قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، إن الهجرة النبوية المباركة هى حدث مهم فى تاريخ الإنسانية بشكل عام، وفى تاريخ الإسلام بشكل خاص، مشيرا إلى أنها عهد جديد لبناء قيم الإخاء والعدالة والمودة وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
وأضاف أمين البحوث الإسلامية - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، أن الهجرة النبوية فيصل بين عهدين؛ ظلم وعدل، كفر وإيمان.. مؤكدا أنها ذكرى طيبة خالدة متجددة تجمع في ثناياها مزيجا عظيما من القيم النبوية الرفيعة، والخلال المحمدية النبيلة، من صدق العزم، والإخلاص في القول والعمل، والتضحية في سبيل الحق وللحق، والصبر، وحسن التوكل على الله، وجميل اللجوء إليه.
وأوضح عياد أن الهجرة النبوية تنبئ عن رعاية ربانية، وعناية إلهية انتقلت بها الرسالة المحمدية من طور الدعوة في مكة إلى طور الدعوة والدولة في المدينة المنورة، مؤكدا أن الله تعالى أراد حينما أمر رسولَه (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة إلى المدينة أن يبث القوة النفسية في قلوب المسلمين؛ ليجابهوا بها رعاة الظلم وينشروا من خلالها تعاليم الإسلام وقيمه، كما كان الأمر بالهجرة فتحًا لأبواب الخير التي عادت بالنفع الوفير على الإسلام وأهله، وصدق الله – تعالى – حينما قال: "ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة".
وأفاد بأن الهجرة هي عهد جديد لتأسيس دولة الإسلام التي امتدت من مشارق الأرض إلى مغاربها، وهي عهد جديد لبناء قيم الإخاء والتعايش وقبول الآخر وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة أو بمعنى آخر تقديم مصلحة الأمة الإسلامية على المصلحة الفردية.
ولفت عياد إلى أن الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة عملت على غرس القيم والمبادئ السامية، والتنبيه على أوامر ونواهٍ تحيا الأمة بحياتها وتموت بموتها.
وأشار إلى أن الهجرة أتت حربًا على الأعراف الظالمة والعادات الباطلة التي لا نصيب لها من حق، فجاءت رافضة للعصبية القبلية الممقوتة، والقضاء على المبادئ المرفوضة التي لا يقرها الإسلام، مؤكدا أنه عهد جديد ساده مبدأ "ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"، فقد حرص النبيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا العهد على رد البشرية إلى صوابها والأخذ بيد الإنسانية إلى مسالك نجاتها، فأرسى فيه (صلى الله عليه وسلم) مبادئ التكافل والتراحم والاعتصام والتواضع والرفق والإيثار والتضحية ونبذ العنف وهجر الفحش، والترفع عن الدنايا.