ترحيب عربى واسع لاقته الجهود المصرية الساعية لحل الأزمة السودانية التي دخلت شهرها الرابع، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع .
كانت أحدث حلقة فى سلسلة الدعم والمساندة والمساعى -غير المحدودة- التى تقدمها القاهرة للخرطوم لتسوية سلمية للأزمة، احتضان مصر لقمة دول جوار السودان حيث استضافت رؤساء وزعماء 6 دول مجاورة للسودان وهى (ليبيا واريتريا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى واثيوبيا وجنوب السودان)، كما شارك رئيس الاتحاد الإفريقى وأمين عام جامعة الدول العربية.
وجاء انعقاد القمة بعد سلسلة محاولات دبلوماسية من أجل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وحرصًا من القيادة المصرية على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السودانى، وتجنيبه الآثار السلبية التى يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.
تأييد بحرينى لمخرجات القمة
وفي سياق ردود الفعل على القمة التي استضافتها القاهرة، أعربت وزارة الخارجية البحرينية عن دعم مملكة البحرين وتأييدها لمخرجات قمة دول جوار السودان، فى دعوتها للأطراف المتحاربة فى جمهورية السودان الشقيقة إلى الالتزام بالوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار، وإنهاء الحرب، وحماية الأرواح والممتلكات، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتأكيد الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه وعدم التدخل فى شئونه الداخلية.
وأعربت الوزارة ، فى بيان لها، عن تقدير مملكة البحرين للجهود الدبلوماسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، لاحتضان قمة دول جوار السودان باعتبارها خطوة مهمة فى سياق المساعى الدولية الرامية للتوصل إلى حل سلمى شامل ومستدام للأزمة الراهنة، من خلال مشاركة الأطراف السودانية كافة فى حوار وطنى جامع يلبى تطلعات الشعب السودانى الشقيق فى الأمن والاستقرار والرخاء، والحفاظ على مؤسسات الدولة ومقدراتها، واستكمال المسار الديمقراطي.
الإمارات وعُمان ترحبان
وأكدت الخارجية العُمانية، تقديرها للجهود التى قادها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عقد قمة دول جوار السودان، دعمًا للمساعى الرامية للتوصل إلى حل سلمى شامل ومستدام يلبى تطلعات الشعب السودانى فى الأمن والاستقرار والحفاظ على مكتسباته ومقدراته.
كما أعربت الخارجية - وفق وكالة الأنباء العمانية - عن تأييد السلطنة لمخرجات القمة التى عُقدت بالقاهرة، ودعوتها لأطراف النزاع فى السودان إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء الاقتتال حقنًا للدماء وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتأكيد الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شئونه الداخلية.
الكويت تتطلع للاستجابة
وأعربت وزارة الخارجية الكويتية عن ترحيب دولة الكويت باستضافة مصر القمة ، وأكد البيان الصادر عن وزارة الخارجية الكويتية عن تطلع دولة الكويت إلى استجابة جميع الأطراف لمخرجات هذه القمة وأن تسفر عن إنهاء الصراع الحالي ووضع الآليات الفاعلة لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية بالاتساق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى بما يجنب السودان الشقيق وشعبه آثارها السلبية ويحافظ على أمن السودان واستقرار وسلامة أراضيه وحماية مقدراته ومصالحه وإنهاء الاقتتال الدائر فيه وحقن دماء الشعب السوداني الشقيق.
وفى السياق نفسه، أبرزت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية، داعيا الاطراف المتحاربة إلى وقف التصعيد والبدء من دون إبطاء فى مفاوضات جادة تهدف الى التوصل لوقف فورى ومستدام لإطلاق النار.
وذكرت أن ذلك جاء فى كلمة الرئيس السيسى خلال انطلاق فعاليات الجلسة الافتتاحية لقمة دول جوار السودان بمشاركة رؤساء دول وحكومات دول جوار السودان ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وطالب الرئيس السيسى بتشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية على أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة.
وتابعت، أن الرئيس السيسى دعا إلى إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية بمشاركة القوى السياسية والمدنية وممثلى المرأة والشباب يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبى طموحات وتطلعات الشعب السودانى فى الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية، مطالبا جميع الأطراف السودانية بتسهيل جميع المساعدات الإنسانية وإقامة ممرات آمنة لتوصيل تلك المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجا داخل السودان ووضع آليات تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية ولموظفى الإغاثة الدولية لتمكينهم من أداء عملهم.
وأشارت كونا إلى تأكيد رئيس جنوب السودان سلفا كير - فى كلمته - إلى أن قمة دول جوار السودان تأتى من أجل مناقشة سبل إنهاء الأزمة فى السودان، لافتا إلى أنها عقدت فى وقت حرج لجميع دول الجوار.
وقال رئيس جنوب السودان إن هذه "القمة تعطى لنا فرصة لبحث الوضع فى السودان وإنهاء أزمته والتغلب على آثارها الجسيمة"، لافتا إلى أن منظمة (إيجاد) والاتحاد الإفريقى يعملان أيضا على ذلك، مطالبا بوقف إطلاق النار بـ"صورة فورية".
