في اليوم العالمي للثعابين، لا نملك سوى التأمل في الوجه الثقافي لذلك الكانن القديم، الذي يربط البعض بينه وبين خروج آدم من جنة الخلد، إذ تشكل الشيطان الرجيم في هيئته ثم وسوس إلى آدم وحواء فأخرجهما مما كانا فيه.. فماذا عن الأساطير التي دارت حول الأفعى؟
إن الثعابين فى معظم الثقافات ترمز للشفاء والتحول، ولكن كانت الثعابين فى بعض الثقافات رموزًا للخصوبة، ومثّلت الثعابين فى ثقافات أخرى الحبل السري، الذى يربط جميع البشر بأمنا الأرض. وامتلكت الإلهة العظيمة غالبًا ثعابين كمُتحوّلين تابعين لها -تلتف أحيانًا حول عصاها المقدسة، كما فى جزيرة كريت القديمة- وكانت تعبد باعتبارها وصيات على أسرارها ولادتها وتجددها.
واعتبرت بعض الثقافات الثعابين خالدة لأنها تتجسد من نفسها عندما تُسلخ جلودها، وارتبطت الثعابين غالبًا بالخلود لأنها لوحظت وهى تعض ذيولها لتشكيل دائرة ولأنها تشكل لوالب عند التفافها.
وفى الأساطير المصرية، مُثلت حالة الوجود قبل الخلق، بأن إله الشمس رع وجميع المخلوقات يبرز من ثعبان ملفوف عدة لفات، ويعودون كل ليلة ثم يولدن من جديد كل صباح.
ويُمثل الثعبان الذى يعض ذيله (الأوربوروس) البحر باعتباره الحلقة الأبدية التى تحيط بالعالم. كان للأفعى قدرات شفائية فى مصر. أُلّفَت الترانيم وقدمت العروض لها إذ اعتُقد أن الإلهة يمكن أن تظهر من خلال الثعبان. "فى ترنيمة للإلهة مرت سجر، يروى عامل فى مقبرة طيبة كيف جاءت إليه الإلهة على شكل ثعبان لشفاء مرضه".
كانت الثعابين مهمة للغاية فى الثقافة السومرية باعتبارها رمزًا للشفاء. فى شريعة حمورابى (نحو 1700 قبل الميلاد) اعتُبر الإله نينازو راعى الشفاء، وصوّر ابنه، نينجيشزيدا، مع رمز الثعبان والعصا (بان 1967: 618).
كانت الثعابين سمة مشتركة للعديد من أساطير الخلق، على سبيل المثال كان لدى العديد من الأشخاص فى كاليفورنيا وأستراليا أساطير عن ثعبان قوس قزح، والذى كان إمًا الأرض الأم ذاتها التى أنجبت جميع الحيوانات، أو إله الماء الذى خلقت بتلوّيه الأنهار والجداول والمحيطات.
فى الأسطورة الهندية القديمة، ابتلع الثعبان أهى أو فريترا المحيط البدائى ولم يطلق الكائنات المخلوقة حتى قسم إندرا معدة الثعبان بصاعقة. وتقول أسطورة أخرى، أن فيشنو الحامى نام على لفائف الثعبان العالمى شيشا (أو «أنانتا اللاّنهائية»؛). استند شيشا بدوره على كورما وعندما تحرك كورما، تحرك شيشا وتثاءب فتسبب فغر فكيه فى حدوث زلازل.
فى الأساطير الصينية، خلقت نوا، أفعى تملك رأس امرأة، أول بشري. وخلقت البشر واحدًا تلو الآخر باستخدام الطين.
صنعت مسرورةً شخصية أخرى ثم أخرى ثم أخرى، وشكلت كل منها بنفس الطريقة. سلّت نوا نفسها يومًا بعد يوم بصنع الشخصيات الطينية وشاهدها وهى تدب فيها الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة