بدموع الوداع، أدى مئات الالاف من الحجاج طواف الوداع بالمسجد الحرام، بعد أن أتموا المناسك، عقب عودتهم من منى واجراء طواف الافاضة والسعي بين الصفا والمروة والحلق والتقصير.
ويستعد عددا من الحجاج للتوجه للمدينة المنورة لزيارة قبر الرسول والصلاة بالمسجد النبوي، بينما يستعد عددا اخر للتوجه للقاهرة بعد اتمام المناسك وزيارة المدينة قبل التفويج لمكة.
وحرصت بعثة حج القرعة بناء على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، على وضع خطط لتفويج الحجاج من الاراضي المقدسة للقاهرة، وضمان وصولهم بسلام وامان، وتسهيلا اجراءاتهم.
حجاج بيت الله الحرام
وأشاد ضيوف الرحمن بالتيسيرات الصخمة التي تلقوها في موسم الحج من بعثة حج القرعة، والتواصل المستمر معهم وتذليل كافة العقبات امامهم وخلق مناخ طيب لهم.
وأفاد المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي هاني بن حسني حيدر أن الرئاسة اتخذت إجراءات تنظيمية عدة ضمن خطتها الميدانية والإرشادية والوقائية والفنية والهندسية؛ لضمان سلاسة تفويج الحجاج وأداء نسكهم بيسر وسهولة، مؤكدًا أن المختصين بالحشود في الرئاسة على أتم الاستعداد لتفويج الحجيج لأداء الطواف ابتداءً من دخولهم عبر الأبواب المخصصة، مع توفير منظومة للإرشاد المكاني في كافة المواقع التي تقع ضمن رحلة الحاج بالمسجد الحرام للتسهيل عليهم، وتوزيع الكثافات على جميع أدوار مبنى المطاف بالتوازي لعدم حدوث ازدحام.
وأشار إلى استمرارية متابعة تطبيق جميع الخطط على أرض الواقع فيما يتعلق بالخدمات الأخرى المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام.
ويسهم "الرواق السعودي" في حج هذا العام، برفع طاقة الطواف الاستيعابية، حيث تبلغ مساحته حاليًا (210) آلاف متر مربع، ويستوعب (287) آلاف مصلٍ و(107) آلاف طائف في الساعة، حيث يتكون الرواق السعودي من 4 أدوار دور الصحن، والدور الأرضي, والدور الأول و"الميزانين".
ويمتد من الناحية الغربية حينما أمر الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بإضافة جديدة للرواق السعودي، وقد بلغ عدد الأعمدة في هذه التوسعة حوالي (1500) عمود مكسو بالرخام الأبيض، إضافة إلى عدد من القباب على سطح الأروقة، وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله أصبحت مساحتها حوالي (365) ألف متر مربع والطاقة الاستيعابية حوالي مليون مصل، وتضمن الرواق السعودي بعد هذا الامتداد بابا جديداً وهو باب الملك فهد.
أحد الحجاج مع محرر اليوم السابع
وامتدت مساحة الرواق السعودي من الجهة الشمالية بإضافة جديدة بدأت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله واكتملت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث أصبحت مساحة المسجد الحرام حوالي مليون متر مربع، بطاقة استيعابية حوالي مليوني مصل، وتضمن عددا كبيرا من الأعمدة وباباً يحمل اسم باب الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وبدأ العمل على الرواق السعودي في عهد الملك سعود عام (1375هـ/1955م) الذي أعلن في بيان تاريخي عن تحقيق رغبة الملك عبدالعزيز بالبدء بتوسعة المسجد الحرام، واستمر بناء الرواق في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد -رحمهم الله- بين عامي (1375 / 1396هـ - 1955 / 1976م)، كما استمر تطويره حتى وقتنا الحاضر.
وعلى مر السنين أكمل ملوك المملكة العربية السعودية بناء الرواق السعودي الذي حول مساحة المسجد الحرام من حوالي (12) ألف متر مربع إلى أكثر من مليون متر مربع، وارتفعت الطاقة الاستيعابية أضعافاً مضاعفة مما كان عليه.
واهتمت المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين، وقد تجلى ذلك في المشروعات الضخمة والتوسعات الكبرى التي قامت بها على مر السنين في عصر الدولة السعودية الأولى ومنذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، حتى وقتنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود إذ أنه وخلال فترة وجيزة، حدث للمسجد الحرام نقلة معمارية كبرى تجلت في توسعات المسجد الحرام الذي يعد من أكبر المباني على مستوى العالم من حيث الحجم والمساحة والطاقة الاستيعابية والعناصر المعمارية المكتملة والخدمات المساندة والتي من ضمنها "الرواق السعودي".
بيت الله الحرام
فمنذ عهد الملك عبدالعزيز بدأت في المسجد الحرام إصلاحات كبرى تمثلت في تطوير مبانيه القائمة واصلاحها وكذلك في نطاق المسعى وسقفه وتطويره ولكن بعد أن بدأت أعداد الحجاج بالازدياد رأى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، الحاجة لعمل "رواق سعودي" جديد وتوسعة كبرى جديدة في المسجد الحرام تكون خلف الرواق العباسي. وقد أمر بالبدء للتخطيط لهذه التوسعة ومعرفة الحاجة للمساحات التي سيتم استخدامها لـ "الرواق السعودي".
ويعد الرواق السعودي من مفاخر الدولة السعودية، ومن مآثر العمارة السعودية للمسجد الحرام، وأصبح يمثل هوية خاصة بالمسجد لاتزال باقية حتى اليوم، لترسخ اهتمام قادة الدولة السعودية بعمارة الحرمين منذ الدولة السعودية الأولى، مروراً بالملك عبدالعزيز والملوك من بعده، الذين انعكس اهتمامهم بشكل واضح على عمارة الحرمين، وبشكل لم يشهده التاريخ من قبل.
وأنهى 4951 حاج وحاجة المتعجلون من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، من 92 دولة، مناسك حجهم بعد أن طافوا طواف الوداع رافعين أكف الدعوات، داعين الله أن يتقبل حجهم ويعودوا إلى أهلهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.
حجاج بيت الله
ويستعد الحجاج بعد أدائهم الركن الخامس للذهاب إلى المدينة المنورة للإقامة أياما عدة وزيارة مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- والزيارات المتنوعة لأبرز المعالم النبوية، من خلال خطط أعدتها لجان البرنامج للتفويج والتسكين وغيرها من الخدمات المقدمة لهم بطاقم متكامل.
من جهتهم، قدم الحجاج المستضافون الشكر والثناء لطاقم البرنامج كافة, لما وجدوه من خدمات واهتمام وتوفير كل ما يحتاجون إليه منذ وصولهم إلى المملكة وتأدية فريضة الحج، حتى مغادرتهم إلى المدينة المنورة، داعين المولى عز وجل أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء، وأن يديمهم لخدمة الإسلام والمسلمين.