الأردن يشيد
ومن جانبه، رحب الأردن بالبيان الختامي الصادر عن قمة دول جوار السودان، والذي ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية.
وأشارت وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية - في بيان لها اليوم أوردته وكالة الأنباء الأردنية (بترا)- إلى تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ضرورة الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها ومنع تفككها، والاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شئونه الداخلية.
وأكدت الوزارة دعم الأردن للجهود كافة المستهدفة حل الأزمة السودانية، مشيدةً بجهود جمهورية مصر العربية في التنظيم والإعداد لهذه القمة، معربة عن أملها بأن تثمر هذه الجهود في حل الأزمة السودانية، ووقف القتال، وتعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان، وبما يلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق.
تونس ترحب بالنتائج
كما رحبت الخارجية التونسية بنتائج القمة، وأعربت الخارجية عن أملها في أن تسهم هذه المبادرة في دفع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل لحل سلمي وشامل للأزمة في السودان، وجددت الخارجية التونسية الدعوة إلى الوقف الفوري للنزاع، حفاظا على أمن السودان واستقراره ووحدته الترابية، وصون سيادته ومقدرات شعبه الشقيق.
وكان مؤتمر قمة دول جوار السودان قد أكد في بيانه الختامي، الذي تلاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والتعامل مع النزاع القائم في البلاد باعتباره شأنا داخليا.
قمة دول جوار السودان
فلسطين
وأعربت وزارة الخارجية والمغتربين عن ترحيب دولة فلسطين بالجهود التي بذلتها مصر ، لعقد قمة دول جوار السودان بهدف تحقيق الأمن والاستقرار لجمهورية السودان الشقيقة، وكذلك جهود ومساعي جميع الأطراف المشاركة.
وأكدت الخارجية في بيان صدر عنه، اليوم الجمعة، حرص دولة فلسطين على سلامة وأمن السودان الشقيق، والتوصل إلى الإنهاء الفوري للأحداث المؤسفة الجارية في السودان وتحقيق السلام والازدهار في السودان.
صحف لبنان
فيما سلطت الصحف اللبنانية الضوء على قمة دول جوار السودان، حيث أكدت أن القمة أطلقت آلية لحماية سيادة السودان ومؤسساته بمبادرة مصرية.
وتحت عنوان "مصر تطلق مبادرة جديدة للوساطة في النزاع السوداني"، نشرت صحيفة النهار اللبنانية في صفحتها الأولى صورة تجمع الرؤساء والقادة المشاركين في قمة دولة جوار السودان"، وأكدت أن مصر تقود مسعى جديدا لوقف القتال بين الفصيلين المتحاربين في السودان واحتواء الأزمة الإنسانية، مستغلة قمة لدول الجوار في إحياء الجهود الدولية لاحتواء الحرب.
كما نشرت صحيفة اللواء اللبنانية في صفحتها الأولى صورة للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال إلقاء كلمته بالقمة التي عقدت أمس تحت عنوان " قمَّة القاهرة تُطلق آلية لحماية سيادة السودان ومؤسساته".
وأكدت الصحيفة، أن البيان الختامي لـ"قمة دول جوار السودان شددت على ضرورة حماية الدولة السودانية ومؤسساتها، معرباً عن قلقه البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد.
وأضافت أن البيان الذي ألقاه الرئيس السيسي دعا إلى الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه، واعتبار النزاع الحالي شأناً داخلياً، مؤكداً على إطلاق حوار جامع يلبي تطلعات الشعب السوداني، وتشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية يكون اجتماعها الأول في دولة تشاد على أن تكون مهمتها وضع خطة عمل تنفيذية لوقف القتال، والتوصل إلى حل شامل للأزمة، عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة في تكاملية مع الآليات القائمة بما فيها الإيجاد والاتحاد الأفريقي.
وتحت عنوان "السيسي: النزاع في السودان شأن داخلي"، أكدت صحيفة الشرق اللبنانية في الصفحة الأولى بعددها اليوم أن مصر تقود أحدث المساعي الدولية الرامية لمنع اندلاع حرب أهلية وتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، مشيرة إلى أن مصر استضافت أمس قمة إقليمية سعياً للتوسط بين الطرفين المتحاربين بالسودان.
وركزت الصحيفة على كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي دعا فيها إلى الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه، واعتبار النزاع الحالي شأناً داخلياً، مؤكداً على إطلاق حوار جامع يلبي تطلعات الشعب السوداني.
ونقلت الصحيفة تحذير الرئيس السيسي من خطورة الأزمة السودانية وتداعياتها الكارثية، مشيرة إلى دعوة الرئيس للوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية ومعالجة الأزمة من جذورها عبر التوصل إلى حل سياسي شامل.
وقالت الصحيفة: "طرح الرئيس السيسي تصوّر مصر لخروج السودان من أزمته، وهو تصور يشمل وقف التصعيد وانخراط طرفي النزاع في مفاوضات جدية للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، إقامة ممرات آمنة لعبور المساعدات الإنسانية، إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية من عسكريين ومدنيين لبدء عملية سياسية شاملة، وأخيراً وضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة.