قرية الحرانية بالجيزة.. 71 عاما من الفن والإبداع على أوتار النول فيديو وصور

الأحد، 02 يوليو 2023 10:03 ص
قرية الحرانية بالجيزة.. 71 عاما من الفن والإبداع على أوتار النول فيديو وصور صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية
كتبت – مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمام أنوال خشبية كبيرة منظمة في خانات من الطوب اللبن مسقوفة بالقباب، مرت عليها أنامل من ذهب تتشرب الحس المصري الأصيل بعيدا عن التصنع والزيف، تتشابك فيها خيوطا مختلفة ألوانها تتقاطع طولا وعرضا بإحكام من وحي الطبيعة، لتحيك سجادا يدويا فاخرا، صنعته أيادٍ عشقته وارتبطت به، يمضي أبناء قرية الحرانية التابعة لمركز ومدينة أبو النمرس جنوب محافظة الجيزة رجالاً ونساءً وأطفالاً يومهم يدللون أحبال السجاد وخيوطه بإحساسهم العميق بالطبيعة، مطلقين العنان لخيالاتهم وإبداعاتهم لنسج لوحات وتحف فنية بخيوط من القطن والصوف تحاكي الطبيعة.
 
"كل طفل بيتولد بطاقة إبداعية.. وليس علينا سوى ألا نتدخل لكي يخرج بفطرته وبراءته لوحاته الفنية".. رؤية آمن بها المهندس المعماري الراحل رمسيس ويصا واصف، حتى وجدت إبداعات أبناء قرية الحرانية على مدار أكثر من 70 عاما طريقها للعالمية، ففي خمسينيات القرن العشرين قرر أن يجعل في كل بيت بالحرانية فنانا صغيرا، جاعلا من الطبيعة والخضرة مصدرا لإلهامه دون حدود، ليحيي الحرف اليدوية المهددة بالاندثار، فعلمهم نسيج الصوف والقطن وفن الباتيك والخزف والرسم على الزجاج، غرس فيهم الثقة بالنفس والقدرة على الإبداع وإظهار شخصيتهم في أعمالهم الفنية، حريصا على أن يكون العمل مأجورًا ليُسهم فى دعمهم وتوفير حياة كريمة لأسرهم، حتى نضجت أفكارهم بأعمال فنية تعبر عن ثقافتهم وبساطتهم بأسلوب تعبيري مميز، لا جدران له غير عنان السماء.
 
 
وبينما كان منسجما، سارحا بخياله مع رائحة الورود وزقزقة العصافير وزرقة النيل، يغزل بأنامله خيوط الصوف ببراعة ودقة على النول العمودي المحاط بخيوط صوف مختلفة ألوانها، يكمل لوحته الفنية التي لا تكاد تخلو من عناصر الطبيعة، حكى علي سليم صاحب الـ73 عاما، لـ"اليوم السابع"، حكايته مع فن النسيج التي بدأت منذ نعومة أظافره، حيث تعلمت شقيقته الكبرى فن النسيج ومعها تتلمذا على يد رمسيس ويصا واصف حتى احترفا الصنعة، فيقول: "هذه مهنتي منذ أن فتحت عيني على الحياة، فبدأت تعلم فن صناعة السجاد اليدوي منذ أن كنت في الثامنة من عمري، حيث كانت شقيقتي عطيات سليم تأتي للعمل بالمركز وكنت آتي معها للعب، أجلس بجوارها، أتابعها وزملائها وهم ينسجون خيوط الصوف ببراعة، ورغم عدم إلمامي بأصول المهني إلا أنني سعيت لتقليدهم، وقمت بتجميع قطع الصوف الفائضة وربطها مع بعضها البعض، وصنعت نولاً خشبياً صغيراً، بدأت أغزل عليه خطوط الصوف على أمل أن أنجح في خطواتي الأولى، حتى شاهدني رمسيس ويصا واصف وأخبرني بأنه لا يوجد مكانا شاغرا لي، عدت بعدها إلى المنزل ومعي خيوط الصوف والنول الذي قمت بصنعه وأكملت ما بدأته في اللوحة حتى أنهيتها بالكامل، ثم عدت بها إلى المركز وحينما رآني الفنان رمسيس وشاهد حماسي وشغفي للعمل فتح لي بابه وأعطاني نولا خشبيا جيد الصنع وخيوط من الصوف، وبدأت أنسج بخيالي رسومات وأشكال لطيور وأشجار ومع كل قطعة سجاد كنت أنسجها كان يكافئني عليها ماديا ليشجعني على الاستمرارية والبدء من جديد، ومن هنا كانت انطلاقتي مع فن صناعة السجاد اليدوي"، مضيفا: "رمسيس ويصا واصف هو اللي مربيني".
 
وتابع حديثه قائلا: "ما نقوم به من صناعة هو عمل فني ليس مرتبطا بزمان أو مكان، يبنى على فكرة وهدف محدد أساسه الطبيعة، فبمجرد أن نستقر على رسمة محددة مستمدة من الطبيعة نبدأ في نقشها على النول مباشرة حتى تكتمل الرسمة تماماً، مشيرا إلى أنهم بمجرد أن يقرروا تنفيذ عمل فني محدد، يبدأوون مباشرة بغزل الخيوط على النول دون أن يكون هناك للعمل ماكيت أو صورة أو رسمة على ورقة، حيث أن صوفي حبيب جورجي زوجة الفنان رمسيس ويصا واصف اصطحبته خلال تنفيذ إحدى لوحاته الفنية التي استغرق تنفيذها ثلاث سنوات، في رحلة نيلية لمدة 14 يوما، من الجيزة وحتى مدينتي الأقصر وأسوان، قام خلالها بغزل خيوطه مقسما لوحته لثلاثة أجزاء بطول سبعة أمتار، فتضم ابتداءً من الأسفل نخلا ثم نهر النيل، ومراكب نيلية وصيادين، ثم معبدي فيلة والكرنك، ومساجد وكنائس والقلعة والأهرامات".
 
وأضاف: "أعمالنا الفنية قائمة على الطبيعة حتى في المواد والخامات المستخدمة في صنعها، حيث أن الأدوات المستخدمة في صناعة السجاد اليدوي تشمل الأنوال الخشبية سواء كانت العمودية أو الأفقية وخيوط القطن والصوف والأصباغ الطبيعية المستخرجة من النباتات، موضحا أن الأصباغ المستخدمة في التصنيع تُستخرج من نباتات مزروعة في القرية، فالأصواف تأتيهم بيضاء اللون، وفي يوم محدد من كل عام يجتمعون سويا لفصل أجزاء النبات المزروع من السيقان والأوراق والزهور والتي يستخلص من كل واحدة منهم لون محدد يستخدم في صبغ الأصواف، مشيرا أنهم ينتجون السجاد بمختلف أحجامه وأشكاله، وقد يستغرق غزل خيوط المتر المربع الواحد من اللوحة شهرا كاملا.
 
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (1)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية

صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (2)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية

صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (3)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية

صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (4)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية

صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (5)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية

صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (6)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية
 
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (7)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية

صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (8)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية

صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (9)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية

صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (10)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية

صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (11)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية

صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية (12)
صناعة السجاد اليدوي في قرية الحرانية
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة