-
الرئيس السيسى: نسعي لتسريع تنفيذ أجندة التنمية الأفريقية 2063 و الاستفادة من الخبرات والإمكانات المصرية
-
الرئيس السيسى: مستعدون للعمل بجهد وإخلاص لتعميق التكامل الاقتصادي بيننا ورفع مستوى معيشة شعوبنا
-
الرئيس السيسى: تكثيف الجهود مع الشركاء الدوليين والمنظمات التمويلية لإيجاد حلول فعالة لمعالجة أزمة الديون المتراكمة
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن مصر تؤمن بمحورية مسار التكامل الإقليمى لدفع معدلات التنمية فى دولنا الأفريقية وتعزيز سبل الاستقرار بها.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسى فى قمة منتصف العام التنسيقية التابعة للاتحاد الأفريقى خلال مناقشة البند الخاص بدور وكالة الاتحاد الأفريقى الإنمائية (النيباد) فى تعزيز التكامل الإقليمى والقارى تحت مظلة أجندة 2063 بالعاصمة الكينية نيروبى.
وأكد الرئيس السيسى أن مصر تتولى رئاسة وكالة الاتحاد الأفريقى الإنمائية (النيباد)، فى ظروف بالغة الدقة، تتزامن مع تغيرات ملموسة على المستويين الدولى والإقليمى على الأصعدة السياسية والاقتصادية، وبما بات يتطلب تكاتف جهودنا لمواجهة التحديات التى تواجه شعوبنا، وتؤثر على قدرتنا على الاستمرار فى المسار التنموى لدولنا الأفريقية.
وتابع الرئيس السيسى، أنه لمن دواعى سرورى أن أتواجد معكم فى العاصمة الكينية نيروبى للمُشاركة فى أعمال الدورة الخامسة لاجتماع مُنتصف العام التنسيقى التابع للاتحاد الأفريقى، وهو الاجتماع الذى عُقدت نسخته الأولى تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى فى دولة النيجر الشقيقة فى 2019.
وتوجه الرئيس السيسى بخالص التقدير إلى الرئيس "ويليام روتو"، رئيس جمهورية كينيا، على ما لمسناه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما توجه بالشكر إلى فريق عمل مفوضية الاتحاد الأفريقى تحت قيادة "موسى فقيه" على حسن الإعداد والترتيب لفعاليات اجتماعنا اليوم.
وأضاف الرئيس السيسى: "لقد تشرفت - بناء على ثقتكم - بتولى رئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقى للتنمية "النيباد" لعامى 2023 و2024، مضيفًا: اتصالًا بما تقدم، وضعت مصر أمام أعينها أهدافا مُحددةً خلال رئاستها للنيباد، ترتكز على دفع معدلات التكامل الاقتصادى واقتراح حلول لمواجهة التحديات القائمة، وهى الأولويات التى سيتم العمل على تنفيذها عبر التنسيق مع سكرتارية النيباد، برئاسة المديرة التنفيذية ناردوس بيكيلى، ومن خلال التشاور المستمر مع الدول الأفريقية الشقيقة".
ولفت الرئيس السيسى إلى سعى مصر لتسريع تنفيذ أجندة التنمية الأفريقية 2063، وعبر الاستفادة من الخبرات والإمكانات المصرية، بما فى ذلك شركات القطاع الخاص فى مجالات البنية التحتية والطاقة والاتصالات، وهى على أتم استعداد لتوفير الدعم اللازم للدول الأفريقية الشقيقة فى مسارها التنموي.
واستعرض الرئيس السيسى أبرز الأولويات المصرية لرئاسة النيباد على مدار العامين المقبلين:
أولًا: سرعة الانتهاء من الخطة العشرية الثانية لتنفيذ أجندة التنمية الأفريقية (2024-2034)، بما يأخذ فى الاعتبار الدروس المستفادة من تنفيذ الخطة العشرية الأولى والتحديات التى واجهناها، وعلى أن تتم صياغتها بالتنسيق الكامل مع التجمعات الاقتصادية الإقليمية، وبحيث تكون وثيقة جامعة يمكن الاستناد إليها فى تقييم مدى تحقيق القارة لأهداف أجندة التنمية العشرية حتى عام 2034.
ثانيًا: استمرار جهود حشد الموارد المالية فى المجالات ذات الأولوية، وعلى رأسها تطوير البنية التحتية، فى إطار برنامج تنمية البنية التحتية الأفريقية، بما فى ذلك المشروعات ذات الأهمية، ومنها مشروع الربط الملاحى بين البحر المتوسط وبحيرة فكتوريا والطريق البرى الرابط بين القاهرة وكيب تاون، بالإضافة إلى استمرار المساعى لتعزيز دور القطاع الصناعى فى دولنا الأفريقية، وانخراطنا فى سلاسل القيمة المضافة عالميًا، عبر تحفيز تنوع الصناعات الأفريقية، وأدعو هنا فى هذا الإطار إلى تبنى مقترح سكرتارية النيباد لإطلاق مبادرة "فريق أفريقيا لحشد الموارد" وذلك لتحديد الاحتياجات التمويلية للقارة الأفريقية.
ثالثًا: تكثيف الجهود مع الشركاء الدوليين والمنظمات التمويلية لإيجاد حلول فعالة لمعالجة أزمة الديون المتراكمة، بما فى ذلك من خلال وضع آليات لتخفيف عبء الديون، عبر الإعفاء أو المُبادلة أو السداد المُيسر، بالإضافة للمقترحات ذات الصلة بحوكمة النظام المالى العالمى، بشكل يراعى احتياجات الدولة النامية بدرجة أكبر.
رابعًا: الإسراع نحو تحقيق الآمال المستهدفة من اتفاقية التجارة الحرة القارية، وأثمن فى هذا الإطار الجهد الذى قامت به الوكالة، فى إطلاق مبادرة 100 ألف شركة صغيرة ومتوسطة، لدعم قدرة هذه الشركات على الاندماج فى التجارة العابرة للحدود، وكذا الجهد الذى قامت به الوكالة، فى إطلاق مبادرة تنشيط أفريقيا لبناء قدرات الشباب الأفريقى، فى مجالات إنشاء وإدارة الشركات وريادة الأعمال.
خامسًا: المضى قدمًا فى حشد الموارد اللازمة، لبرنامج الرابطة الثلاثية بين السلم والأمن والتنمية، والذى يتشارك فى أولوياته وأهدافه مع ملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، الذى أشرف بريادته على مستوى القارة الأفريقية، حيث أدعو سكرتارية النيباد للتنسيق فى هذا الإطار مع مفوضية السلم والأمن والشئون السياسية بالاتحاد الأفريقى، ومركز الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات الذى تستضيفه "القاهرة".
وتابع السيسى: لقد قدمتُ لكم رؤية مصر الخاصة بقيادة وكالتنا التنموية "النيباد" على مدار العامين المُقبلين، وهى الأولويات التى سأسعى جاهدًا إلى ترجمتها إلى مبادرات قابلة للتنفيذ، وذلك بالتنسيق مع أشقائى فخامة رؤساء الدول والحكومات أعضاء اللجنة التوجيهية، وبالاعتماد على سكرتارية الوكالة، وأود هنا تأكيد استعداد مصر للعمل بكل جهد وإخلاص، لتعميق التكامل الاقتصادى بين دول الإقليم، ودفع مُعدلات التنمية فى دولنا، بما يسهم فى رفع مستوى معيشة شعوبنا.