان كونديرا "وصلت إلى أجيال كاملة من القراء عبر جميع القارات".
يشار إلى أن ميلان كونديرا، ولد فى الأول من أبريل عام 1929، لأب وأم تشيكيين، كان والده لودفيك كونديرا عالم موسيقى ورئيس جامعة جانكيك للآداب والموسيقى ببرنو، وتعلم ميلان كونديرا العزف على البيانو من والده، ولاحقا درس علم الموسيقى والسينما والأدب، تخرج فى العام 1952 وعمل أستاذاً مساعداً، ومحاضراً فى كلية السينما فى أكاديمية براغ للفنون التمثيلية ونشر أثناء فترة دراسته شعرا ومقالاتٍ ومسرحيات، والتحق بقسم التحرير في عدد من المجلات الأدبية.
التحق ميلان كونديرا بالحزب الشيوعي في عام 1948، وتعرض للفصل هو والكاتب جان ترافولكا عام 1950 بسبب ملاحظة ميول فردية عليهما، وعاد بعد ذلك عام 1956 لصفوف الحزب، ثم فُصل مرة أخرى عام 1970.
ونشر ميلان كونديرا في العام 1953 أول دواوينه الشعرية لكنه لم يحظ بالاهتمام الكافي، ولم يُعرف كونديرا ككاتب هام إلا عام 1963 بعد نشر مجموعته القصصية الأولى غراميات مضحكة.
فقد ميلان كونديرا وظيفته عام 1968 بعد دخول الاتحاد السوفييتى لتشيكوسلوفاكيا، بعد انخراطه فيما سُمّي ربيع براغ، اضطر للهجرة إلى فرنسا عام 1975 بعد منع كتبه من التداول لمدة خمس سنوات، وعمل أستاذا مساعداً في جامعة رين ببريتانى (فرنسا)، حصل على الجنسية الفرنسية عام 1981 بعد تقدمه بطلب لذلك إثر إسقاط الجنسية التشيكوسلوفاكية عنه عام 1978، كنتيجة لكتابته كتاب "الضحك والنسيان". تحت وطأة هذه الظروف والمستجدات في حياته، كتب كونديرا روايته الشهيرة "كائن لا تحتمل خفته"، التي جعلت منه كاتباً عالمياً معروفاً لما فيها من تأملات فلسفية، تنضوي في خانة فكرة العود الأبدي لنيتشة، وفي عام 1995 قرر كونديرا أن يجعل من الفرنسية لغة لسانه الأدبي من خلال روايته "البطء".